إعداد: عبير حسين لم يهتم الملايين المهووسون بلعبة بوكيمون غو بالتعرف إلى العقلية التي تحركهم عبر أجهزتهم المحمولة، ولم يتساءلوا يوماً عن الأصابع الخفية التي ترسلهم للبحث عن البوكيمونات وتوجههم يميناً ويساراً. وبينما اكتفى الجميع بالركض على غير هدى للقبض على البوكيمونات أياً كان موقعها، كان جون هانك يراقبهم محققاً نجاحاً جديداً مذهلاً يعيد إلى الأذهان نجاحه السابق عند إصدار لعبة آنجرس التي هوست العالم قبل عامين كما تفعل بوكيمون غو اليوم. كل محطات حياة جون هانك تدل على أننا أمام شخص غير عادي، ومثير للجدل، وبالرغم من أن محطة بوكيمون غو هي الأحدث، لكنها لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة لشخص مثله. فقبل عقدين من كان يتوقع أن شاباً مثله تتاح له فرصة الالتحاق بوظيفة مرموقة بوزارة الخارجية الأمريكية، فيتركها مفضلاً بداية مستقبله بالطريقة الأصعب التي تكللت أغلب محطاتها بالنجاح؟ فعلها هانك عندما غادر مقر عمله الأول ضمن بعثة بلاده الدبلوماسية في ميانمار، مفضلاً العودة إلى منزله المتواضع في كاليفورنيا ليتابع شغفه بعالم التقنية الحديثة، ويؤسس شركته الخاصة التي لفتت انتباه العالم 2001 بعد احترافها تحويل البيانات الجغرافية إلى صور مرئية تفاعلية Geospatial data visualization applications، وكان نجاحها كافياً لسعي غوغل للاستحواذ عليها. وبعدها انضم هانك وفريق شركته إلى فريق غوغل إيرث ونجح في تطوير عدة تقنيات بدأت بالظهور تدريجياً منذ 2005 وحتى وصلت إلى المرحلة المتقدمة لخرائط غوغل التي يعتمد عليها المليارات حول العالم. لسنوات عدة تولى هانك منصب نائب رئيس غوغل المسؤول عن كل تقنيات الخرائط، وفي العام 2010 ذهب شغفه به بعيداً فأسس داخل غوغل معملاً أطلق عليه نيانتك وبدأ بتجربة تقنية جديدة مذهلة تعرف ب Augmented reality تهدف إلى تقديم تطبيقات تفاعلية عن طريق محاكاة الواقع تستخدم إحداثيات الشخص، وخريطة المكان الموجود فيه لتقديم خدمات مختلفة أو ألعاب. وكان تطبيق field trip أول إنجازات هانك بمعامل نيانتك وقدم للمستخدمين خدمة كيفية الوصول إلى الأماكن المهمة بكل مدينة مثل المتاحف والمطاعم، لكنه لم يحظ بانتشار واسع لتشابهه مع خدمات أخرى لغوغل أهمها google maps. وقبل عامين حقق هانك أكبر نجاحاته على الإطلاق بعد ابتكاره لعبه آنجرس بتقنية الواقع المعزز، وكانت سبباً في نقل الألعاب الإلكترونية إلى عالم جديد لم تتطرق إليه أي شركة من قبل، إذ أصبح عالم اللعبة هو العالم الحقيقي، وتطلبت اللعبة من المستخدمين النزول إلى الشارع، وخلقت تفاعلاً على أرض الواقع مع آخرين لم يسبق لهم التعارف لأن قواعد اللعبة تقتضي جمع أكبر عدد من اللاعبين بكل حلف يسعى للسيطرة على معالم محددة من المدينة. وخلال أيام معدودة من إطلاق آنجرس تم تحميلها أكثر من 12 مليون مرة على الأجهزة العاملة بنظامي أندرويد وIOS، ثم اتسع عدد مستخدميها إلى ملايين آخرين بعد طرحها في الأسواق الأوروبية والآسيوية. الغريب أن فكرة بوكيمون غو ولدت مطلع إبريل 2014 عندما غيرت غوغل خرائطها بمناسبة كذبة إبريل وحوَّلتها إلى لعبة لجمع البوكيمون، وظهرت الخرائط وعليها بوكيمونات وكان على المستخدمين جمعها. وهنا التقط الفكرة الياباني ساتورو إيواشا أحد المديرين التنفيذيين لشركة نيتيندو وبدأت بالتفاوض مع نيانتك في غوغل لبحث إمكانية تحويل الكذبة إلى لعبة، وبالفعل بدأ هانك بالتعاون مع تاتسو نومورا مهندس خرائط غوغل بتنفيذ الفكرة عبر تقنية الواقع المحاكى. أما المثير هنا فهو حصد نيتيندو لكل النجاح والمليارات التي جنتها اللعبة منذ إصدارها، بينما ظل اسم مبتكر شخصيات بوكيمون الأصلية ساتوشي تاجيري، مغموراً، وطوى الغياب بالوفاة أيواشا صاحب فكرة بوكيمون غو قبل إصدار اللعبة بعدة أشهر، أما الأكثر إثارة فهو استقالة هانك نفسه من شركة غوغل بحثاً عن تحد جديد في مكان آخر. لاعبان يتعرضان لإطلاق نار حققت لعبة بوكيمون غو أرباحاً لأسهم شركة ننتندو المنتجة لها تجاوزن 7 مليارات دولار في يومين فقط. قالت الشرطة في ولاية فلوريدا إن شابين تعرضا لإطلاق النار أثناء لعبهما بوكيمون جو بعد أن ظن أحد السكان أنهما لصان يحاولان سرقة منزله لكنهما لم يلحظا ذلك حسب ما قال والد أحدهما. وقال الرجل إنه أطلق النار على السيارة لرفض الشابين التوقف بناء على طلبه، لكنه أكد أنهما لم يصابا بأذى جراء إطلاق النار. وأضاف أنه سمع أحدهما يقول للآخر: هل عثرت على شيء؟. واستغلت الشرطة الحادث لإصدار إرشادات للشباب والكبار حول كيفية التعامل مع اللعبة الإلكترونية بالطريقة الصحيحة، بحسب بي بي سي. وقالت الشرطة إنها تلقت مكالمة هاتفية من والدي أحد الشابين بعدما لاحظا أن طلقات الرصاص تسببت في تلف أحد إطارات السيارة. وقال والدا الشابين إن أبناءهما لم يدركا أن أحداً أطلق عليهما النار، وهو ما يرجح أن الرجل أراد إخافتهما ليس إلّا. وأصدرت شرطة إحدى مقاطعات ولاية فلوريدا إرشادات تتبع أثناء لعب بوكيمون غو من بينها عدم الانشغال باللعبة أثناء القيادة أو التزلج. وقال موقع سيميلار ويب، إن الناس بدؤوا يقضون وقتاً أطول في لعب بوكيمون أكثر من سنابشات. بوكيمون خطر بالنسبة ل 60% من الألمان كشفت نتائج استطلاع للرأي أجري في ألمانيا أن أكثر من نصف الألمان يرون أن لعبة الواقع الافتراضي بوكيمون غو تمثل خطراً بالنسبة لحركة السير في الشوارع، كما أعرب الكثيرون عن قلقهم حيال حماية البيانات. ووفقاً للاستطلاع الذي أجراه معهد (يوجوف) لقياس الرأي فإن 32% من المستطلعة آراؤهم يرون لعبة مثل بوكيمون جو تمثل خطراً بالنسبة لحركة السير في الطريق، فيما اعتبر 28% أن اللعبة أقرب إلى أن تكون خطراً على حركة السير. وأظهرت النتائج تصدّر الشباب للشرائح العمرية التي استخدمت هذا التطبيق إذ قال 14% من الشريحة العمرية الواقعة بين 18 و24 عاماً، إنهم حصلوا على التطبيق بطرق غير مباشرة وذلك قبل أن يتاح رسمياً في ألمانيا، وقال 18% منهم إنهم حصلوا على التطبيق عبر تحميله من المنصة المحلية، فيما أبدى 19% منهم اعتزامهم الحصول على التطبيق.
مشاركة :