أكد كريغ بلامب، رئيس قسم الأبحاث في جيه إل إل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أنه رغم أن الوقت لا يزال مبكراً للغاية للتنبؤ بالآثار طويلة الأمد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على سوق دبي العقارية، مشيرا إلى أننا أمام احتمال ضعيف لتأثر المستثمرين البريطانيين سلباً بانخفاض قيمة الجنيه البريطاني كنتيجة لقرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي. وقال إننا نتوقع تحسن السوق العقارية في دبي في مطلع عام 2017 في حال استقرار العوامل الخارجية طيلة بقية العام. وتحتضن دبي العديد من الجنسيات المختلفة ووفق بيانات دائرة الأراضي والأملاك فإن الوافدين البريطانيين يشكلون ثالث أكبر نسبة من مستثمري العقارات في الإمارة. جاء ذلك في إطار تقرير لشركة جيه إل إل وهي للاستثمارات والاستشارات العقارية- أصدرته أمس بعنوان نظرة عامة على سوق دبي العقارية في الربع الثاني من العام 2016، والذي يعاين الأثر الذي يخلفه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على سوق دبي العقارية بمختلف قطاعاتها المكتبي والسكني والتجزئة والفندقي. العقارات المكتبية لم يشهد الربع الثاني من عام 2016 سوى تسليم برج مكتبي واحد، وهو برج وستباري في الخليج التجاري، والذي أضاف مساحة 30 ألف متر مربع إلى المساحة الإجمالية القابلة للتأجير في القطاع المكتبي، ليبلغ إجمالي هذه المساحة 8.5 ملايين متر مربع. وهو ما يتماشى بوجه عام مع الرقم المسجّل عن الربع الأول من العام 2016. بالمقابل، انخفضت توقعات المعروض للعامين 2017/ 2018 على مدار الربع الثاني من العام استناداً إلى عوامل عدة، وهي: تأخّر إكمال العديد من المشروعات التي كان من المقرر إنجازها في 2017. حيث تأجل موعد إنجازها إلى العام 2018؛ والتعديلات التي طرأت على مشروع برج الدجى الذي كان مقرراً له فيما سبق أن يكون مبنى متعدد الأغراض. ولكن تقرر الآن استخدام الجزء الأكبر منه للأغراض السكنية مع تخصيص طابق واحد فقط للمساحات المكتبية، مما أسفر عن انخفاض معروض المساحة المكتبية لعام 2017 بمقدار 167 ألف متر مربع؛ وأخيرا تأكيد تاريخ تسليم المشروع المشترك بين مؤسسة دبي للاستثمار وبروكفيلد خلال الربع الأول من العام 2019. حي دبي للتصميم وبالنظر إلى بعض المناطق الأكثر شعبية على صعيد المساحات المكتبية الشاغرة، نجد أن حي دبي للتصميم أصبح وجهة يتطلع إليها الكثيرون، حيث ازدادت أسعار الإيجارات فيه بنسبة 40% تقريباً خلال الربع الثاني من العام 2016. وهو ما يرجع أساساً إلى تحقيقه رقما مميزا على صعيد الإشغال، إلى جانب نجاحه في جذب أكبر شركات التجزئة - مثل مجموعة شلهوب- كي تتخذه مقراً، وهو ما جعل الكفّة التفاوضية تميل إلى صالح الجهة المالكة تيكوم. ومن المتوقع أن يشهد قطاع التصميم في المنطقة نمواً بمعدل سنوي قدره 6% خلال الأعوام الخمسة التالية، مما سيفضي بدوره إلى زيادة الطلب على المساحات المكتبية في مشروعات التطوير العقاري مثل حي دبي للتصميم. القطاع السكني جرى تسليم قرابة 1500 فيلا خاصة بالموظفين المواطنين في الحي 11 من مشروع مدينة محمد بن راشد في الربع الثاني من العام 2016، وهو القسم الأول الذي جرى تسليمه ضمن مشروع التطوير العقاري الضخم، في حين أضيفت 1680 وحدة أخرى في مختلف أنحاء دبي، بما يشمل وحدات من الشقق السكنية والفلل، حيث بلغ العدد الإجمالي 462 ألف وحدة. مراكز التسوق تم افتتاح 3 مراكز تجارية جديدة للتسوق خلال الربع الثاني من العام، وهي مركز كوميونتي في المدينة العالمية، والمرحلة الثانية من ابن بطوطة مول، وذا ريبون في موتور سيتي، حيث أضافت هذه المراكز الثلاثة مجتمعة قرابة 30 ألف متر مربع من المساحة الإجمالية القابلة للتأجير. ومن المتوقع أن يشهد الربعان الأخيران من عام 2016 تسليم ما يعادل 150 ألف متر مربع. ومن هنا، فقد رفعنا توقعاتنا بخصوص عام 2017 مع استئناف الأعمال الإنشائية في مشروعي مركز آرت دبي في البرشاء ومول مدينة دبي المستدامة، وهو ما يزيد من مساحة المعروض خلال عام 2017 إلى 159 ألف متر مربع. 72.5 ألف غرفة المعروض الفندقي في دبي شهد الربع الثاني من هذا العام افتتاح فندق دبليو الحبتور على قناة دبي، والذي أعقب افتتاح سانت ريجيس التابع للمطوّر ذاته- في نوفمبر 2015، ليصل إجمالي المعروض في دبي إلى قرابة 72.5 ألف غرفة بعد المساحات الأخرى التي أضيفت إلى المعروض الإجمالي مع منشآت مثل فندقي روف وسط مدينة دبي وويندهام دبي مارينا. ومن المتوقع تأجيل افتتاح العديد من المنشآت إلى 2017 بعد أن كان من المقرّر سابقاً أن يتم افتتاحها في 2016، وتكمن بعض الأسباب وراء هذا التأخير إلى تأخر أعمال الإنشاءات والتمويل، فضلاً عن الجداول الزمنية غير الواقعية التي وضعها بعض المطورين العقاريين في وقت سابق. ارتفاع الكلفة ومع الانخفاض الذي شهده اليورو بنسبة 4% حتى الآن منذ بداية العام، إضافةً إلى الانخفاضات التي سجلها الجنيه البريطاني، فقد أضحت دبي وجهة سفر مكلفة بالنسبة للعديد من السياح الأوروبيين، فضلاً عن أن الكثير من زوار دول مجلس التعاون الخليجي يفضلون السفر إلى أوروبا للاستمتاع بالإجازة هناك. ويفرض هذا الوضع بعض التحديات أمام العلامات التجارية الرفيعة والفاخرة، لا سيما مع ازدياد الطلبات على قطاع السوق المتوسطة، حيث ارتفع عدد المشغلين والملاك الذين يستثمرون في الوقت الحالي في العقارات المتوسطة، وقد أُعلن عن العديد من المشروعات في هذا المجال من قبل علامات تجارية مثل روڤ وإيبيس وغيرها. جذب الطلب ويحتمل أن يعزز هذا المعروض الأكثر شمولاً في قطاع العقارات المتوسطة من قدرة دبي على جذب الطلب من الأسواق سريعة النمو في الصين والشرق الأقصى. وفي حين قد يحدّ هذا التوجّه من الانخفاض الذي تشهده معدلات الإشغال، إلا أنّه قد يفضي إلى انخفاض متواصل في متوسط أسعار الغرف على مستوى الإمارة.
مشاركة :