مدريد: صبيح صادق أثار قرار الحكومة البرتغالية الاتفاق مع دار «كريستيز» في لندن على بيع لوحات أحد أهم أقطاب السريالية الفنان خوان ميرو (1893 - 1983) استياء كبيرا في أوساط عديدة، وعللت الحكومة قرارها بأنه يأتي للتخفيف من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. ومن أبرز اللوحات التي ستعرض للبيع لوحة «نساء وطيور» التي تقدر قيمتها بنحو خمسة ملايين يورو، ولوحة «رسم» وسعرها ثلاثة ملايين يورو. ومن المقرر أن يتم المزاد في دار «كريستيز» يومي 4 و5 من شهر فبراير (شباط) الحالي، بسعر مبدئي مقداره 35 مليون يورو وقد يرتفع عند المزاد، ذلك أن ثمن هذه اللوحات عام 2008 قدر بـ80 مليون يورو. وقد عارض قرار الحكومة الكثيرون، وقام الآلاف بالتوقيع على طلب يدعو إلى وقف عملية البيع، كما أن المعارضة تقدمت رسميا في البرلمان باعتراض على هذه الصفقة، لكن الطلب فشل في النهاية. وقد أكد سكرتير الدولة لشؤون الثقافة خوخه باريتو أن «الاحتفاظ بلوحات الفنان ميرو ليس من أولويات الحكومة»، وردت وزيرة الثقافة السابقة غابرييلا كابانياس بقولها «لا يزال لدينا بعض الوقت لوقف عملية البيع، لكن ذلك يحتاج إلى إرادة حقيقية، ولا أظن أن مثل هذه الإرادة متوافرة لدى الحكومة (البرتغالية)»، وانتقدت قرار الحكومة بشدة قائلة «إنها تعتبر الفن جزءا من النفايات». وقال بيدرو لابا، مدير متحف مجموعة «بيراردو»، إنه «من المتوقع أن تباع الصفقة مجتمعة، كي تذهب إلى إحدى الدول العربية، وبذلك تضيف البرتغال فقرا آخر إلى جانب فقرها الحالي». وأضاف «أنا أفهم أن البلد يمر بأزمة اقتصادية، ولا يستطيع شراء لوحات فنية جديدة، لكن لوحات الفنان ميرو هذه موجودة في البرتغال، فهي ملك لنا الآن، لكن الحكومة تتعامل مع الفن كما يتعامل صاحب البنك مع النقود».
مشاركة :