إسطنبول - الوكالات: أعلنت وزارة التربية التركية أمس الثلاثاء تعليق عمل اكثر من 15 الفا من موظفيها يشتبه بارتباطهم بالداعية فتح الله جولن المتهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب. وقالت الوزارة في بيان «تم تعليق عمل 15 الفا و200 موظف في وزارة التربية وفتح تحقيق في شأن هؤلاء الأفراد». من جهته، طلب مجلس التعليم العالي في تركيا استقالة اكثر من 1500 من عمداء الكليات ورؤساء الجامعات، وذلك بعد أربعة أيام من محاولة الانقلاب، وفق ما نقلت وكالة انباء الاناضول الحكومية امس الثلاثاء. وقالت الوكالة ان هذا القرار يشمل 1577 من عمداء الكليات ورؤساء الجامعات الحكومية وتلك المرتبطة بمؤسسات خاصة. وهذا المجلس هو الهيئة الحكومية التي تشرف على تنظيم الجامعات. وتندرج هذه التدابير في اطار عملية تطهير واسعة تشهدها تركيا بعد محاولة الانقلاب وتستهدف خصوصا انصار الداعية فتح الله جولن المتهم بالوقوف وراء المحاولة. وشمل التطهير اولا الجيش والقضاء والشرطة قبل ان ينتقل امس الثلاثاء إلى قطاعات اخرى. وأعلن نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولوموش ان ما مجموعه 9322 عسكريا وقاضيا وشرطيا هم قيد الملاحقة القضائية. وأكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام حشد جماهيري في إسطنبول مساء يوم الاثنين، أن الحكومة التركية ستتخذ قرارا مهما اليوم الأربعاء، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول، موضِّحًا أنَّ مجلس الأمن القومي سيعقد اجتماعا اليوم الأربعاء. وأكّد أردوغان في أحدث تصريح له بعد الانقلاب الفاشل إن «الشعب موحد ولن يترك البلاد للمجهول». وفيما يخص محاولة الانقلاب والمشاركين فيها قال الرئيس التركي: «لا يمكن غض الطرف عن مطالبات الشعب بإعدام الانقلابيين، وأن مكان نقاش هذا الأمر سيكون في البرلمان». مضيفا «مصممون على تطهير بلادنا من كل التنظيمات الإرهابية، ولا مكان لدولة داخل الدولة في تركيا». وبحسب ما نقلته وكالة دوغان الإخبارية التركية قال أردوغان أيضا «سنضع خلافاتنا مع دول الجوار وراء ظهورنا». وأبلغ اردوغان أنصاره في ميدان تقسيم في مدينة إسطنبول أنه «سيصادق على أحكام الاعدام فورا إذا وافق البرلمان على إعادة تلك العقوبة»، مشيرًا إلى أن عقوبة الإعدام مطبقة في دول كثيرة مثل الولايات المتحدة والصين. ووسط هتافات من أنصاره تندد بمحاولة الانقلاب قال اردوغان من دون أن يذكر تفاصيل «سنعقد اجتماعا مهما اليوم الاربعاء وسنصدر بعده قرارا مهما». وعبر البعض عن مخاوف من أن ينتهز الرئيس رجب طيب اردوغان الفرصة لتعزيز سلطته وتشديد عملية خنق المعارضة التي تسببت بالفعل في توتر مع أوروبا. وقالت وزارة الخارجية التركية ان الانتقاد الموجه من دول أخرى بشأن تعامل تركيا مع المشتبه بتدبيرهم الانقلاب يرقى إلى أن يكون دعما للمحاولة الفاشلة التي سعت للإطاحة بالحكومة. وتلقي تركيا بالمسؤولية في تدبير محاولة الانقلاب على فتح الله كولن رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة والذي له الكثير من الاتباع في تركيا لكنه ينفي أي تورط. وطلبت أنقرة من واشنطن تسليمه وقال اردوغان لشبكة (سي.ان.ان) الاخبارية الأمريكية الاثنين ان بلاده ستقدم طلب تسليم إلى واشنطن هذا الاسبوع. وتقول واشنطن انها مستعدة لتسليمه بشرط أن تقدم أنقرة أدلة على أنه له صلة بالجريمة. وامس أكّد رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم ان حكومته ارسلت ملفات إلى الولايات المتحدة لطلب تسليم غولن. وقال يلديريم للبرلمان «لقد ارسلنا اربعة ملفات إلى الولايات المتحدة لتسليم كبير الإرهابيين»، مضيفا «سنقدم لهم ادلة اكثر مما يريدون». وقال يلدريم ان 232 شخصا قتلوا في أعمال العنف يوم الجمعة منهم 208 من المدنيين ورجال الشرطة والجيش و24 من مخططي محاولة الانقلاب. وكان مسؤولون قالوا في وقت سابق ان اجمالي عدد القتلى أكثر من 290. وأعلنت هيئة الشؤون الدينية التركية، اعلى سلطة إسلامية في البلاد، امس الثلاثاء ان الانقلابيين الذين قتلوا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة سيحرمون من صلاة الجنازة. وأوضحت في بيان «لن يكون هناك مأتم» للعناصر الذين قتلوا في صفوف الانقلابيين.
مشاركة :