صنعاء:الخليج فرض تراجع ممثلي الانقلابيين في مشاورات السلام اليمنية بالكويت عن تعهداتهم بتقديم مبادرة لتعزيز الثقة والالتزام بالمرجعيات المحددة للمشاورات أجواء قاتمة يسودها التشاؤم في إمكانية التوصل لتسوية سياسية منشودة، بينما أعلنت الكويت أنها حددت سقفاً زمنياً للمشاورات لا يتجاوز 15 يوماً ستعتذر بعدها عن استضافتها إذا فشلت الجولة الحالية في التوصل إلى حل. وقال نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد سليمان جارالله في تصريح ل العربية أمس، حددنا سقفاً زمنياً لمفاوضات اليمن أسبوعين وبعدها الكويت ستعتذر عن استضافة المفاوضات. وعقد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، اجتماعاً مع وفد الحكومة اليمنية لبحث إجراءات تشكيل لجنة عسكرية وأمنية، وتنفيذ النقاط الخمس المتعلقة بالجوانب العسكرية والأمنية والإنسانية، والتحضير للقاء يجمعه بالرئيس عبد ربه منصور هادي أواخر الأسبوع الجاري. وكان رئيس وفد الحوثيين محمد عبدالسلام رفض الالتزام بسقف زمني للمشاورات، مُجدِّداً رفض أية تغييرات يتبناها المبعوث الأممي لحصر المشاورات الحالية في الجانب الأمني والعسكري. وفي ضوء التراجع الأخير للطرف الانقلابي يعود الحسم العسكري إلى الواجهة باعتباره خياراً اضطرارياً أقل كلفة من استمرار تداعيات الحرب الداخلية التي أشعل فتيلها الحوثيون والمخلوع صالح. وطالب وزير الإدارة المحلية وعضو الوفد الحكومي في المشاورات عبد العزيز جباري دول التحالف وعلى رأسها السعودية والإمارات والمجتمع الدولي إلى مساعدة الشعب اليمني على التخلص من الميليشيا الانقلابية، معتبراً أن الانقلابيين لا يضمرون أي نوايا لإحلال السلام في اليمن وإنهاء الحرب وأن مشاركتهم في مشاورات الكويت يستهدف إطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب على الأرض. وحذر الخبير اليمني في مجال إدارة الأزمات، عبدالعزيز أحمد علي السقاف في تصريح ل الخليج من استمرار التداعيات الاقتصادية والإنسانية الناجمة عن مواصلة الانقلابيين التصعيد العسكري في العديد من المحافظات، معتبراً أن خيار الحسم العسكري بات الحل الوحيد المتاح لإنهاء الانقلاب وتدارك الأوضاع في اليمن للحد من تفاقم الأزمة وتداعيات الحرب. وأشار السقاف إلى أن الانقلابيين ليس لديهم أي توجهات لإحلال السلام في اليمن وأن مخطط الاستحواذ القسري على اليمن لايزال هو المسيطر عليهم، الأمر الذي يجعل من الاستمرار في المشاورات البيزنطية مع ممثلي الانقلابيين في الكويت مجرد عبث لا جدوى منه ويعزز من مساعيهم الهادفة إلى فرض سلطة الأمر الواقع والتمدد مجدداً إلى المناطق المحررة.
مشاركة :