ثقافة النظام العشوائي

  • 7/22/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في مقدمة كتابه ثقافة النظام العشوائي يوضح الراحل غالي شكري أن القارئ قد يرى في هذا الكتاب امتداداً لبعض مؤلفاته الأخرى، وذلك لسببين أولهما، أن القضية التي عالجها في مؤلفاته السابقة هي قضية مركزية في تفكيره، وهي قضية النهضة المرادفة في التطبيق لإقامة المجتمع المدني والدولة الوطنية الحديثة، ومجمل التحديات والانتكاسات التي واجهتها هذه النهضة على مدى قرنين. أما السبب الثاني، فهو وحدة المنهج في أعماله التي عالجت القضية، بالرغم من كل ما طرأ على هذا المنهج من تجديد لعناصره، بالإضافة والحذف والتعديل، وهي تعديلات أضافتها متغيرات العصر في أدوات البحث العلمي، خاصة في مجال علم اجتماع المعرفة. يوضح شكري أن المناطق السكانية الموصوفة بالعشوائية ليست أكثر من رمز متواضع لنظام اجتماعي واقتصادي وثقافي كامل، في ظل هذا النظام ليس هناك اختراق من أحد لأحد، وإنما هناك بنية عشوائية لا تعرف الحدود بين الداخل والخارج، ولا بين داخل وداخل، أو بين خارج وخارج، ومن ثم فالجميع شركة قابضة على خناق المجتمع. هذا هو النظام العشوائي: شركة واحدة من أطراف متعددة، لكل منها ميليشيا مالية وثقافية وعسكرية، فكان لا بد من أن يكون العنف هو الطابع السائد لمثل هذا المجتمع: مجتمع الجريمة والإدمان والانفجار السكاني، مجتمع ما دون مستوى الفقر، وليس من اختراق متبادل، وإنما هي العشوائية الأقرب إلى الغابة.

مشاركة :