ماذا حدث لي؟ - مقالات

  • 7/22/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نحن لسنا موقتين، والكويت ليست موقتة، فالكويت أقدم بكثير من دول كثيرة جاءت بعدها، وجذورنا في الأرض والبحر أعمق بكثير من خندق (ماريانا)، فلا تعامل هذا الوطن معاملات الشركات التي أعلنت تاريخ تأسيسها، وهي الآن على وشك الاندماج أو التصفية لأن نوعين فقط من الكائنات يمكنهما أن يمارسا مثل هذا التفكير تجاه أوطانهما.. اللص والكلاب (أعزكم الله)، والكلاب أكثر وفاءً. فهل تسمعني؟... أكرر هل تسمعني؟ صحيح أن سفننا كانت تجوب عالم ذلك الزمان، وأنها أصبحت الآن محبوسة على ظهر (المئة فلس)، ولكن هذا لا يعني أنها لن تنطلق مرة أخرى على يد شبابها الذين شاهدوا آثار الصدأ الذي أصاب وطناً لم يعد يبحر، فهل تسمعني؟ والآن عزيزي القارئ حان الوقت لتسأل نفسك السؤال البديهي لمن يوجه هذا الكاتب مثل هذه الرسالة؟ في الواقع أنا أوجهها لنفسي حيث أقف الآن أمام المرآة بينما يكتب لي (الفيل) ما أقول. ألم أخبرك من قبل أننا اشترينا فيلاً؟.. حسناً.. لقد اشترينا فيلاً، ولكنني سأحدثك عنه في المقال المقبل! أما لماذا وجهت لنفسي مثل هذه الرسالة، فهذا لأنني بدأت في السنوات الأخيرة أفكر في شراء شقة خارج الكويت مع فتح حساب بنكي حيث أضع فيه سلة تحوي جميع عملات العالم عدا عملة الكويت، إضافة إلى أنني قد فكرت في أن أخذ جنسية خليجية أو أميركية (كمزدوج) من باب أن الله وحده يعلم ماذا قد يحدث في المستقبل، ولاحظت أنني أردد أن الكويت ستنتهي في 2022 كما قالت السفيرة الأميركية، وأحياناً أزيد أو أنقص من التاريخ حسب مزاجيتي، كما لاحظت أن لي ميولاً لتمجيد دول المنطقة، فمشاريعها هي الأجمل، وشعاراتها هي الألمع، وطريقتها في التدين هي الصح بالمجمل، ولكني عندما أنظر لوطني لا أجد إلا الأسوأ، من دون أن ألاحظ أن من جعل هذا الوطن بهذه الصورة هو أنا وأمثالي ومن على شاكلتي!! ولذلك كان يجب أن أقف أمام المرآة لأوجه هذه الرسالة لنفسي بينما يسمعها أبنائي. وحان الوقت مرة أخرى لتسأل أيها القارئ الفصيح ذو المنطق الصريح سؤالاً بديهياً آخر وهو وما علاقتنا نحن بكلام تقوله لنفسك؟، ولماذا تشغل وقتنا بنرجسيتك؟ في الحقيقة، معك حق، ولكن (الفيل) قال لي (إنه شخصياً يعرف مثلي نماذج موجودة في المجتمع، وبالتأكيد فإن كل قارئ يعرف نموذجاً حوله، فربما كان في حاجة إلى أن يقرأها ويقولها له). ورغم أني لست من الكتاب الذين تخلد أعمالهم، إلا أنني أطلب منك بلطف أن تحتفظ بهذه المقالة في الثلاجة حتى تبرد ثم قدمها لأي ضيف تشعر أنه قد بدأ يعاني مما أعاني. (نحن لسنا موقتين، والكويت ليست موقتة، فالكويت أقدم بكثير من دول كثيرة جاءت بعدها، وجذورنا في الأرض والبحر..)، يبدو أن المقال بدأ يعيد نفسه، فأنا آسف ولكنه ليس خللاً في الطباعة أو صف المقال ولكنني ظللت طوال اليوم أردد الرسالة أمام المرآة حتى أن زوجتي أخذت الأبناء وذهبت لبيت أبيها رحمه الله ظناً منها أنني جننت.. ولكنني في الواقع كنت أبحث عن قليل من الأمل. على كل حال أعدك أن يكون المقال القادم أكثر تشويقا، حيث سأحدثك فيه عن (الفيل) الذي اشتريناه؟، وكيف أن أسرع وسيلة للثراء هي أن يكون في بيتك فيل!!، ولماذا أبناؤنا سيرفعون شعار (أطعموني قبل أن آكل هذا الوطن)، وكل ذلك وأكثر بكثير في المقال المقبل.. فقط تابعونا على تردد خواطر صعلوك الذي يبث من صحيقة «الراي»، ومع قصة (الفيل) مش هتقدر تغمض عنيك!! **** قصة قصيرة: أخذ جلسة القاضي ثم قال: هل يعقل أن يكون هناك كاتب محترم يعلن عن نفسه ويكتب في مقاله (مش هتقدر تغمض عينيك؟)، ما هذا الإسفاف؟ فرد عليه صديقه وقد أخذ وضعية المتهم: (تستطيع يا عزيزي أن تغمض عينيك.. كعادتك دائماً مع كل شيء حولك!) كاتب كويتي moh1alatwan@

مشاركة :