ماذا حدث؟ وماذا نفعل؟ | مقالات

  • 7/10/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ماذا حدث؟، ولماذا حدث؟، وكيف حدث؟، وماذا نفعل بعد التفجير الإرهابي الذي ضرب مسجد الإمام الصادق؟ تبدو تساؤلات مباشرة وسهلة، ولكنها في الحقيقة هي ذلك السهل الممتنع والذي قد يفوق قدرات أعتى الحكومات، فما بالك بحكومتنا الرشيدة! وما حدث سببه اختلاط الحقيقة التاريخية بالخيال، والدين بالخرافة، والإعلام بالسياسة، وأخيرا وليس آخراً استغلال هذه الخلطة القديمة الجاهزة من قبل المخابرات الدولية. فالحقائق التاريخية طمسها خيال المؤرخين الخصب، وعلينا أن نُبقيه كما هو تاريخاً لا أكثر ولا أقل، وأما دهاقنة حواشي التراث الديني، فقد أدخلوا الخرافات إلى أصول الدين حتى جعلوه متناقضاً، ولن أصدع رؤوسكم بالمذاهب! أما السياسة والإعلام والمخاطر الأخرى فأمرها هين. ولن أجاملكم وأقول إن المسألة بسيطة ويمكن حلها بجرة قلم أو بقرار وزاري حكيم، ذلك لأننا نتحدث عن وعي اجتماعي «جمعي» راسخ يضرب في أعماق التاريخ ولا يمكن إعادة صياغته وغربلته في ليلة وضحاها. وما أمامنا هو طريق الألف ميل، والذي يبدأ بخطوة، وأولها البدء بوزارة التربية ومن رياض الأطفال إلى صروح الجامعات، فالمناهج تبقى مناهج وليست كتباً منزلة، وإعادة صياغتها أصبح ضرورة وليس ترفاً فكرياً، والغاية هنا هي أن تعكس سماحة الإسلام وإدخال مفهوم قبول ثقافة الآخر. ولكن يجب أن ننتبه إلى أن الخطوات السابقة قد لا تفيد، ونحن على حالنا هذه، ولكي تستقيم الحال ويطيب الفال، فيجب أن يسبقها عدد من الإصلاحات السياسية، لضمان مشاركة المواطنين في المسؤولية، فالمسألة أصبحت مسألة حياة وموت، والاستفراد بالقرار -وإن كان صائبا- في هذه الأوقات لن يشفع للحكومة وقد تتجاوزها الأحداث فتفقد كل شيء. وبالطبع لن نجني ثمار الخطوات السابقة إلا بعد زمن طويل، أما على الأمد القريب أو الحالي فالكرة في ملعب وزارة الداخلية، وعلى الداخلية أن تتجنب الدخول في دهاليز السياسة، فعدم الوصول إلى الهدف بسرعة، أفضل ألف مرة من الوصول إلى الهدف الخطأ، فنحن نمر بمرحلة حرجة وغامضة، خصوصا وأن العمل الإرهابي الذي تم لا يحتمل التسييس، ومن وجهة نظري فإن من قاموا به ليسوا حفنة من الإرهابيين الجبناء فقط، بل قد يكون نتيجة عمل مخابراتي ودولي بامتياز. ...عموما المشكلة كبيرة ومعقدة وأصيلة، وتحتاج إلى خبراء وخطط ودراسات وجهد متكامل تقوم به أجهزة الدولة. fheadpost@gmail.com

مشاركة :