«أغلب القضايا المطروحة في الدراما الكويتية مستوحاة من الواقع، وليست آتية من كوكب آخر»! هكذا دافع الكاتب الدرامي محمد النشمي عن الأعمال الدرامية الكويتية، لافتاً إلى «أنها زاخرة بالقضايا التي تتسم بالحساسية والخطورة»، ومؤكداً أنه يملك القدرة على طرحها! النشمي أعرب لـ «الراي»، في هذا الحوار، عن «أننا لن نتطور خطوة واحدة إلى الأمام، ما دامت الرقابة تحاصرنا وتضعنا في قوالب ضيقة»، منحياً عليها باللائمة، لما اعتبره «مسؤوليتها عن تكبيل الكتّاب، ووضعهم في قوالب ضيقة للغاية»، لكن النشمي ظل ممسكاً بخيط الأمل في يده، مصرّاً على «أن الدراما الخليجية تمر بمرحلة ازدهار حقيقية»، ومشدداً على «أن الساحة الفنية تعج بالكتّاب المبدعين، ولا ينقصها سوى التخلص من بعض العراقيل المثبطة». وأشهر النشمي سيف الصراحة، معبِّراً عن أن «المجتمع الكويتي كغيره من المجتمعات لا يخلو من بعض المساوئ والظواهر السلبية»، متابعاً: «أنا أجرؤ على نشر السلبيات، لكن الرقابة لا تجرؤ على السماح لنا بذلك». في اتجاه آخر، أماط الكاتب محمد النشمي اللثام عن مسلسله الجديد «قلوب لا تتوب» المزمع عرضه قريباً على تلفزيون الكويت، كاشفاً عن أن العمل يعالج قضية إنسانية عميقة إلى جانب بعض الخطوط الدرامية المتشابكة، كما يضم كوكبة من أبرز الفنانين، والتفاصيل نسردها في هذه السطور: • فلنبدأ من المستقبل، ماذا لديك من مشروعات درامية جديدة؟ - يُعتبر مسلسل «قلوب لا تتوب» أحدث أعمالي الدرامية، وسيتم عرضه قريباً على تلفزيون الكويت، حيث يتشارك في بطولته كوكبة من الفنانين، منهم محمد المنصور، عبير أحمد، باسمة حمادة، محمود بوشهري، ميس حمدان، ملاك، مشاري البلام، إلى جانب باقة من الوجوه الشابة، في حين تولى مناف عبدال مهمة الإخراج. • وماذا عن قصة العمل؟ - يتناول مسلسل «قلوب لا تتوب» موضوعات غريبة بعض الشيء، وقد تختلف كلياً عما طُرح في الدراما الخليجية من قبل. فأنا، وللمرة الأولى، أكتب مسلسلاً حول معاناة مرضى السرطان، وما يكابده هؤلاء الأشخاص من ظروف نفسية صعبة. كما أن مضمون العمل يحمل عمقاً إنسانياً كبيراً، إلى جانب بعض الخطوط الدرامية الأخرى التي أتحفظ عن كشف تفاصيلها في الوقت الراهن درءاً للتقليد. • لكن - وعلى حد علمنا - فإن هذه القضية طُرحت بالفعل في أعمال سابقة، فما تفسيرك؟ - للأسف الشديد، هناك البعض من المنتجين سارعوا بتقليد الفكرة في أعمالهم فور انتشار صور للفنانة عبير أحمد من كواليس مسلسل «قلوب لا تتوب»، وهي تؤدي دور مريضة في السرطان فقدت شعر رأسها بسبب المرض، حيث تداولت بعض المواقع الإعلامية هذه الصور، الأمر الذي أتاح الفرصة لبعض المنتجين للاستفادة من الفكرة وتقليدها. • ما الأعمال التي تقصد أنها قلّدت فكرة مسلسل «قلوب لا تتوب»؟ - هناك عدد من الأعمال التي قلّدت الفكرة، وأخص بالذكر مسلسلي «الوجه المستعار» و«بين ليلة وضحاها»، غير أن هذه الأعمال لم يحالفها النجاح، لأنها اعتمدت على التقليد، فكان الفشل مصيرها المحتوم. • برأيك، ما أهم الموضوعات التي لا تحتمل التأجيل، وبالتالي يجب طرحها ومعالجتها بأقصى سرعة ممكنة؟ - من وجهة نظري، أرى أن كل المواضيع مهمة وغير قابلة للتأجيل، لكننا دائماً ما نبحث عن الأهم والجديد الذي يغاير السائد. • إذاً، ما الذي ينقص الدراما الخليجية، لصناعة أعمال تلامس الواقع بقوة؟ -لا ينقصها شيء، فأعمال الكتّاب الكويتيين حالياً تلامس الواقع، لكن ربما ينقصنا التخلص من الذين اتخذوا من النقد مهنة للشهرة فقط، فأصبحوا ينتقدون الأعمال من أجل النقد ليس إلا. • لماذا توجه أصابع الاتهام في كثير من الأحيان إلى مؤلفي الدراما الكويتية بإفساد الذوق العام؟ -على العكس تماماً، فإن الدراما الكويتية تمر حالياً بمرحلة ازدهار حقيقية، وهي في أوج حضورها، بسبب تنوع القضايا التي يطرحها كم كبير من المؤلفين، وبالتالي فإن الكاتب لا يستطيع إفساد الذوق العام، وإن كان يسعى إلى ذلك، بسبب وجود مقصّ الرقيب الذي يجتزّ مثل هذه النصوص الخارجة عن حدود الدين والأخلاق والقيم. • هل صحيح ما يشاع عن أن أكثر القضايا التي يتم طرحها في الأعمال الخليجية لا تمثل المجتمع الخليجي؟ - إذاً من أين نحن نستلهم قضايانا؟ هل نستلهمها من عالم آخر غير مرئي؟! أم من كوكب آخر! بالقطع لا... فكل قضايانا من الواقع، وللأمانة فنحن نختار القضايا البسيطة لأن الواقع الحقيقي أسوأ بكثير، ولكن مشكلة أغلب الناس أنهم لا يحبذون الاعتراف بمساوئ مجتمعاتهم. • هل تشكّل الرقابة الفنية حجر عثرة في طريق الكتاب والمؤلفين الخليجيين؟ - في أحيانٍ كثيرة «نعم»، فالدراما الكويتية لن تتطور أكثر ولن تتقدم إلى الأمام، ما دامت الرقابة تحصرنا في الكتابة داخل دائرة ضيقة وتضعنا في قوالب معينة. • هل لدينا قضايا شديدة الحساسية والخطورة، وهي قابلة للنشر؟ - بالطبع، لدينا قضايا شديدة الحساسية، وأنا شخصياً أجرؤ على نشرها، لكن الرقابة لا تجرؤ على السماح لنا بذلك.
مشاركة :