«عقرب رمل» يستدعي الكويت في حقبة ولادة الدستور! هذا ما أفصح عنه الكاتب الشاب محمد النشمي بشأن مسلسله التلفزيوني الجديد الذي شرع في كتابته قبل خمسة أشهر، موضحاً «أنه يقع في ثلاثين حلقة، وتدور أحداثه في فترة مهمة من تاريخ الكويت قوامها عشر سنوات». محمد النشمي تابع، في تصريحاته الخاصة إلى «الراي»، أن مسلسله الذي يحمل عنوان «عقرب رمل» لا يزال حتى الآن رهن عملية النسج التي يجريها لخيوطه الدرامية، كاشفاً عن «أن السنوات العشر التي يرصد المسلسل أحداثها تمتد من العام 1958 وحتى 1968، وهي الحقبة التي شهد فيها أهل الكويت الأحداث التي بشرت بولادة الدستور، وإقراره في العام 1961، ثم استقراره، ودخول البلاد عصر تطبيق القوانين في كل مجالات الحياة بتعدد أشكالها». ولفت النشمي إلى انه وضع لمسلسله عنواناً جديداً وغير مألوف في الدراما الخليجية، مردفاً: «لأول مرة أكتب مسلسلاً اجتماعياً باختياري الشخصي من دون أي ضغوط من أحد، أو تكليفٍ من شركة منتجة، كما حصل في أعمالي السابقة التي كنت أكتبها، بناء على العقود المبرمة بيننا»، ومواصلاً: «هذا الأمر أتاح لي هذه المرة فرصة الإبداع بحرية كاملة، وجعلني أتمكن من أن أفتح ملفات تبدو قديمة في ظاهرها، لكنها تلامس الحياة المعاصرة التي نعيشها اليوم في الكويت»، ومؤكداً: «هناك قضايا شديدة الحساسية والتعقيد، لم يتطرق إليها أحد من قبل في الدراما التلفزيونية، وهو ما دفعني إلى تقديمها الآن». ولفت النشمي في سياق حديثه إلى أن العمل أخذ وقتاً طويلاً من التحضير في قراءة الكتب والبحث الدؤوب في المراجع التاريخية للبلاد، منوهاً باستعانته بـ «مصادر بشرية» للمعلومات والأحداث، ومستطرداً أنه اعتمد على بعض الأشخاص الذين عاشوا في تلك الفترة، وشهدوا أحداثها ويملكون الوعي بتطوراتها، وقال: «تحدثتُ مع العديد من الأشخاص الكبار في السن، ملتمساً لديهم نوعاً من الدعم للبحوث التي أجريتُها لتوثيق العمل الذي لا يناقش اختلاف الحياة الاجتماعية والبيئية بين الماضي والحاضر فقط، بل يركز أيضاً على القانون وأهميته في حياة الناس، ويكشف عن خبايا وأسرار عديدة». وأوضح أن المسلسل يحمل في ثناياه رسائل جمة، ويطرح الكثير من التساؤلات، على غرار «كيف عاش أهل الكويت قبل الدستور الذي أُصدِر في العام 1961؟، وكيف كان الوضع في الفترة السابقة على صدور القوانين؟!»، وزاد أنه دقيق جداً في كتاباته، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالتاريخ، وعندما تتعلق الكتابة بمسلسل اجتماعي وطني بهذا الحجم فإن الأمر يتطلب دقة بالغة وجهداً مضاعفاً، لدرء أي احتمال لوقوع الأخطاء التاريخية، وتقديم عمل كبير ومشرفّ يفيد الجمهور. وأردف النشمي: «أريد أن أعزِّز وجود القانون وأُبرز أهميته، عن طريق تذكير الناس بالطريقة التي كان يدير بها الناس حياتهم قبل وضع الدستور الكويتي»، مبيناً «أن هذا الهدف سسيتحقق درامياً من خلال قصة اجتماعية متشعبة وشخصيات متناسقة ومنسجمة معاً، كما سوف تتخلل العمل أحداث ووقائع عاصرها الشعب الكويتي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، كالمقارنة بين تأثير كلام الناس على الأشخاص في ذلك الزمن، وعدم مبالاة البعض حالياً بنظرة الناس لهم أو بكلام الآخرين عنهم». يُذكَر أن آخر أعمال الكاتب محمد النشمي كان مسلسل «قلوب لا تتوب»، الذي تناول معاناة مرضى السرطان، وشارك في بطولته كوكبة من الفنانين، بينهم محمد المنصور وعبير أحمد وباسمة حمادة ومحمود بوشهري، في حين تولى مهمة الإخراج مناف عبدال.
مشاركة :