في الجزء الثاني من الحوار المطول والحصري مع موقع FIFA.com استحضر ذكريات الماضي وأوضح كيف استفاد من مساره الإحترافي في عمله الحالي كمقاول. علاوة على ذلك، أفصح عن هوية المهاجم الأكثر إزعاجاً بالنسبة له والأهداف المميزة بالنسبة له. @FIFAWorldCup @DFB_Team @DFB_Team_EN @DFB #AskKahn Whos the best striker Oliver has ever come against.? Chris A. Aduamoah (@yesu_bha) November 6, 2015 التغريدة: من هو أفضل مهاجم لعبت ضده؟ أوليفر كان: دائماً ما يكون صعباً للغاية الإجابة عن هذا السؤال. لعبت مثلاً ضد رونالدو الذي كان رائعاً بفضل سرعته وقوته البدنية وقدرته على تسجيل الأهداف من كل الأوضاع. ولعبت كذلك ضد تييري هنري الذي كان مهاجماً مدهشاً حيث كان مرناً وأنيقاً وذكياً للغاية أمام المرمى. أما المهاجم الأكثر إزعاجاً الذي واجهته فهو إينزاجي. كان لاعباً بالكاد تنتبه إليه حتى أنك لا تعرف ما إذا كان حاضراً على أرض الملعب وفي النهاية تلاحظ في لوحة النتيجة أنه سجل هدفاً أو هدفين. إنه مهاجم مزعج لم أكن أفضّل حقاً اللعب ضده لأنه لا يمكن نهائياً توقعه. إذا عادت بك عجلة الزمن إلى الوراء، هل ستكرر كل ما فعلته في مشوارك الإحترافي؟ فيما يخصني يجب النظر لما كان من إمكانيات. لم أكن لاعباً خارقاً حتى في صغري. لم ألعب في الكثير من منتخبات الناشئين كما هو الحال مع آخرين. في السابق لم يكن هناك أي تكوين في مراكز إعداد الناشئين. لا يمكن نهائياً مقارنة ذلك بالوضع الحالي. لهذا لن أفعل شيئا بطريقة مختلفة. سارت كل الأمور على هذا النحو. بداية من نادي كارلسروه للصغار ثم الهواة ومروراً بفريق المحترفين وبعدها كنت محظوظاً بوصولنا حتى مباراة نصف النهائي في الكأس الأوروبية. وهنا انتبه إلي نادي بايرن ميونيخ ثم تمكنت من ضمان مكانتي تدريجياً في المنتخب الوطني. كان صعوداً متأنياً ولم يكن هناك تطور سريع في مسيرتي. ولقد كان ذلك مفيداً للغاية بالنسبة لي. وليست مسيرة كروية مرّت من سرعة الصفر إلى المئة. كيف تغيّرت منذ ذلك العهد؟ هل ما زلت تملك ذلك الطموح الجارف والعزيمة القوية كما في الماضي؟ الفرق بين ذلك اللاعب، الذي تعين عليه فرض نفسه على أرض الملعب وتقديم أداء قوي في ناد كبير كل يومين أو ثلاثة أيام، والإنسان الذي أنا عليه اليوم هو فرق ملحوظ. بكل تأكيد ما زال بإمكاني اليوم استخدام أمور تعلمتها خلال مساري الإحترافي كالانضباط والتركيز على الأهداف المسطّرة. لكنني لم أعد في حاجة إلى تلك الخصال الإنطوائية مثل التوّجه إلى نفق الملعب. لا أحتاج اليوم إلى شراسة خاصة كتلك التي كنت أظهرها على أرض الملعب. كان ذلك ضرورياً في الماضي. ينبغي على حارس المرمى أن يكون صاخباً وهو أمر يطلبه كذلك مني المدربون. كان مدربي الأول وينفريد شايفر يقول لي دائماً "أريد حارساً حاضراً، أريد حارساً يصرخ عالياً." وهكذا نشأت. لكن في مجال عملي الحالي لم أعد بحاجة إلى هذه الخاصيات. بالنسبة لي هناك حالياً كم كبير للغاية من الجوائز والمكافآت. لكنني أتمنى بدل ذلك أن يعاد النظر في كل هذا، وكما هو الحال في مجال الأفلام، أن يقتصر الأمر على جائزتين مهمتين أو ثلاث. فأنا لا أحبذ وجود تضخم في الجوائز. أوليفر كان هل سيظهر في المستقبل حارس مرمى مثل أوليفر كان؟ الشباب اليوم مختلفون. يأتي الكثيرون من مراكز التكوين وفي حوزتهم تجارب مختلفة. خضتُ هذه اللعبة بالتزام كلي وشغف كبير وهو ما كان يؤدي في بعض الأحيان إلى ردود أفعال مبالغ فيها كما حدث في دورتموند أو مع أندي هيرزوج. والمثير للإهتمام هو أن لحظات الخروج عن السيطرة كهذه تحدث دائماً في الدوري الألماني فقط، لكنها بقيت عالقة في أذهان الناس. وسواء لدى كل الرياضيين وعلى مستوى جميع الأنواع الرياضية، من الصعب للغاية التطور إذا لم يكن هناك حب حقيقي للمهنة والشغف الضروري في ممارسته والرغبة في التطور على جميع الواجهات. هل ترى اليوم أن هناك لاعبين يتميزون بهذا الشغف؟ جميع اللاعبين الذين توّجوا العام الماضي باللقب العالمي يحملون هذا الشغف. لكن لا يكون ذلك جلياً وإنما يعيشه المرء بشكل متحفظ وخصوصي. إنه جيل مختلف، ولكل جيل نقاط القوة والشغف ويمكن أن يتعلموا من بعضهم البعض. ما زلت أتذكّر كيف بدأت كلاعب صغير إذ كان من الصعب فعلاً النجاح ضد اللاعبين الأكبر سناً. أما اليوم فاللاعب الصغير في السن يقبل ويدمج بسرعة أكبر. وفي فترتي كانت الأمور بدائية للغاية حيث أن الكبار كانوا يدافعون عن مكانتهم بطريقة خشنة في بعض الأحيان. كان يتعين علينا في الماضي أن نمر بتجارب عسيرة قبل أن نصبح محترفين. بات الوضع أفضل بكثير بالنسبة للاعب الناشئ، ومن الجيد أيضاً أن يكون هكذا. من هو الشخص الذي كان يصعّب عليك الأمور في نادي كارلسروه؟ لا أريد أن أذكر الأسماء وكان الوضع على هذا النحو. من يدخل إلى الفريق في سن الثامنة عشرة عليه أولاً أن يحمل الحقائب والكرات. أتذكر عندما كنت في العشرين من عمري وأستلقي على أريكة التدليك ويقال لي يمكنك أن تعود عندما تكون أكبر بعامين أو ثلاثة. هنا يعالَج اللاعبون المتمرسون. إنها أمور لا يمكن تصورها في الوقت الحالي. كان واجبك هو أن تمنع تسجيل الأهداف. لكن كيف ينبغي أن يكون الهدف ليتوّج بجائزة بوشكاش؟ كيف هي الأهداف المميزة في نظرك؟ الهدف المميز بالنسبة لي هو ذلك الذي لا يُصدّ وهي نقطة أساسية. ينبغي أن يكون هدفاً لا يمكن أن يُسجّل كل يوم وأن يكون استثنائياً. الأهداف المفضلة لديّ هي تلك التي تأتي إثر هجمة منظّمة تمرّ عبر خمس أو ست محطات وتصل فيها الكرة في النهاية إلى المرمى. لعبة تكتيكية عبقرية عندما تتوّج بهدف تكون ممتعة للغاية للمشاهد. هل تتمنى أن تمنح جائزة لأفضل صدّة في العام؟ بالنسبة لي هناك حالياً كم كبير للغاية من الجوائز والمكافآت. لكنني أتمنى بدل ذلك أن يعاد النظر في كل هذا، وكما هو الحال في مجال الأفلام، أن يقتصر الأمر على جائزتين مهمتين أو ثلاث. فأنا لا أحبذ وجود تضخم في الجوائز. ما هي أفضل صدّة قمت بها في مسيرتك الإحترافية؟ أعتقد أنه كان تصدياً لم ينتبه إليه أحد في الملعب في ذلك الوقت. حدث ذلك في مباراة ضد سيلتيك جلاسكو في الدور الأول من منافسات دوري أبطال أوروبا. كانت الكرة قد أبعدت من الخط الخلفي للملعب، ومن مسافة ثمانية أمتار أتى لاعب من جلاسكو بسرعة وركل الكرة مباشرة بالقدم اليسرى. ارتميت بيدي نحو الكرة وبطريقة لا أعرف كيف حدثت أبعدتها بأطراف أصابعي باتجاه العارضة ثم سقطت فأبعدها أحد زملائي. كانت لقطة بالكاد يدركها المشاهد إذ إنها مرت في لحظة زمنية خاطفة. صحيح أنها كانت مباراة في الدور الأول فقط لكن هذه اللقطة ظلت راسخة في ذهني. ما هي بنظرك أفضل صدّة على مرّ العصور؟ لا يحضرني شيء، لكنني أتذكر أصعب هدف تم تسجيله في شباكي. كان ذلك ضد ريال مدريد في دور الستة عشر ضمن دوري الأبطال. لعبنا وقتها على أرضنا في الملعب الأوليمبي وكانت درجة الحرارة قد وصلت إلى 15 تحت الصفر. وفي الدقيقة 80، كنت تقريباً متجمداً من البرد. وهنا سدد روبيرتو ركلة حرة لم تكن خطيرة مسافة 35 متراً وأردت أن أصدها. لكن الكرة تسللت تحت جسدي ودخلت المرمى. وفي تلك اللحظة عم هدوء قاتل في الملعب. نادراً ما شهدت وضعاً غريباً كهذا، لقد كان بدون منازع أصعب هدف يمكنني تذكره.
مشاركة :