على مر التاريخ ظهرت إلى الوجود حضارات عديدة استمر بعضها لفترة زمنية طويلة مثل الحضارة المصرية القديمة، وحضارة اليونان وروما القديمة، وما تركته للبشرية من كتابات فلاسفة عظام، نهل من أفكارها أبناء الحضارة الإسلامية العربية، التي امتدت من الصين شرقاً إلى الأندلس غرباً، ويضم هذا الكتاب وعنوانه رؤية الفوضى تأليف ب.ج. براندر ترجمة هاشم أحمد محمد، ومراجعة محمد عيد إبراهيم، دراسات للعديد من المفكرين الاجتماعيين الذين حذروا من انحسار الحضارة الغربية المعاصرة. لوقت طويل كان تقدم الغرب المادي بارزاً بدرجة حجبت تلك تحذيرات الكثير من المفكرين بانحطاط الغرب، وحتى جزء كبير من القرن العشرين، أدت الإنجازات المدهشة في العلم والتكنولوجيا وإنتاج الثروة بأكثر الناس إلى الاعتقاد بأن حضارة الغرب تتقدم في مسار صاعد ثابت، وتحمل معها العالم كله، وفيما عدا السنوات التي تلت الحربين العالميتين مباشرة، كانت نذر الانحسار التي جاءت حتى من شخصيات محترمة تبدو متشائمة للغاية، وخلال العقود الأخيرة فقط من هذا القرن، بأن الانحسار في تقدم الغرب، واستقراره، ونفوذه بدرجة جعلت هذه التحذيرات جديرة بالاهتمام. تستكشف صفحات هذا الكتاب فكرة أن الحضارة الغربية قد حانت نهايتها على الأقل في شكلها المادي والحسي والعلمي والتقني والتوسعي المهيمن على العالم، وهو الشكل الذي اتخذته خلال القرون الخمسة الماضية، وطبقاً لمؤيدي هذه الرؤية، فإن النهاية لن تكون مستقبلاً بل على وشك أن تدهمنا في الوقت الحاضر، على حد تعبير المؤلف.
مشاركة :