نفى الداعية الإسلامي المقيم في أمريكا فتح الله غولن كافة الاتهامات التي وجهها إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واتهمه باستغلال الانقلاب الفاشل لتعزيز نظامه الاستبدادي. وفي مقال كتبه تحت عنوان أدين جميع المخاطر التي تهدد الديمقراطية التركية لصحيفة نيويورك تايمز، ذكر غولن بأنه مثل أحزاب المعارضة الثلاثة الأساسية في تركيا، أدان محاولة الانقلاب العسكري في تركيا ليلة 15 على يوليو/تموز، معيدا إلى الأذهان أنه قد شهد 4 انقلابات عسكرية وتعرض لمختلف أنواع الاضطهاد خلالها وبعدها، ولا يريد تكرار هذه التجربة المؤلمة لما ستأتي به من معاناة على الشعب التركي. وأردف الداعية التركي قائلا: على الرغم من احتجاجي الذي لا لبس فيه، ضد الانقلاب، اتهمني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يزيد من توجهاته الاستبدادية، فورا بالوقوف وراء تدبير الانقلاب، وطالب بترحيلي من الولايات المتحدة، حيث أعيش في منزلي في بنسلفانيا في المنفى الطوعي منذ عام 1999. ووصف غولن اتهامات أردوغان بأنها خاطئة وغير مسؤولة على الإطلاق. وشدد على أن فلسفته عبارة عن نسخة شاملة وتعددية للإسلام، مكرسة لخدمة الناس من جميع الطوائف، وهي متناقضة تماما مع التمرد المسلح. وذكر بأن حركة خدمة الذي يعمل لصالحها، تستثمر في التعليم العصري وخدمة المجتمع في أكثر من 150 دولة. وشدد على أن الحركة اتخذت موقفا واضحا ضد العنف المتطرف وعملت على الحيلولة دون تجنيد التنظيمات الإرهابية للشباب المسلمين. وتابع غولن أنه طوال حياته كان يعارض التدخلات العسكرية في السياسات الداخلية. وشدد قائلا إن كان شخص يدعي بأنه متعاطف مع حركة خدمة، متورطا في محاولة الانقلاب، فهو قد خدع مثلي العليا. وفي الوقت نفسه شدد غولن على أن اتهامات أردوغان لم تكون مفاجئة، وهي تدل مرة أخرى على التوجه الممنهج للرئيس التركي نحو حكم الرجل الواحد. وذكر بأن حركة خدمة كانت تدعم أردوغان في بداية مسيرته الرامية إلى ترسيخ الديمقراطية في تركيا والوفاء بكافة المتطلبات لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي. وأردف: لكننا لم نقف صامتين، عندما تحول أردوغان من الديمقراطية إلى الاستبدادية. وأعاد غولن إلى الأذهان عمليات التطهير التي أجراها أردوغان في أجهزة الدولية وقطاع الصحافة خلال السنوات الماضية لطرد معارضيه، وتوجهه لتحويل الديمقراطية البرلمانية إلى رئاسة تنفيذية. وتابع أن أردوغان الذي يواصل عمليات التطهير ضد المعارضين رغم بلوغ عدد المقالين من مؤسسات الدولة إلى 70 ألف شخص، ويستمر في ملاحقة حركة خدمة ومنظمات المجتمع المدني الأخرى، يعمل، في حقيقة الأمر على إزالة ما تبقى من العقبات على طريقه إلى السلطة المطلقة. واعتبر الداعية الإسلامي أن الرئيس التركي ينخرط في ابتزاز الولايات المتحدة إذ يهدد بالخروج من الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي. ودعا غولن واشنطن إلى التصدي لمطالب أردوغان بما في ذلك ترحيله على الرغم من انعدام أية أدلة دامغة تثبت دوره في الانقلاب. وحذر من أن التطرف العنيف ينمو في ظل الأنظمة الاستبدادية، واعتبر أن توجه حكومة أردوغان نحو الاستبداد يدفع بتركيا إلى الاستقطاب والانقسام الطائفي والسياسي والعرقي، وهو أمر يغذي النزعات المتطرفة. واعتبر أن الولايات المتحدة ملزمة بالكف عن التعاون مع هذا الحاكم الاستبدادي الذي يحول الانقلاب الفاشل إلى انقلاب بطيء الحركة ضد الحكومة الدستورية. نيويورك تايمز
مشاركة :