زاهد جول:أسئلة وشبهات على مصداقية الانقلاب في تركيا

  • 7/27/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حرية التفكير تسمح لكل من لا يؤيد حزب العدالة والتنمية وحكومته أن يشكك بمصداقية الانقلاب الذي وقع في تركيا مساء يوم الجمعة 15 تموز 2016، وهذا التفكير أو التشكيك تتم صياغته بأسئلة أو إثارة شبهات أو لفت النظر إلى ملاحظات تحتاج إلى تفسير ، وكأنها من أخطاء من خططوا للإنقلاب سواء كانوا من المتهمين بالانقلاب منقل الحكومة التركية وهم الكيان الموازي وجماعة الخدمة التي يتزعمها فتح الله جولن، أو من نفس الجماعة وزعيمها فتح الله جولن شخصيا بعد أن انهالت عليه وكالات الإعلام والصحف لسؤاله عما ينسب إليه ولجماعته من محاولة انقلاب فاشلة، ولا شك أنه وهو يثير هذه الشبهات والأسئلة يجد من يثق بتهم الحكومة له ولتنظيمه ما يثير عليه الأسئلة أيضاً بعد سماعه لإجاباته، وكان أخطأ في أجوبته وشكوكه في دفع الشبهة عنه، بل أثار عليها الأسئلة والشبهات أيضاً، وكأن جولن بأجوبته قد ثبت على نفسه التهمة، عندما يظهر نفسه يعيش ببراءة الأطفال وهو متهم بأخطر انقلاب واجه الشعب التركي في تاريخه. س1: لم يشهد العالم عبر التاريخ انقلاباً بغلق جسر المرور كما حدث في إسطنبول. كان بإمكان الانقلابين في تركيا القيام بنشْر مجموعة مؤلفة من عشرين جندياً فقط أمام كل قناة تلفزيونية ومنْع ِكلٍّ من الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم من الإدلاء بتصريحاتهما على الشاشات التلفزيونية، بدلاً من نشر عشرات القوات العسكرية على مدخل جسر إسطنبول المعلق، لكنهم لم يفعلوا ذلك. لماذا؟ ج1 ـ إغلاق الطرق الرئيسية في أي محاولة انقلابية أمر معروف ومشهور، والانقلاب فرض منع التجول في بيانه الأول والأخير ، لنه أراد التحكم بمفارز الطرق الرئيسة في البلاد، ومنها أهمها في تركيا فصل مدينة اسطنبول بين شرقي وغربي، وبالأخص لعلمهم بأن الرئيس أردوغان موجود في اسطنبول وفي القسم الغربي، وبالتالي فغن حصره في غربي اسطنبول يضيق عليه الحصار والاستهداف لو تمكنوا من ذلك، ورغم سيطرة الانقلابيين على قناة ت ر ت ونشر البلاغ الانقلابي الأول، إلا أن جهد الحكومة توجه بالخطاب لرئيس الوزراء يلدرم بوصف ما يجري تمردا عسكريا وليس انقلابا في الساعة الأولى، وأنه تحت السيطرة، وكذلك بيان وزير العدل بكر بوزداغ بان التمرد قد أحبط، وتجري الآن ملاحقتهم، ولكنهم يثيرون الفوضى لإخافة الناس، وليتمكنوا من الهرب، وكان ذلك قبل خروج الرئيس أردوغان على السكايب لعدم ضرورة تحديد مكانه من الناحية الأمنية، لأنه كان في إجازة، ولو كان الانقلاب مسرحية لما اختار أن يكون أردوغان في إجازة وفي فندق، بل لفضل أن يكون في مكان اكثر أمناً ، مثل إقامته في القصر الجمهوري الأكثر تحصينا من أي مكان آخر. س2 ـ لم يشهد العالم عبر التاريخ انقلاباً من دون اعتقال أحد من هؤلاء: رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو عضو في مجلس الوزراء، ولم يحدث شيء من هذا القبيل في الانقلاب التركي. فما تفسير هذه الغرابة يا ترى؟ ج2 ـ هو انكشاف خطة الانقلاب قبل ستة ساعات من وقوعها، وبالتالي تم توجيه الحذر لكل الوزراء ورئيس الوزراء ، ولم يكن احد يعلم إن كان الانقلابيون سوف يقدمون او يؤجلون انقلابهم، ولذلك كان بد من أخذ الحذر، ولو اتخذ الرئيس قرارا واعلنه على الشعب قبل تحرك الانقلابيين، لكانت حجة الانقلابيين بان هناك مؤامرة من قبل الحكومة التركية أقوى، وهذا لم يكن ليمنع الانقلابيين من مواصلة انقلابيين اولاً، وأن الانقلابيين اضطروا لتقديم خطواتهم لبضع ساعات بعد شعورهم بانكشاف أمره، ومع ذلك فقد خاطروا بمواصلة الانقلاب، لأن المهام قد وزعت على كل فصائل الانقلاب. س3 ـ بما أن كل الانقلابات العسكرية التي شهدها العالم حتى اليوم نُفِّذت في الساعات الأولى من الصباح التي تكون الحياة فيها شبه منعدمة، أفليس من الغريب أن تقَع المحاولة الانقلابية الفاشلة الأخيرة في وقتٍ يكون غالبية الناس فيه في ذروة اليقظة والنشاط؟ ج3 ـ هذا صحيح في الغالب، ولذلك كانت خطة الانقلابيين أن يبدأ الانقلاب الساعة الثالثة صباحا، وان يتم الاعلان عنه الساعة السادة صباحا من يوم السبت 16/7/2016، ولكن انكشاف امرهم جعلهم يستعجلون تحركهم قرابة الساعة التاسعة مساء الجمعة 15/7/2016، وهذا تصرف خاطىء منهم، ولكنهم اضطروا لذلك قبل ان تصل إليهم أيدي الحكومة والشرطة والقوات الخاصة. س4 ـ هل من الطبيعي أن لا يظهر أيٌّ من القيادات العسكرية رفيعة المستوى في الشوارع أثناء أحداث الانقلاب؟ وكذلك هل من الطبيعي أن يكون الجنود المنتشرون لا يعلمون شيئاً مما هم فيه، ولا يعلمون المهمة التي سيقومون بها؟ ج4 ـ في الانقلابات التقليدية كانت حركة الشارع والمراكز الحيوية تحسم الانقلاب، ولكن أجهزة الاتصال الحديثة لا تستلزم وجود الجنرالات في الشوارع أولاً، فضلا عن ان كل جنرال يشارك في الانقلاب كان ينتظر بوادر نجاح الانقلاب ثم يبدأ بالحركة في خطوته المنتظرة، وهذا أحد أسباب فشل الانقلاب، أن تقديم موعد الانقلاب لم يكن منسقاً، وان من اتخذ قرار التقديم ظن أن الباقي يلحقون به تباعا ووفق أوامر واتصالات لاحقة. س5 ـ قال أردوغان في خطابه أمام الجماهير في المطار أتاتورك الدولي بإسطنبول إنه “بدأت هناك تحركات مشبوهة لاحظناها في الساعة 15:00″؛ في حين قال جهاز المخابرات “أخبرنا الرئيس أردوغان بمحاولة الانقلاب في الساعة 16:30″. ولو خرج أردوغان وظهر على الشاشات التلفزيونية في ذلك الوقت ودعا الشعب للنزول إلى الشوارع، لما كانت في صفوف الجيش مبادرة انقلابية، ولما خرج العسكر من ثكناته، ولما مات مئات الأبرياء. لكنه فضّل السكوت حتى الليلة، لماذا؟ ج5 ـ حديث الرئيس أردوغان عن وجود تحركات مشبوهة يشبه حديث رئيس الوزراء ، وليس بالضرورة اعتبار أي تحرك مشبوه على انه انقلاب عسكري شامل، وهو ما كان الساعة 15:00 ، وفي الساعة 16:30 تأكد للرئيس أن ذلك التحرك المشبوه هو محاولة انقلاب فعلاً، ومطالبة الناس للنزول إلى الشوارع قبل ان تخرج قوات الانقلاب إلى الشوارع سيجعل قناعة الشعب بأن ما جرى هو محاولة انقلاب أصعب، فخروج الدبابات إلى الشواارع هو الذي حسم أن الخيانة تتطلب إخبار الشعب بما يجري، ومطالبته للتحرك والنزول إلى الميادين لمواجهة الانقلابيين، وهو ما حصل. س6 ـ هل انتظر أردوغان حدوث المحاولة الانقلابية فعلاً، أو لنقل كما قال أردوغان “ظهور لطف الله”، من أجل دعوة الشعب للخروج إلى الشوارع؟ لماذا أجّل الإعلان عن وجود محاولة انقلاب نحو 6 ساعات؟ ج6 ـ لأن محاولة قمع التمرد وإخماده في حدوده الدنيا لم تنجح، كما أخبر بذلك من محاولات رئيس الوزراء ووزير العدل، وهو ما اكد عليه قائد الجيش الأول الجنرال أوميت ديدار، عندما ابلغ الرئيس أردوغان في اتصال هاتفي بأن الأمر في انقرة خارج السيطرة، وانه يطلب منه أن يتوجه إلى اسطنبول ليقوم بحمايته هناك. س7 ـ بما أن أردوغان كان على علمٍ بالمحاولة الانقلابية في الساعة 16:30، فلماذا لم يفكر في اللجوء إلى ملجأ آمن، والإدلاء بتصريحاته من هناك، بل قرّر التوجه إلى إسطنبول، مع أن الطائرات الحربية التابعة للانقلابيين كانت تحلّق في سماء إسطنبول ذهاباً وإياباً دون انقطاع؟ ج7 ـ لأن الرئيس أردوغان توقع أن يتم إخماد التمرد اولاً، ولكن اتصال قائد الجيش الأول أكد له فشل إخماد التمرد في أنقرة وفي قيادة الأركان، لن قيادة الركان شبه محتلة من جنود الإنقلاب، وتم احتجاز رئيس هيئة الأركان فيها بعد رفضه المشاركة في الانقلاب، ولكن يكون هناك مكان اكثر آمنا لأردوغان من أسطنبول، ولم يكن تحركة بطائرة الرئاسة الرسمية بل بطائرة تجارية. س8 ـ ما هو المنطق الذي يكمن وراء اختيار الرئيس أردوغان مطار أتاتورك في إسطنبول لهبوط طائرته، في ظلّ علم الجميع بأن المطار كان يسيطر عليه الانقلابيون؟ ج8 ـ المنطق أن أردوغان نسق في ذلك مع قائد الجيش الأول ، الذي جهز له حماية عسكرية، وان محاولة الانقلابيين في السيطرة على مطار اسطنبول باءت بالفشل، فالشعب وصل مطار اسطنبول قبل وصول الانقلابيين إليه او السيطرة عليه، وتم طردهم منه سريعا. س9 ـ في ظل تمكّن الجميع من مشاهدة ومراقبة طائرة (ATA) الرئاسية، والحصولِ على المعلومات الخاصة بها، وبمكان وزمان إقلاعها وهبوطها، بكل سهولة، بفضل موقع com، لماذا استخدم أردوغان الطائرة ذاتها للعودة إلى إسطنبول ولم يستبدل بأخرى؟ ج9 ـ موضوع استعمال طائرة الرئاسة محل شكوك، وطالما أن قائد الجيش الأول وعد اردوغان بالحماية في اسطنبول فإن الأمر تم على هذا الأساس، وقد صدق وعده. س10 ـ في الوقت الذي يشكّل فيه هذا الأمر خطراً كبيراً بحد ذاته، كيف وثِق أردوغان من طياري طائرات إف 16 الحربية التي رافقت طائرته أثناء العودة إلى إسطنبول؟ ج10 ـ لم يكن لأردوغان ان لا يثق بكل طياري الجيش التركي، فالخونة دائما قلة منشقة، والغالبية ضباط مخلصون. س11 ـ نظراً لأن أردوغان كان يخاف من التعرض لعملية اغتيال، وأنشأ مخبراً في قصره لتحليل طعامه خشية التعرض للتسمم، فكيف تجرّأ لركوب طائرته، مع وجود خطر كبير لكونها هدفاً مفتوحاً لطائرات الانقلابيين؟ ألا يعني ذلك دعوة للانقلابيين ليقصفه ويقتله بشكل مباشر؟ ج11 ـ كلا، لأن كل تحركات أردوغان في اسطنبول كانت بحماية الجيش الأول على المستوى العسكري، وبحماية حرسه الشخصي وأجهزة المن والقوات الخاصة والشرطة التي يثق بها. س12 ـ قبل إجراء أي تحريات أو تحقيقات، وقبل ظهور أي شيء حول ما يجري، ومَن يقف وراء تلك الأحداث، توجهت قنوات إن تي في (NTV) وسي إن إن ترك (CNN Türk) ووكالتا دوغان والأناضول للأنباء لترديد الادعاء مراراً وتكراراً بأن أعضاء “منظمة فتح الله كولن الإرهابية” في صفوف الجيش هم من دبّروا هذا الانقلاب، في صوت واحد، وكأن بينهما اتفاقاً مسبقاً في هذا الصدد.. كما أن كلاً من أردوغان ويلدريم كانا يستهلان جميع تصريحاتهما بهذا الادعاء. فهل ذلك أمر عادي وتصرف منطقي في ظل غياب بروز أي تفاصيل بعدُ؟ ج12 ـ منذ أحداث 2013 في حزيران وديسمبر ومن قبلها محاولة اعتقال هاكان فيدان شباط 2012 ، كانت الأنظار المريبة تتوجه لحركة جولن، لنها كانت متورطة في ذلك، ولم تكن كل أجهزة الدولة التي حققت في تلك الأحداث، وبالأخص استخبارات الجيش من الموالين لحزب العدالة والتنمية وأردوغان، ولكنهم أثبتوا تهم التجسس على حركة الخدمة وتحولت من حينها إلى كيان مواز وتنظيم ارهابي، وباالتالي فلن يجرؤ أحد على تمرد عسكري او انقلاب عسكري جزء أو كبير إلا والكيان الموازي طرفا فيه، هذا أمر لا يحتاج لأدلة، فلم يكن الجيش بنفسه بحاجة لانقلاب على الحكومة والرئاسة، ولم تكن احزاب المعارضة االتركية وراء هذا الانقلاب، فلا مصلحة لها بالانقلاب، فلم يبقى إلا أن يكون حزب العمال الكردستاني، او الكيان الموازي أو داعش، وداعش وحزب العمال الكردستاني لا وجود لهم في الجيش ولا المؤسسة العسكرية إطلاقاً، فلم يبق إلا الكيان الموازي ، وهذا أمر لا يحتاج إلى ذكاء. س13 ـ مع أنه من المفروض أن يكون أردوغان وقصره هما الهدف الأصلي للانقلابيين، إلا أنهم مضوْا لقصف مقرّ البرلمان، فلماذا؟ هل هناك تفسير معقول لعجز طائرات إف 16 الحربية من ضرب قصر أردوغان ما عدا ساحة حديقته، مع أنه هدف أكبر من مقر البرلمان نظراً لأن مساحته تبلغ 450 ألف م.م؟ ج13 ـ محاولة قصف الجديقة وليس القصر ، لأن الهدف كان فتح الطريق أمام الجنود المهاجمين للقصر ، وقد وجدوا مقاومة من حرس القصر، ولم يكن أردوغان الهدف في احتلال القصر لعلمهم ان أردوغان في اسطنبول، وكان الهدف تحقيق نصر معنوي امام المؤيدين للاتنقلاب وامام الشعب التركي والعالم، بأنهم سيطروا على القصر الجمهوري. وضرب البرلمان كان الساعة الثانية فجرا، بعد أعن اعلن مائة من النواب التراك من كل الأحزاب التركية أنهم يعقدون اجتماعاطارئا وأنهم ضد الانقلاب، فكان ضرب البرلمان ولسبع مرات متوالية لاسكات صوت نواب الشعب، فقد كان مجلس النواب التركي وهو بيت الشعب الكبير من اكبر الجبهات السياسية والشعبية التي تقاوم الانقلاب، وكان الانقلابيون يهدفون إلى إخافة النواب ولكنهم فشلوا في ذلك أيضاً. س14 ـ في ظل حماية قصر أردوغان من قبل فريق حراس مؤلفين من المئات ومجهزين بالأسلحة الثقيلة، إضافة إلى آلاف العاملين فيه، هل توجُّه 16 عسكرياً فقط إلى مداهمة القصر، واعتقالُ هؤلاء من قبل الشرطة عند المدخل، أمر معقول ومفهوم؟ ج14 ـ لأن الهدف لم يكن الاحتلال العسكري، فقد ظنوا ان الأوامر التي يحملونها كذبا من رئاسة الاركان التركية ستخولهم فتح أبواب القصر دون ممانعة، ولكنهم وجدوا مقاومة عسكرية من حراس القصر، وهذا ما اضطرهم إلى قصف حراس القصر لإرهابهم أيضا، ومع ذلك فقد فشلوا. س15 ـ بما أن جهاز المخابرات أبلغ القادة العسكريين بوجود تخطيط للانقلاب، فكيف ذهبوا إلى حفل عرس براحة البال والاطمئنان؟ ج15 ـ كشف جهاز المخابرات لمحاولة انقلابية لا يوجب شل البلاد عن الحياة والعمل، لأن ذلك كان سيكون دليلا لكل المشككين بمصداقية الانقلاب بعد وقوعه، اكثر مصداقية بان الانقلاب كان مسرحية، ولذلك كان لا بد أن تسير الحياة طبيعية حتى يتم التحقق من وجود الانقلاب، وعدم الاعتماد على معلومات عن انقلاب فقط، وحتى يتم إدانة من يتحرك من العسكر بالجريمة بالدليل القاطع، وحتى يتم وضع حد لهذا الكيان الموازي العابث بأمن الوطن. س16 ـ لماذا لم يبادر الانقلابيون بـ60 جندياً فقط إلى السيطرة على القمر الصناعي “توركسات” من أجل منع أي بث تلفزيوني، أو احتلالِ رئاسة وهيئة الاتصالات (TİB) لاستخدام شبكة الإنترنت كما يحلو لهم، حيث كان بمقدورهم القيام بذلك بسهولة؟ ج16 ـ هذا ما حصل، فقد اوقفوا عمل القمر الصناعي، واوقفوا العمل بالانترنت ، ولكنهم لم ينجحوا بذلك لمدة زمنية طويلة، فقد كانت المقاومة لهم اكبر من جهودهم، كما حصل في مقر التلفزيون الرسي ت ر ت ، فقد سيطروا عليه لمدة ساعتين فقط، ولما فشلوا في ذلك هربوا. س17 ـ طالما أن جهاز المخابرات أخبر في حدود الساعة 16:30 جميع المسؤولين بالمحاولة الانقلابية، لماذا لم تتخَذ التدابيرُ الأمنية الكفيلة بحماية قناة تي أر تي الرسمية لمنع قراءة بيان الانقلابيين على شاشتها؟ ج17 ـ التدابير الأمنية لم تكن لمنع الانقلابيين إصار بيانهم الأول، وغنما لمنعهم من إصار بيانهم الثاني، فكل محاولة انقلاب فاشلة تنجح في البيان الثاني، واكتشاف التخطيط للانقلاب لم يكن ليسمح للحكومة السيطرة عسكريا على مقرات الدولة، فهذه إجراءات تحتاج إلى إجراءات قانونية، وهو ما لم يكن ميسرا في ساعات قلائل. س18 ـ أليس من الغريب استردادُ وتحريرُ قناة تي أر تي الرسمية من طرف العاملين لديها وعودتها مجدداً إلى بثّها الطبيعي عقب قراءة البيان الانقلابي مباشرة؟ ج18 ـ بل هذا هو الوضع الطبيعي والصحيح، إذا كان الانقلابيون فشلة وعاجزون عن السيطرة على قناة التلفزيون أمام جماهير شعبية حررت القناة مباشرة، فقد تجمعت الجماهير الشعبية أمام المحطة مباشرة، وأجبرت الانقلابيين على الهرب وإلقاء أسلحتهم والقاء ملابسهم العسكرية في الحمامات، في مشهد مضحك مخزي. س19 ـ مع أن الحكومة دأبت على غلق تويتر وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي حتى في أصغر عملية إرهابية في البلاد، لكنها لم تفعل ذلك ليلة الانقلاب، بل لم تقم حتى بتبطيئ الإنترنت. لماذا؟ ج19 ـ هذا التصرف من الحكومة قبل وقوع الانقلاب كان يحتاج إلى قرار محاكم وليس قرار سياسي، وهذا أمر يتعذر في الساعات الأولى، مع عدم وجود دليل حسي إلا المعلومات المخابراتية. س20 ـ إذا علمنا أن السلطات التركية تتوجه فوراً لحظر النشر حتى في أصغر حادثة إرهابية، فلماذا لم تفعل ذلك في حادثة كبيرة مثل مبادرة انقلابية؟ ج20 ـ حظر النشر ليس جاهز على طاولة الحكومة، فالدول الديمقراطية ودول المؤسسات القانونية لا تتخذ أي إجراء لمجرد الشبهة أو المعلومة الاستخباراتية، فالقضاة او المدعون العامون الذي يصدرون هذه الأوامر لا بد ان يكون لديهم ادلة قطعية الثبوت والدلالة. س21 ـ كان القلق بادياً على ملامح وجه أردوغان أثناء أحداث “جيزي باركي” الشهيرة في إسطنبول، لكنه كان مرتاحاً ومطمئنّ البال ليلة المحاولة الانقلابية، لدرجة أن صهره وزير الطاقة برات ألبايراق كان يوزع بسمات على الحاضرين في المؤتمر الصحفي! كيف يمكن ذلك وسط سقوط مئات الناس ضحايا خلال الأحداث؟ ج21 ـ أجهزة الاعلام الموالية للانقلابين داخل تركيا وخارجون كانوا يقرأون في وجه أردوغان على السكايب خلاف ذلك، وكانوا يقولون هو خائف ويرتجف ولم يستطيع الظهور إلى على السكايب، فهذه قراءة متأخرة للظهور الأول والثاني لأردوغان لا يعول عليها. س22 ـ إذا كان عدد الجنرالات التابعين لفتح الله كولن أو المتعاطفين معه يبلغ 100 شخصاً، حسب مزاعمهم، فكيف استساغوا كل هذا الكمّ الهائل من الكلام الجريح والافتراءات التي يوجهها أردوغان على كولن منذ ثلاث سنوات؟ ولماذا انتظروا حتى يتم السيطرةُ على جميع مؤسسات الخدمة الإعلامية والتعليمية من ألفها إلى ياءها وتصفيةُ كل المتعاطفين معها في أجهزة الدولة.. هل هم انتظروا ثلاث سنوات ومن ثم قالوا تلك الليلة: “لنقم بالانقلاب”؟ أهذا من الممكن والمعقول؟ ج22 ـ لم يقل أحد أن كل المائة متورطون في الانقلاب، ولكنهم الآن تحت التحقيق، وليس بالضرورة أن كل من تورط بالانقلاب من الجنرالات كان من الكيان الموازي، بل إن بعض الجنرالات الشرفاء من اتباعجماعة االخدمة استقالوا من مناصبهم بعد أحداث 2013، لأنهم شعروا انهم أدوات بيد شخص لا يثقون باخلاصه للوطن وهو جولن المقيم في أمريكا، وبالتالي فإن قلة من الجنرالات كانوا من التنظيم الموازي ومن جماعة جولن وهم الرأس المدبر داخل الجيش، والباقون لهم ميلوهم الخاصة مع جنرالات في قاعدة انجيرلك أو خارجها، أو لهم طموحاتهم في المناصب العليا وغيرها. س23 ـ ما مدى صحة الأقاويل الواردة حول إقدام بعض الباشوات والقادة العسكريين من أمثال الجنرال محمد ديشلي؛ شقيق نائب الرئيس العام لحزب العدالة والتنمية الحاكم شعبان ديشلي، على التحريض الممنهج على الانقلاب ثم التخلي عنه؟ هل يمكن أن تكون محاولة الانقلاب عبارة عن مسرحية من هذا القبيل؟ ج23 ـ ليس كل تحريض على الانقلاب دليل على التورط فيه، وإلا كان تتحريض بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي على الانقلاب العسكري في تركيا قبل أشهر هو دليل أيضا على الجنرالات الأمريكيين هم وراء الإنقلاب، ولكن التحقيقات والأدلة الحسية والمادية هي التي ستثبت من حرض وشارك في الانقلاب الفاشل. س24 ـ بعد محاولة الانقلاب، توجهت السلطة السياسية المدنية إلى تصفيةٍ في كل أجهزة الدولة، أكثر شمولاً مما يمكن أن يفعله الانقلابيون أصلاً. فهل كانت محاولة الانقلاب ذريعةَ وحجةَ العمليات التالية: في صباح ليلة المبادرة الانقلابية، انتهكت السلطات الدستور وكل القوانين المرعية في البلاد وعمدت إلى توقيف واعتقال كل من ألب أرسلان ألطان وأردال ترجان من أعضاء المحكمة الدستورية، وأصدرت قرارات القبض على 48 عضواً في مجلس الدولة، إضافة إلى قرارات الاعتقال بحق نحو 3 آلاف قاض ومدع عام. فما علاقة هؤلاء بالمحاولة الانقلابية؟ أم كانت قائمة الأسماء جاهزة من قبلُ؟ ج24 ـ كل هذه الإجراءات هي إجراءات احترازية، فقد كان لا بد من وقف خطوات الانقلاب التالية او ردات الفعل، او كشف بعض المتورطين مما لم يشاركوا في الخطوات الأولى للانقلاب، ولا بد ان التحقيقات الأولية قد كشفت عن قوائم المشاركين في الانقلاب أولاً، وقوائم بأسماء الذي سيتولون مناصب الحكومة الانتقالية بعد الانقلاب، وقد تلك الأسماء الكبيرة كانت مدرجة على تلك القوائم، أي أن الانقلابيين قد ورطوا غيرهم بإدراجهم في قوائمهم الانقلابية، وممن يثبت براءته سيتم الافراج عنه، فلا مشكلة مع من يتم احتجازه او اعتقاله أو تسريحه من عمله في الأسبوع الأول، لأن الأيام القادمة ستكشف البريء من المجرم. س25 ـ وزارة الداخلية قررت إبعاد نحو 10 آلاف شرطي موظفين في مختلف المدن.. فهل الشرطة هي من قامت بمحاولة الانقلاب؟ ج25 ـ دولة كبيرة كتركيا لا يؤثر فيها توقيف عشرات الآلاف، لأن عدد موظفي الدولة بالملايين، ومرة اخرى ليس كل من يعتقل أو يسرح هو مدان ، ولكنها إجراءات احترازية لمنع تكرار الانقلاب، ولا يعتقل احد دون شبهة والمحاكم التركية هي من تقرر البراءة والجريمة، وليس الشرطة. س26 ـ قامت وزارة التربية بإيقاف عمل 15200 موظف، وإلغاء تراخيص 21 ألف معلم في المؤسسات التعليمية الخاصة، في إطار التحقيقات الجارية حول المبادرة الانقلابية.. فكيف أمكن التحقيق مع 50 ألف شخص في ظرف 48 ساعة. ج26 ـ دولة كبيرة مثل تركيا لا يستغرب عليها ذلك، وكل هذه التحقيقات اولية، فهي تحقيقات شرطية ومن يوجد عليه أدلة إدانة يحول إلى المحاكم والقضاء، ولا تصدر الشرطة عليه أية أحكام قضائية. س27 ـ هل استعانت السلطة السياسية المدنية بقوائم الأسماء التي حضرها جهاز المخابرات سابقاً لتنفيذ هذه التصفية الموسعة التي أطاحت بمئات الآلاف من الناس خلال ثلاثة أيام فقط، الأمر الذي يشكّل انتهاكاً صارخاً للدستور؟ ج27 ـ أسماء الكيان الموازي جاهزة عند المخابرات التركية بعد أحداث 2013، ولكن لم يتم اعتقال أحد لمجرد كونه من جماعة جولن أو جماعة الخدمة، أو غن كان موظفا في أحد مؤسساته التربوية والمالية والاعلامية وغيرها، وكل ما يتم السؤال عنه هو قيد التحقيق بعد فشل الانقلاب، وما حاول الغاء الدستور أكثر خطورة ممن يخطىء في تطبيقه على فرض وجود ذلك، فحماة الدستور هم من يحاسبون من حاولوا إلغائه كله. س28 ـ لو كانت المبادرة الانقلابية نجحت فهل كان بإمكان الانقلابيين القيام بهذا الحجم من التصفية؟ ج28 ـ بالتأكيد لقاموا بما هو أكثر ، وانظر إلى الانقلاب المصري الذي قام به السيسي، إذا لم يكن للسائل معرفة بالانقلابات العسكرية التركية السابقة. س29 ـ إذا أطلقنا على عملية التصفية هذه “انقلاب بلا محاولة ودون جهد”، فهل ستكون التسمية مجافية للحقيقة؟ ج29 ـ إذا تم محاكمة أحد دون ثبوت الجريمة عليه فهذه تصفية فعلاً، ولكن ثبوت التهم على من قاموا بالانقلاب لا يحتاج إلى أدلة إجمالية أكثر من مشاهدة العالم الدبابات التركية تجوب الشوارع وتدهس المعارضين لها، وتقصف البرلمان التركي وهو مؤسسة مدنية، اما الأدلة التفصيلية على أفراد المشاركين في الانقلاب فهذا من مسؤولية القضاء والمحاكم التركية. والملاحظة الأخيرة أن على المشككين بالانقلاب محاسبة كل وسائل الإعلام العالمية والعربية التي تغنت كثيرا بمحاولة انقلاب مزورة بحسب زعمهم، فعلى جماعة جولن أن ترفع القضايا على الاعلام العالمي والعربي الذي فرح كثيرا بالانقلاب، وتغنى ورقص وطبل وزمر للمحاولة الانقلابية، ولم يساعدوا جماعة جولن في كشف المسرحية من أول ساعة، فهل كانت هذه الفضائيات مشاركة للحكومة التركية بتمثيل هذه المسرحية، وهم معروفون لالعداء لتركيا ، مثل وسائل الاعلام المصرية وغيرها؟؟ محمد زاهد جول أورينت نت

مشاركة :