تسونامي المنشطات يضع ألعاب القوى على حافة الهاوية

  • 7/29/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تخيم سحابة المنشطات فوق منافسات ألعاب القوى في ريو، بل هناك دخان كثيف بلغ كل مكان، وترك اللعبة تترنح على حافة الهاوية. بعد عام من الغموض والفساد والتستر على مذنبين والإيقاف والاستئناف والمنشطات، انقبض قلب وروح ألعاب القوى، التي كانت تود أن ترى نفسها قلب وروح دورة الألعاب الأولمبية. ولا تخيم سحابة منشطات وحسب فوق منافسات ألعاب القوى في ريو، بل هناك دخان كثيف بلغ كل مكان، وترك اللعبة تترنح على حافة الهاوية. ويبدو من المرجح أن يجذب الجامايكي يوسين بولت اهتمام العالم، في ظل محاولته للفوز بسباقات السرعة الثلاثة في الأولمبياد للمرة الثالثة على التوالي. وسيحاول البريطاني مو فرح أن يصبح الرجل الثاني فقط الذي يجمع مجددا بين سباقي المسافات الطويلة، وستتطلع النيوزيلندية فاليري آدمز أن تؤكد مكانتها ضمن أفضل المتسابقات على الإطلاق في دفع الجلة بإحراز اللقب الأولمبي للمرة الثالثة على التوالي. لكن هذه العروض المنتظرة، وكل ما سيحدث على مدار أكثر من عشرة أيام في "ريو"، سيتابع من منظور المنشطات، في حين يأتي غياب المتسابقين الروس، بسبب الإيقاف، بمنزلة تذكير يومي للكارثة التي حلَّت باللعبة. وهذا لا يعني أن الجميع سيشكون في تعاطي بولت وفرح وآدمز للمنشطات، بل هناك تخوف من حدوث أسوأ من ذلك، بانخفاض مستوى الاهتمام. وقبل عام واحد حصل بولت على إشادة، باعتباره منقذ ألعاب القوى، بعدما فاز على جاستن جاتلين، الذي أدين مرتين بتعاطي المنشطات، في نهائي سباق 100 متر ببطولة العالم. وإذا كان بولت سليما تماما من إصابة في عضلات الفخذ الخلفية، فإنه سيملك فرصة كبيرة لتعزيز موقعه "كأسطورة" في الرياضة والفوز بسباقي المسافات القصيرة وسباق أربعة في 100 متر تتابع مع جامايكا. وقدم بولت عرضا قويا في لندن الأسبوع الماضي، ليظهر جاهزيته، والآن بات في حاجة فقط للوصول إلى قمة مستواه، الذي جعله يهيمن على اللعبة على مدار آخر 8 سنوات. وسيعود جاتلين للمشاركة في الدورة الأولمبية، في حين لا يزال يشكو من إدانته ويحصل على مبالغ ضخمة من الرعاة ويعمل تحت قيادة مدرب أدين سابقا في قضية منشطات، وهو دينيس ميتشل. وفي الوقت الذي كانت الولايات المتحدة أكبر الداعمين لفرض إيقاف شامل على البعثة الروسية، بسبب المنشطات، فإن وجود جاتلين ضمن الفريق الأميركي يظهر عدم وجود رغبة ملحة في وجود رياضة نظيفة. وسيشارك العشرات من العدَّائين والمتسابقين في المنافسات المختلفة في "ريو"، لاكتساب شهرة، وتحقيق مجد إحراز ميدالية والفوز بمكافآت مالية، رغم الخضوع للإيقاف سابقا بسبب الغش. وعلى الجانب الآخر، سيغيب العشرات، الذين لم يتعرضوا للإدانة، بسبب منع المتسابقين الروس من المشاركة بمنافسات ألعاب القوى. واحتلت روسيا المركز الثاني خلف أميركا في جدول ميداليات ألعاب القوى في أولمبياد لندن 2012، لكن الاتحاد الدولي لألعاب القوى وجد أن ثقافة تعاطي المنشطات كانت متأصلة في روسيا، وبدعم الدولة، وأن الدلائل كانت واضحة، ليصر على منع كل المتسابقين من الظهور في "ريو". وستشارك دول أخرى قوية في ألعاب القوى، ومنها كينيا، بعد سقوط العديد من المتسابقين في اختبارات لتعاطي المنشطات، وبعد تعرض المنظمات الوطنية لمكافحة المنشطات لانتقادات بداعي التقصير. ويبدو وكأن الحديث عن قضايا المنشطات لا يكفي الاتحاد الدولي للقوى واللجنة الأولمبية الدولية، في ظل توقعات بتجدد الجدل حول كاستر سيمينيا متسابقة جنوب إفريقيا إذا بلغت مستوى التوقعات وفازت بسباق 800 متر للسيدات. وتعرضت سيمينيا لأوقات صعبة منذ فوزها ببطولة العالم 2009، واضطرت في البداية للانسحاب من بطولات، فيما خضعت لاختبارات لتحديد الجنس وتجادل الخبراء حول إمكانية السماح لها بالمشاركة في منافسات السيدات، بسبب ارتفاع كبير في مستوى هرمون الذكورة تستوستيرون. وعادت سيمينيا للمنافسات وحققت أزمنة رائعة، لكن الجدل لا يزال مستمرا حول أحقيتها في المشاركة. وفي منافسات سباق 800 متر للرجال سيقاتل ديفيد روديشا، ليكون في قمة مستواه، وإذا احتفظ باللقب سيعد ذلك نصرا كبيرا للكينيين. وقال سيباستيان كو، رئيس الاتحاد الدولي للقوى، إنه يعتقد أن فوز روديشا بعد تحطيم الرقم العالمي كان أبرز أحداث أولمبياد لندن. ويأمل كو، صاحب الرقم العالمي سابقا في سباق 800 متر والفائز مرتين بسباق 1500 متر بالأولمبياد، أن ينصب تركيزه في "ريو" على متابعة عروض مذهلة جديدة، لكن رغم ذلك من غير المرجح حدوث هذا الأمر. وسيقام ماراثون الرجال في نهاية جدول برنامج ألعاب القوى في 21 أغسطس.

مشاركة :