الشارقة:محمد أبو عرب يعيد الروائي المصري محمد المنسي قنديل في كتابه شخصيات حية من الأغاني كتابة حكايات الكثير من الشخصيات الأدبية، والبطولية، المعروفة في التراث العربية، مستنداً إلى السفر الضخم الذي قدمه العلامة العباسي أبو فرج الأصفهاني الأغاني، إذ ينتقي ثلاثين شخصية لها حضورها في الذاكرة الثقافية العربية، ويقص حكاياتها بأسلوب جديد يجعلها أكثر قرباً وحياة. يعمل قنديل في كتابه الصادر عن دار الكرمة في 447 صفحة من القطع المتوسط، على تحويل الكثير من النصوص المكتوبة بالأساليب البحثية والتوثيقية القديمة، إلى نصوص قصصية معاصرة يمكن لقارئ اليوم الوصول إلى جوهر حكايتها من دون الغوص في سلسلة من الرواة، والنصوص القائمة على حدثنا فلان عن فلان، والمكتوبة بلغة بعيدة تحتاج إلى جهد ذهني لتيسيرها في يد القارئ العادي. أبطال القصص من لحم ودم ويقربون التراث إلى القارئ المعاصر ويستند الكاتب في اشتغاله على كتاب الأغاني إلى أسلوبه القصصي، وأدواته الروائية في السرد والحوار، والتوثيق، مقدماً للقارئ صورة أكثر تفصيلاً، وإنسانية، وحياة، لشخصيات ظل التراث العربي يقدمها بصيغتها التاريخية الجامدة، مثل امرئ القيس، وعمر بن أبي ربيعة، والخنساء، والحطيئة، وغيرها من الشخصيات. ولا يتوقف جهده الكتابي عند ذلك الحد وحسب، إذ يعمل على كشف المتواري والغائب في الحكايات السائدة والشائعة حول تلك الشخصيات، فتظهر حكاياته الكثير من الشخصيات منسوجة في سياقات ذات تأويل جديد يفتح أفق القارئ على الظرف التاريخي، والحقبة الزمنية التي عاشت فيها الشخصيات. الخليج ترصد انطباعات ومراجعات القراء للكتاب شخصيات حيّة من الأغاني على مواقع التواصل الاجتماعي المتخصصة في القراءة، فتتوقف عند خلاصاتهم من موقع (good reads)، إذ تنكشف التفاتاتهم إلى الأسلوب الإبداعي الذي يُتكأ عليه في الكتابة، وإلى أهمية تقديم مثل هذه المؤلفات للقارئ المعاصر، وغيرها من الموضوعات التي تنصب في مجملها في مديح الكتاب، والثناء على الجهد الذي قدمه المنسي قنديل، حيث نال الكتاب أكثر من أربع نجمات من أصل خمس وفق تقييم القراء. تشير بعض المراجعات إلى أنها أعادت نظر القراء الجدد على كتاب أبي فرج الأصفهاني الأغاني، وأن الكتاب نجح في رسم صور حية لشخصيات تاريخية تروي حكايتها جانباً كبيراً من تاريخنا، فيرد في المرجعات: أن تشعر بالحياة و هي تفيض من صفحات الكتاب هذا هو إحساسك وأن تنهي هذه الرحلة المشوقة بين حكايات وروايات الأصفهاني والأسلوب العبقري للمنسي قنديل، في صفحات هذا الكتاب ستجد كرم ومروءة عروة ابن الورد وجنون قيس بليلى وعشق كُثيّر لعزة بين صفحات التاريخ تطل علينا عبيدة من بين أزقة بغداد ونطوف بأرض تميم وشجاعة أهلها ، وستشهد هجاء الفرزدق وسوء لسان الحطيئة وغيرها الكثير، ولكن أهم ما في الكتاب أنك بعد القراءة ستتجه فوراً لقراءة الأغاني كاملاً. مقابل هذا تكشف بعض المراجعات عن افتتان القراء بالأسلوب الكتابي الذي اختاره قنديل، واعتماد أسلوب القصة، واللغة المنسابة، فيكتب أحد القراء في توصيفه للكتاب: كتاب (الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني يعود للحياة على هذه الصفحات. شخصيات حية بالفعل. أحيا ذكرها الساحر محمد المنسي قنديل بأسلوبه النابض بالحياة وبالموت، بالنسبة لي لم تعد أسماء امرئ القيس وتأبط شراً والنابغة الذبياني والحطيئة وقيس بن الملوح وكُثيّر عزة وجرير والفرزدق وبشار بن برد وإسحاق الموصلي وزرياب، مجرد أسماء. صاروا جميعاً من لحم ودم وقلوب وعقول وأرواح. لقد رأيتهم وسمعتهم وأحببتهم وكرهتهم وتألمت منهم ولهم. رأيت أوقاتهم بصحرائها وحروبها وفرسانها وشعرائها وملوكها. أوقات جاشت بالحياة، لم يقتل ذكرها إلا أوقاتنا السقيمة العقيمة الناضحة بالموت.
مشاركة :