الإمام علي كرم الله وجهه له عبارة تقول (من ضيع الأمانة ورضي بالخيانة فقد تبرأ من الديانة) فهذا حال جماعة أنصار الحوثيين وحليفهم الخائن علي عبدالله صالح فهم ﻻ أمان لهم فقد أساءوا لمن أكرمهم واستضافهم ووفر لهم كل التسهيلات الممكنة من أجل إنقاذ الشعب اليمني من كارثة محققة فهم لم ينتظروا حتى انتهاء المهلة التي تم اﻻتفاق عليها وهي أسبوعين وقاموا بانقلاب جديد فقد أضاعوا الأمانة لأن الطبع يغلب التطبع فهم قد تعودوا على الغدر والخيانة فهم ﻻ مذهب لهم وﻻ ديانة ولكنهم مرتزقة يتاجرون ويتسترون بالدين للوصول إلى السلطة . المثل يقول (الكحل في العين الرمدة خسارة) وهذه الشرذمة ﻻ تستحق اﻻهتمام واﻻستقبال والضيافة فخسارة فيها أي حهد يبذل من أجلها فهم جبلوا على الجحود ونكران الجميل والغدر والطعن في الظهر وكان الأجدر بهم أن ينتظروا عدة أيام حتى تنتهي المهلة ويعلنوا فشل المفاوضات ولكن الله أراد أن يكشفهم على حقيقتهم فهم تعمدوا منذ البداية إفشال المشاورات بشروطهم التعجيزية بناء على تعليمات من أسيادهم في طهران ولعل التوتر الأخير بين الكويت وإيران على خلفية إساءة وكالة أنباء فارس إلى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله قد ألقى بظلاله على مشاورات السلام اليمنية في الكويت وكان التعجيل بإفشال المشاورات ونسف المفاوضات لإحراج دولة الكويت ورد سريع على كلمة أمير البلاد في مؤتمر القمة في نواكشوط التي كانت موجعة لنظام الولي الفقيه. إن ما حدث في اليمن من تشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة البلاد يتكون من 10 أعضاء من جماعة أنصار الله الحوثيين و 10 أعضاء من حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة المخلوع علي عبدالله صالح هو إعادة الوضع في اليمن إلى المربع الأول ودفع الأمور للانزﻻق في حرب أهلية يدفع ثمنها الشعب اليمني حيث سيتحول اليمن إلى ساحة حرب ينتشر فيها الدمار والخراب وأي إطالة لأمد الحرب اليمنية سيكون له تداعيات خطيرة على الوضع في منطقة الشرق الأوسط ككل لأنه سيتم تدويل القضية ودخول أطراف أخرى في الحرب مما يزيد الأمور تعقيدا. إن الحقيقة على الأرض تقول أن الانقلابيين من الحوثيين وجماعة علي عبدالله صالح ﻻيسيطرون إﻻ على 25% من الأراضي اليمنية وأنهم خسروا في الآونة الأخيرة مواقع استراتيجية في محافظة مأرب وحجة فكيف يحكمون اليمن في مواجهة حكومة شرعية معترف فيها دوليا كممثل شرعي للشعب اليمني وكذلك تسيطر على 75% من الأراضي اليمنية ومدعومة بقوة عسكريا وسياسيا من التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية ويبدو أن الحوثيين وميليشيا علي عبدالله صالح يتصرفون وفق مبدأ عليا وعلى أعدائي وهم بذلك يحفرون قبورهم بأيديهم . إن التحالف العسكري ليس أمامه خيار آخر سوى اﻻستمرار في الحرب بعد فشل الفرصة الأخيرة للسلام وﻻبد من المحافظة على الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية وتحرير مناطق جديدة أخرى وتحرير العاصمة صنعاء أصبح اليوم أولوية وضرورة رغم صعوبة الظروف إﻻ أن السيطرة على صنعاء حتما سوف ينهي هذه الحرب الشرسة ويضع حدا لمغامرة الانقلابيين ومن يقف من ورائهم وهي دولة تريد نشر الدمار والخراب والسيطرة على اليمن وسوريا والعراق حتى تستطيع محاصرة دول الخليج والسيطرة عليها لأنه هذا هو الحلم الذي تسعى لتحقيقه وهو عشم إبليس في الجنة وطبعا هذه الدولة هي الداعم الرسمي للإرهاب العالمي جمهورية ايران ونظام الولي الفقيه التي ﻻتخفي أطماعها في دول المنطقة وخاصة دول الخليج لإحياء اﻻمبراطورية الفارسية الموجودة فقط في أذهان ملالي طهران . إن الوضع في اليمن ليس أحسن حاﻻ من الوضع في سوريا فما يحدث في سوريا هو كارثة إنسانية وإبادة للشعب السوري ولعل آخر معقل للمعارضة السورية والجيش الحر وهي مدينة حلب محاصرة وعلى وشك السقوط والوضع في العراق أيضا ﻻ يبشر بالخير فقد تحول الحشد الشعبي إلى جيش رسمي تابع لرئيس الوزراء حيدر العبادي وسوف يكون نسخه من الحرس الثوري الإيراني ناهيك عن سيطرة حزب الله على لبنان ولذلك نقول إن الصورة قاتمة في المنطقة وتحتاج إلى مزيد من اليقظة والحذر فهناك خطر حقيقي يهدد دول الخليج وﻻيكون درء الخطر إﻻ باﻻستعداد لما هو أسوأ امتثاﻻ للآية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) . أحمد بودستور
مشاركة :