لم يقف أحد في طريقه يوما ولا وقف هو في طريق أحد، وكان إذ يمشي لا يتخلّى عن نظرات الآخرين لم يشفق الآخرون عليه يوما، هو الذي كان يشفق على القطط الجائعة والنيازك التي تنتحر في الأراضي الجرداء، مر زمن بعيد جدًا.. منذ السمكة الأولى يقول هو الذي يتذكر كل شيء كمن ينسى كل شيء: «ولدتُ بلا مكان فلستُ هناكَ لكي تقولوا: «كان هنا» اقتفيتُ أثر الكلاب الخائفة من الحروب، ولم أخف من الحرب» صار كل شيء دليلهُ؛ لذا لم يضع.. ! في الليل.. نعم في الليل حين تهدأ الأصوات الجائعة وتتكوم في مكان لا يراه أحد يصغي لأنين الموتى الذين يسكنونه منذ قرون الموتى الذين تدحرجت رؤوسهم إلى أن سقطت في النهر هكذا كلما أراد أن يلتقي بنفسه حكّ رأسه بالصخور الناتئة من قلبه وتلمّس عظام الأبد. * شاعر يمني
مشاركة :