أكد المدير العام بالوكالة للهيئة العامة للعناية بطباعة ونشر القرآن الكريم والسنة النبوية وعلومهما، وليد الستلان، أنه «لا طباعة للمصحف إلا بإذن الهيئة، ومن يخالف فسيكون عرضة لغرامة من 3 إلى 5 آلاف دينار، وغلق المنشأة ما لا يقل عن 3 أشهر»، موضحا أننا «بصدد التنسيق لإقرار الضبطية القضائية لبعض موظفي الهيئة، لمتابعة المكتبات التي تطبع المصحف من غير ترخيص وتوزيع». وأضاف الستلان، في لقاء مع «الجريدة»، أن «الهيئة حققت أحد أهدافها، وهو طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة، وذلك يعد أول إنجاز يحسب لمجلس إلادارة والجهاز التنفيذي للهيئة». وبسؤاله كيف يتم سحب المصاحف غير المرخصة بالمساجد؟ ومن الجهة المنفذة؛ الهيئة أم قطاع المساجد؟ قال: المادة رقم 10 من قانون إنشاء الهيئة تنص على أنه يحظر على أي جهة رسمية او أهلية طبع أي إصدار من المصحف الشريف داخل وخارج الكويت إلا بتصريح من الهيئة، ويعاقب كل من يخالف هذا الحظر بالغرامة التي لا تقل عن 3 آلاف دينار ولا تزيد على خمسة، ومصادرة المطبوعات المخالفة، وغلق المنشأة مدة لا تقل عن 3 أشهر، مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد ينص عليها قانون آخر، ولتنفيذ هذه المادة من القانون تدرس الهيئة حالياً التنسيق مع وزارة الإعلام لمنح بعض موظفي الهيئة الضبطية القضائية، وذلك لمتابعة المكتبات التي تقوم بطباعة أو بيع المصحف الشريف من غير ترخيص وتوزيعه، وفور الانتهاء من هذا المشروع، سيتم بإذن الله محاسبة هذه الشركات التي تقوم بطباعة المصحف من غير ترخيص وتوزيعه بالمساجد، وسيتم التنسيق أيضا مع وزارة الشؤون بخصوص اللجان الخيرية وما تقدمه لمشاريع طباعة المصحف الشريف، حتى يتم التنسيق لهذه المشاريع، لذلك قامت الهيئة بالتفاهم مع قطاع المساجد لتشكيل فريق مشترك يختص بحصر المصاحف غير المرخصة وغير المختومة بختم الهيئة ولجان المراجعة، وسيتم سحبها من المساجد، واستبدال مصحف دولة الكويت بها، ولا شك في أن الجهة المنفذة هي قطاع المساجد، لأن المساجد تابعة له. الروايات المشهورة وبسؤاله أين وصل مصحف دولة الكويت الذي من المفترض أن تطبعه الهيئة؟ قال: لله الفضل والمنة، استطاعت الهيئة تحقيق أحد أهدافها الأساسية التي نص عليها القانون رقم 10 لسنة2011 بشأن إنشاء الهيئة، والتي تهدف إلى تحقيقه، وهو طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة، وأيضا تسجيل تلاوات القرآن الكريم وتفسيره إلى مختلف اللغات، وترجمة معاني القرآن الكريم، وترجمة السنة النبوية، وخدمة كتاب الله عز وجل والسنة المطهرة، فتمت طباعة مصحف دولة الكويت والانتهاء منه وتوزيعه على مختلف الجهات الحكومية كأول إنجاز للهيئة يطبع في عهد أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، وقد لاقى هذا المصحف الإشادة من مختلف الشرائح؛ سواء من المختصين أو المسؤولين. شراكات حكومية وعن آلية توزيع المصاحف على المساجد قال: أولا المساجد تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، متمثلة بقطاع المساجد والهيئة من خلال عملها لديها كثير من الشراكات الحكومية والمجتمعية، ووزارة الأوقاف بالنسبة للهيئة هي الأخ والشقيق الأكبر الذي لا ننسى وقوفه معنا في بداية تأسيس الهيئة، وإلى الآن نستفيد من خبراتهم الوظيفية، خصوصا أن أغلب موظفي الهيئة كانوا يعملون بوزارة الأوقاف، وأنا أحدهم كنت أتقلد منصب مدير إدارة مساجد محافظة حولي، فلا شك لدينا تنسيق كامل مع الأخ وكيل الوزارة م. فريد عمادي، وأيضاً وكيل المساجد وليد الشعيب، وسيتم قريبا بإذن الله توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة وقطاع المساجد متضمنة آلية توزيع المصاحف، وتبادل المعرفة بين الطرفين في مجال نشر القرآن الكريم والسنة النبوية وإعداد برامج التدريب لتنمية قدرات المستفيدين من الجهتين، وتنفيذ حاجة القطاع من المصاحف خلال الفترة القادمة. مشاريع اساسية وبسؤاله هل هناك مشاريع متأخرة لدى الهيئة، وما آلية اختيار المشاريع؟ قال: الهيئة كبقية المؤسسات مرتبطة بدورة مستندية من جهات حكومية أخرى، وأي مشروع ايضا مرتبط بميزانيات تعتمد من وزارة المالية، وهناك نوعان من المشاريع؛ مشاريع أساسية مرتبطة بالبنية التحتية للهيئة، وأخرى مرتبطة بتحقيق أهداف الهيئة. أما بالنسبة المشاريع الأساسية التي تهم الهيئة الآن، فلدينا مشروعان، عبارة عن اتفاقيتين، الأولى مع وزارة الأشغال العامة لدراسة وتصميم والإشراف على تنفيذ مبنى الهيئة، والثانية اتفاقيه لدراسة وتصميم مبنى المطبعة، وكلا المشروعين أرستهما وزارة الأشغال على مكاتب استشارية، وفق الإجراءات المعمول بها بالوزارة. وبعد أن تم رصد الميزانية لهما، سيتم قريبا بإذن الله توقيع المشروعين بعد استكمال الموافقات للجهات الرقابية، التي قاربت على الانتهاء، وتكمن أهمية هذين المشروعين في أنه سيكون من المعالم المهمة للهيئة، لما يتضمنه من متحف للقرآن والسنة النبوية الشريفة و"السينما آي ماكس"، إضافة إلى مطبعة القرآن الكريم. أما المشاريع التي تخص تحقيق أهداف الهيئة، والتي رصدت من خلال الاستفادة من مؤتمر التطوير والإبداع الذي أقامته الهيئة، وما طرح فيه من مشاريع من علماء ومشايخ ودعاة عبر ورشات عمل صاحبت المؤتمر، تم جمع هذه المشاريع من قبل قطاع البحوث والدراسات، ومنها "مركز صناعة المحدث، مركز صناعة المفسر، مجالس الحديث، مجالس التفسير، مشروع طباعة المصحف بالروايات العشرين، مشروع طباعة المصحف باللغة الأوردية، مشروع تسجيل 20 ختمة بعشرين رواية مشهورة من روايات المصحف، مشروع المكتبة العلمية المتخصصة بالقرآن الكريم والسنة النبوية، مشروع المجلة المحكمة، سلسلة ديوان المفسرين، سلسلة ديوان المحدثين، مركز الإمامين البخاري ومسلم لحفظ السنة النبوية، سلسلة دراسات القرآن الكريم وعلومه، سلسلة دراسات السنة النبوية وعلومها"، وجميع هذه المشاريع سيتم تنفيذها بإذن الله وفقا لميزانيات التي يتم اعتمادها والموافقة عليها. اتفاقات متنوعة وبسؤاله ماذا عن الاتفاقيات التي أبرمتها الهيئة، وهل هي على نطاق محلي أو خارجي؟ قال: منذ أن كلفت بإدارة شؤون الهيئة، حرصت على الشراكة المحلية مع الجهات ذات الصلة، والاستفادة من خبرات من سبقنا للوصول إلى نتائج مميزة في عملنا، وفعلا تم الاجتماع مع الإخوة في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية متمثلة بقطاع المساجد لطرح مذكرة تفاهم يتم فيها تبادل التعاون والمعرفة في شتى المجالات التي تصب في مصلحة الجهتين، وقريبا بإذن الله سيتم توقيع هذه المذكرة، ولم نقف عند هذا الحد، بل أيضا تم الاجتماع مع المسؤولين في بيت الزكاة كمؤسسة رائدة في الكويت، ولديها من الخبرات الفنية والإدارية المتطورة، فحرصنا أن يكون للهيئة نصيب من الاستفادة من الخبرات ودورات التدريب لموظفي الهيئة والذي سيترجم بمذكرة تفاهم بيننا وبين بيت الزكاة في القريب العاجل، فالهيئة حريصة على الشراكات المحلية التي تصب في مصلحة العمل. وأيضاً انتقلنا إلى مرحلة الشراكات الخارجية مع الجهات التي لها دور في طباعة المصحف الشريف، والاهتمام بالسنة النبوية الشريفة، وفعلا تم تقديم اتفاقية عمل وتعاون مع مجمع الملك فهد برئاسة الأمين العام د. محمد العوفي، الذي أبدى تعاونه مع الهيئة وترحيبه بجميع ما تحتاج إليه من كسب للخبرات والتعاون في شتى المجالات التي تحتاج إليها الهيئة في بداية تأسيسها، ولم نقف عند هذا الحد، بل امتد إلى دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، وتم تقديم اتفاقية عمل وتعاون، وتم التفاهم على جميع بنود الاتفاقية، وقريبا سيتم توقيعها نحتاج إلى وقت طويل لإنجاز «مطبعة القرآن» بسؤال الستلان لماذا لم يطبع المصحف بالكويت؟ قال: لاتزال الهيئة حديثة الإنشاء، وتحتاج إلى وقت طويل لإنجاز مشروع مطبعة الهيئة لأنه لايزال لدى وزارة الأشغال من خلال الاتفاقية التي تم التوقيع معهم، وهو في طول الدورة المستندية المتبعة لمتابعة المشاريع الحكومية، ومع هذا فالهيئة اتخذت إجراءات وخطوات ملموسة لطباعة المصحف بالتعاون مع مطبعة الشيخ محمد بن راشد في دبي، تحقيقا لأهداف الهيئة وهي ليست الوحيدة التي طبعت المصحف خارج دولة الكويت، فمصحف دولة قطر طبع في تركيا، ومصحف البحرين طبع في مطبعة الشيخ محمد بن راشد بدبي، وأيضا قطاع المساجد بوزارة الأوقاف تمت طباعة المصحف مع دار مصحف إفريقيا في السودان، ومتى ما انتهت الهيئة من إنشاء مبنى المطبعة، سيتم بإذن الله طباعة المصحف داخل دولة الكويت. وبسؤاله هل صحيح أن هناك توجهاً لدمج الهيئة مع وزارة الأوقاف؟ قال: أعتقد أن موضوع دمج الجهات الحكومية والهيئات ليس مقتصرا على هيئة القرآن، ووفق معلوماتي أن هناك بعض الجهات يتم دراستها، بعد أن أحال مجلس الوزراء الدراسة الأولية لمشروع الدمج، تنفيذا لسياسة الدولة في تقليص المصروفات ودمج الجهات المشابهة بالاختصاصات، وجار الآن من خلال «الفتوى والتشريع» صياغة المشروع والاجتماع مع وزارة الأوقاف لوضع آلية الدمج التي سيتم اتخاذها، علما بأن الموضوع قيد الدراسة، وفور الانتهاء منه سيتم رفعه لمجلس الوزراء، لاتخاذ القرار الذي يراه مناسبا، لكن دمجها مع وزارة الأوقاف يجب أن يكون ضمن الحفاظ على أهدافها التي رسمها لها القانون.
مشاركة :