أصدرت وزارة الثقافة والإعلام أخيراً قراراً يمنع القنوات والإذاعات من بث برامج تفسير الأحلام مستندة إلى فتوى هئية كبار العلماء التي صدرت في عام 1433هـ.. اليمامة استطلعت عدداً من الآراء المختلفة حول هذا القرار، حيث خرجنا بهذه المحصلة: في البدء تحدث مفسر الأحلام محمد المطوع حول هذا القرار بقوله: أعتقد أنه قرار إيجابياته أكبر من سلبياته، بل ربما تأخر هذا القرار بعض الشيء؛ فقد دخل في هذا المجال كثير ممن لا يتقنه ممن يبحثون عن الشهرة أو المال، فالبعض من مفسري تلك البرامج قد لا يتورع عن تفسير كل صغيرة وكبيرة وبشكل مباشر قد يؤدي إلى نشوء بعض المشاكل والقطيعة بين الأهل والأقارب أو الأصدقاء؛ وهذا يدل على افتقاد أولئك المفسرين إلى الدراية والحكمة اللازم توافرها في من يتصدى لتفسير الأحلام. كما أشار المطوع إلى أهمية الأخذ بعين الاعتبار احترام خصوصية أصحاب الرؤى وعدم تفسير الرؤيا على الملأ وإنما يجب تفسير الرؤيا بشكل خاص لا ينتهك خصوصية الشخص المتصل؛ وهذا من أبسط حقوق الرائي؛ وهذا ما نفتقده في برامج تفسير الأحلام التي يتم بثها سواء عبر القنوات أو محطات الإذاعة. وأضاف بقوله: كما أن كثرة هذه البرامج أدى إلى تعلق الناس بالرؤى وتفسيرها بشكل كبير، كما شدد المطوع في نهاية حديثه على عدة نقاط منها: - أهمية اضطلاع العلماء بتوعية وتثقيف المجتمع مما يسهم في الحد من اندفاع الناس إلى هذه البرامج وتصديق كل ما يرد فيها. - أهمية دور وسائل الإعلام المختلفة في نشر الوعي في هذا الجانب بشكل فاعل ومؤثر. - مساءلة من يتقدم لتفسير الرؤى وهو ليس أهلاً لذلك وأن يقدم للمحاكمة وعدم ترك هذا الباب مفتوحاً على مصراعيه. الشهرة والمال وتقول الإعلامية سلوى حمدي - صحفية بجريدة المدينة: برأيي إن هذا القرار يعد إيجابياً بلا أدنى شك، وذلك لأن كثيراً من مفسري الأحلام ليس لديه وعي وثقافة كافية بتفسير الأحلام وإنما قد يكون ذلك بالنسبة لهم مجرد باب يفضي بهم إلى الشهرة والكسب المادي فقط، وتضيف سلوى حمدي: للأسف الشديد أصبحت أكثر القنوات والإذاعات تبث هذه البرامج لمجرد دعم القناة جماهيرياً وجذب أكبر عدد ممكن من المتابعين أو المستمعين فيما يتجاهل القائمون على هذه القنوات والمحطات الإذاعية المسؤولية الملقاة على عواتقهم تجاه مجتمعهم وأهمية دورهم في نشر الوعي بين فئات المجتمع المختلفة. وترى رحاب مزيد، أن قرار المنع إيجابي بكل تأكيد فهناك استغلال مادي واضح للناس، كما أن القنوات والإذاعات تتخذ من بث تلك البرامج مجرد وسيلة لجذب أكبر عدد من المتابعين. وتضيف رحاب مزيد بقولها: وقد لاحظت كما لاحظ كثيرون غيري أن غالب المفسرين الذين يظهرون على تلك القنوات تفاسيرهم لا تخرج عن نطاق الحسد، والعين، والسحر والمس. وهم بذلك إنما يزرعون الوهم والوهن في أصحاب تلك الرؤى والأحلام، وقد يكون تفسيرهم خاطئاً فينعكس ذلك على نفسية الشخص صاحب الرؤيا وربما دخل في دوامة الوساوس والشكوك والمرض النفسي. لكن ذلك بطبيعة الحال لا يعني أن نعمم هذا الكلام فهناك مفسرون ماشاء الله يمتلكون الموهبة والقدرة والوعي الذي يجعلهم يعون حجم مسؤوليتهم تجاه الله أولاً ومسؤوليتهم تجاه المتابعين ثانياً.. لكن إذا وجدت تلك البرامج بضوابط فلا مانع من وجودها.. الجذب لا العلم وتؤيد خديجة عبدالعزيز قرار المنع بشدة قائلة: إن كثيراً من الناس أصبحوا يميلون ويركنون إلى تلك التفاسير ويدفعون الأموال وكأنهم قد علقوا علم الغيب في أولئك المفسرين، وانتقدت خديجة توجه المفسر فهد العصيمي إلى تعليم التفسير والتدريب عليه بقولها: تابعنا ما يقوم به المفسر فهد العصيمي عبر برنامجه؛ وهذا برأيي مخالف لما عهدنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن الرؤيا جزء من الوحي.. وتضيف خديجة قائلة: القنوات وبشتى الجنسيات ترتزق من برامج تفسير الأحلام، كما لاحظت أن بعض المفسرين يفرضون على المتصلين حقائق لم تقع في حياتهم ويصرون على آرائهم وذلك ليتوافق مع ما ذهبوا إليه من تفسير.. أما ناهد ناصر - معلمة - فترى أن قرار منع القنوات والإذاعات من بث برامج تفسير الأحلام يعد قراراً جيداً وإيجابياً؛ وذلك بعد أن أصبح هم تلك القنوات في المقام الأول هو كيفية جذب المشاهدين من خلال تلك البرامج، بغض النظر عما إذا كان الشخص المفسر ذا علم أم مجرد شخص باحث عن الشهرة والمال. بينما كانت القنوات في السابق تبحث عن أهل العلم والخبرة والصلاح، حيث كانت برامج التفسير لها مصداقية وكان العلماء لا يفسرون كل ما يصلهم من رؤى وأحلام إلا بالاستدلال عليها من القرآن والسنّة، بل إن بعض أولئك المفسرين يبتعدون عن تفسير الرؤى المخيفة أو السيئة أو يؤولونها تأويلاً حسناً. بينما الكثير من مفسري هذه الأيام قد لا يتوانى عن تفسير حتى أضغاث الأحلام. وتضيف ناهد: تفسير الأحلام علم وهبة من الله وليس باستطاعة أي إنسان أن يقوم بذلك؛ فهذا مجال علم واسع وعميق يحتاج إلى شخص ذي فراسة وحكمة عالم بكتاب الله وسنّة نبيه، كما يجب أن يكون على دراية بأسرار هذا العلم من خلال تدعيم موهبته بالاطلاع على سير بعض التابعين كابن سيرين وغيره ممن برزوا في هذا المجال. وتختتم بشرى نواف - طالبة جامعية - هذه المداخلات بقولها: حقيقة أنا أستمتع بمشاهدة تلك البرامج لكن إن تكلمنا عن إيجابياتها وسلبياتها فسترجح كفة السلبيات؛ وذلك لعدة أسباب منها: أن المفسر قد يسمع الرؤيا من المتصل ثم ينقطع الاتصال أو ينهى الاتصال دون أن يستفسر المفسر بالشكل الكافي عن أحوال وظروف المتصل ثم يبدأ المفسر بتفسيره دون أن يكون لديه أي معلومات عن الشخص صاحب الرؤيا؛ وهذا قد يكون سبباً في تفسير الرؤيا بشكل خاطئ في بعض الأحيان. كما أعتقد أن تفسير الرؤيا من حق الرائي وحده فلماذا يشاركه كل هؤلاء المشاهدين فيها وربما تكشفت بعض أسراره أمام الجميع وهو قطعاً لا يريد ذلك. أما تفسير الأحلام عبر الرسائل النصية فليس له أي داعٍ؛ لأنها قد لا تكون واضحة بالشكل المطلوب وتفتقد لكثير من المعلومات عن صاحب الرؤيا لذلك يجتهد المفسر في تفسيرها بشكل عائم قد يوافق حدث ما لدى صاحب الرؤيا فيظن أنه صدق المفسر..
مشاركة :