هشام صافي تعتبر الروابط الأسرية القوية في مجتمع الإمارات، أحد مصادر ومنابع نجاح المسيرة الاتحادية الظافرة، التي انطلقت قبل أكثر من أربعة عقود من نقطة الصفر، واستطاعت الوصول إلى قمم المجد والتحضر والانسجام مع روح العصر، وساعدت الإنسانية على مواجهة الكوارث الطبيعية، وتلك التي صنعها الإنسان، كما دفعت عجلات قطار التنمية إلى الأمام في كثير من الدول، كل هذه الإنجازات ما كانت لتتحقق لولا وجود إرادة سياسية واعية، وتصميم قوي لدى القيادة الحكيمة للبلاد، على تحقيق ما اعتبره الكثيرون حلماً بعيد المنال يرقى إلى مرتبة المستحيل. ودعمت جميع فئات شعب الإمارات هذا التوجه بكل ما لديها من إمكانات، ساهمت الروابط الأسرية القوية في جعلها شديدة المفعول وتعطي نتائج رائعة، تتناسب وحجم التحديات الصعبة التي لم تهن من عزيمة أحد، ولم تدفع للتراجع إلى الخلف ولا قيد أنملة، فكانت النجاحات المتتالية رفيق مسيرة البناء والتنمية الإماراتية الفريدة. الإرادة السياسية وقوة الروابط الأسرية شكلا قاعدة الانطلاق الصلبة، وقوة الدفع الصاروخية لوصول الإمارات إلى هذه المكانة العالمية المرموقة. القيادة السياسية سخرت كل إمكانياتها منذ اللحظة الأولى لانطلاق المسيرة، ومستمرة بما يثير الإعجاب، ليس في قيادة البلاد في هذه الظروف الدولية والإقليمية الصعبة باقتدار وحكمة وتوفيق من الله فقط، بل والتخطيط لاستمرار مسيرتها الظافرة عدة عقود مقبلة، واضعة الاستثمار في الإنسان وتحقيق رفاهيته شعاراً وهدفاً لكل المراحل. وفي المقابل، مطلوب أن تستمر المشاركة الشعبية في الإنجاز والإبداع والتفرد بالزخم نفسه الذي شهدته المسيرة الاتحادية المباركة منذ انطلاقتها، مع فارق أن الإنسان اليوم بات مختلفاً عن إنسان الأمس، مستفيداً من كل ما تحقق في البلاد من إنجازات استهدفته بالتحديد دون شيء سواه. مطلوب أن نعزز روابطنا الأسرية القوية، ويبقى التعاضد قائماً داخل الأسرة الكبيرة الممتدة، ويتكاتف الأبناء بأسرهم الجديدة مع الأسرة الكبيرة، يتوجها الآباء والأمهات والأجداد، فالمجتمع الإماراتي تميز ضمن ميزاته غير المحصورة، بتمسكه بالقيم والمبادئ، ومحافظته على التقاليد الحميدة والأعراف الإيجابية.
مشاركة :