تواصلت الاشتباكات العنيفة بين فصائل المعارضة وقوات الأسد والميليشيات الإيرانية على عدة جبهات جنوب وغرب مدينة حلب أمس، حيث بدأت المرحلة الرابعة من معركة فك الحصار عن مدينة حلب، وقالت شبكة شام الإخبارية إن قوات الأسد حاولت أمس استعادة النقاط المحررة بمساندة كثيفة من الطائرات الروسية، وأشارت الشبكة إلى أن قوات الأٍسد تمكنت من استعادة السيطرة على قرية العامرية وتلال المحروقات والجمعيات والحويز، فيما دمر الثوار دبابة «تي 72» على تلة المحروقات، وقتلوا وجرحوا عديداً من عناصر الأسد، وقالت الشبكة إن الطائرات الروسية أغارت بشكل مكثف على أحياء باب النيرب وقاضي عسكر والراشدين والسكري والصالحين وبستان القصر ومشروع 1070 المحرر في مدينة حلب، أدت لسقوط شهداء وجرحى بين المدنيين. وفي شمال حلب تحاول قوات الأسد اقتحام مخيم حندرات، إلا أن الثوار تصدوا لها بحسب الشبكة ودارت معارك عنيفة جدّاً في المخيم، كما شنت الطائرات الحربية غارات جوية على مدينة عندان وبلدة كفر حمرة ومنطقة الملاح، أما غرب حلب فقد شن الطيران الحربي غارات جوية على مدينتي الأتارب ودارة عزة وبلدات أبين وأورم الكبرى وكفرناها أدت لسقوط ستة شهداء في الأتارب، وفي جنوب حلب شن الطيران الحربي غارات جوية على بلدة خان طومان. من جهة أخرى بلغت مجازر نظام الأسد وحلفائه في مدينة حلب مستواها الأعلى منذ بدء الثورة خلال شهر يوليو الفائت، وذلك في سعي حثيث لحصار المدنيين والإطباق على المدينة. ووثّقت اللجنة السورية لحقوق الإنسان ارتكاب 68 مجزرة خلال شهر يوليو، في أعلى معدّل للمجازر منذ بداية عام 2016. كما وثقت اللجنة مقتل (2120) شخصاً، بينهم (365) طفلاً و(207) سيدات، و(37) قضوا تحت التعذيب؛ ليكون هذا الشهر هو الأعلى من حيث عدد الضحايا خلال عام 2016. حيث صعّدت روسيا ونظام الأسد من وتيرة الهجمات والغارات الجوية على المدنيين في هذا الشهر، لقطع الطريق الوحيد المؤدي إلى الأحياء المحررة من مدينة حلب، ما أدى إلى هذا الكم الكبير من المجازر والضحايا، وسجّلت محافظة حلب أعلى عدد للمجازر بواقع 32 مجزرة، في أعلى معدّل للمجازر يُسجّل لأي محافظة في شهر واحد منذ بدء الثورة السورية، كما بلغ عدد الضحايا فيها (1008) أشخاص، وهو الأعلى بين المحافظات، وأعلى معدّل شهري للضحايا يُسجّل في محافظة حلب منذ بدء الثورة. فيما وثقت اللجنة ارتكاب 11 مجزرة في محافظة إدلب، و7 مجازر في كل من ريف دمشق وحمص، و4 مجازر في درعا. حيث ارتكبت قوات نظام الأسد 39 مجزرة، وارتكب الطيران الروسي 19 مجزرة، أي بواقع 85% من كل المجازر المرتكبة، فيما تم توثيق 5 مجازر لطيران التحالف الدولي، في أعلى معدّل لمجازره في شهر واحد خلال هذا العام، و4 مجازر لتنظيم داعش. وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة الثلاثاء في تصريح له إن «روسيا تساهم بشكل أساسي في جرائم الحرب التي تحدث في حلب، وتشارك بشكل أساسي في الحصار للمدنيين، وفي كل ما يمكن تسميته جرائم حرب، وفي محاولة التهجير القسري للمدنيين»، مشيراً إلى أن هناك محاولة من قبل روسيا وحلفاء النظام من الميليشيات الطائفية لتهجير الـ 10% المتبقين من حلب، وهم 350 ألف مدني من أصل ثلاثة ونصف مليون مدني.
مشاركة :