انتقدت الكاتبة السعودية سمر المقرن، اليوم الأربعاء، ما اعتبرته "تهاونا" من قبل مجلس الشورى في مكافحة البرومات المسرطنة الموجودة داخل مياه الشرب المعبأة والتي تباع بالمراكز التجارية، مستغربة من عدم مكافحتها عن طريق مصادرة المياه أو اتخاذ إجراءات ضد هذه المصانع. وقالت المقرن في مقال لها تحت عنوان "شهداء البرومات": "أستغرب وأنا أقرأ في عدد من التقارير الصحافية النقاش الدائر في مجلس الشورى، حول النسب العالية للبرومات المسرطنة الموجودة في بعض أنواع مياه الشرب، حيث تبيّن أن نسبتها تصل إلى 32%، مع ذلك فإن هذه العبوات ما زالت تُباع في الأسواق والمحلات، وتُشرب، وتمتلئ بها بيوتنا وثلاجاتنا، وإن كانت التحذيرات قد وصلت لي وعرفت أسماء هذه المصانع وأنواع المياه المسرطنة، فهي لم تصل إلى غيري، فليس جميع الناس يقرؤون الصحف، أو يتابعون جلسات الشورى!". وأضافت المقرن " أستغرب من عدم اتخاذ أي إجراءات ضد هذه المصانع، وعدم مصادرة هذه المياه إلى اليوم! تتكاثر الأمراض في مجتمعنا، ونقف حائرين أمام الأسباب، ونحن لا نعلم أن كثيرًا من الأسباب لا يمكننا تحاشيها أو حتى معرفتها، مثل ما يحدث الآن في وجود هذه المواد في مياه الشرب، فالمستهلك يذهب إلى السوبرماركت ويشتري السلعة وهو واثق من سلامتها لأن هناك جهات معنية بفحصها ومعرفة تفاصيل مكوناتها، في حين ترك السلع المشبوهة والمشبعة بالمواد الضارة على رفوف المحلات دون رادع، فهذا الأمر هو من أكبر الجرائم المباشرة في حق المستهلك، والمسؤول عن هذا يستحق المحاسبة العلنية دون تراخٍ أو مجاملة". وقالت المقرن إنها أجرت بحثا حول الموضوع فتبين لها "أن بعض مواقع الصحة العالمية تبين إصابة شخص من بين 10 آلاف جراء شرب المياه الملوثة بالبرومات، " واختتمت المقرن بأن الحقوق الصحية للإنسان والمحافظة عليها وردت في كافة المواثيق والصكوك الدولية...لكننا تراخينا وغضضنا الطرف عنها، والنتيجة كل يوم مريض جديد، وكل يوم سرطانات وأورام وإصابات جديدة، ويموت الناس شهداء - بإذن الله - بسبب برومات مصانع المياه!". وتعتبر البرومات مادة شديدة السمية تتسبب في حالات الفشل الكلوي الدائم والصمم الناجم عن التلف العصبي في الأذن، ومن الأعراض الجانبية لتناول مياه بها نسبة عالية من البرومات، الشعور بالحاجة للتقيؤ، واحتباس البول، وآلام البطن، والإسهال والغثيان والاعتلالات العصبية، وانخفاض الضغط. والبرومات  ليست من المكونات الطبيعية لمياه الشرب، ولكنها تتكون خلال عمليات تعريض المياه للأوزون أو الكلور، مما يؤدي إلى تأكسد أيونات البروميد الموجودة في المياه وتحولها إلى برومات، كما أنها قد توجد في مواد التعقيم "محاليل اليبوكلوريت".