أسانو لمعانقة المجد مع اليابان

  • 8/4/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

بفضل الهدوء الكبير الذي يتمتع به، لا يبدو تاكوما أسانو وكأنه يتأهب للدفاع عن ألوان منتخب بلاده على أكبر مسرح كروي وبأنه وقّع للتو عقداً للإنتقال إلى صفوف أرسنال. جلس بهدوء في بهو الفندق الذي يقطنه فريقه تحاشياً للحرّ الشديد في مدينة ماناوس في منطقة الأمازون البرازيلية ولم يظهر أي علامات قلق على الإطلاق، فهو جاهز للمهمة التي تنتظره. يمكن تفهّم أي لاعب يبلغ الـ21 وخصوصاً في هذه المرحلة من النمو الفكري إذا كان مركّزاً على نفسه أو على مستقبله. لكن عندما سئل عن حلمه الأوليمبي كان يصرّ على ذكر عائلته بالدرجة الأولى، وقال في هذا الصدد في مقابلة خاصة مع موقع FIFA.com في ماناوس عشية مباراة فريقه ضد نيجيريا "لطالما كان أحد أحلامي المشاركة في الألعاب الأوليمبية. لا شك بأن الألعاب هي من أكبر البطولات الكروية في العالم. الجميع يعرف هذه البطولة. أمر مثير بالنسبة إلي أن أكون جزءاً منها. منذ أن سلكت درب الإحتراف، كانت عائلتي تتمنى لي المشاركة في الألعاب الأوليمبية، وبالتالي فإن الأمر في غاية الأهمية بالنسبة إلى عائلتي وبالنسبة إلي أيضاً." نشأ أسانو في مقاطعة مي في منطقة كانساي في حضن عائلة تضم أيضاً شقيقه وخمس شقيقات، في حين كان والده يعمل سائق شاحنة. وبهذا الخصوص، علّق أسانو قائلاً "أشكر والدي دائماً. كوني أملك عدة أشقاء وشقيقات ساعدني على أن أكون متواضعاً. فكل فرد من عائلتي سنحت له فرصة ممارسة كرة القدم، وبالتالي أنا مدين جداً لعائلتي. هذا الأمر يجلعني متواضعاً. منذ وصولي إلى هنا في البرازيل وأنا أتواصل معهم عبر مكالمات عدة بواسطة الفيديو. سيتابعون المباريات على الشاشة الصغيرة بكل تأكيد!" نداء لندن لعبت عائلته دوراً أساسياً في اتخاذ قرار هام في مسيرته مؤخراً والمتمثل بالإنتقال إلى ناد أوروبي عريق وهو حلم ينشده أسانو منذ نعومة أظافره. حيث أكد قائلاً "لطالما أردت اللعب في الخارج وقد حصلت على بعض العروض، لكني لم أكن واثقاً إذا كان يتعين علي الذهاب من عدمه. وفي إحدى المرات استدعيت إلى صفوف المنتخب الوطني حيث كان العديد من أفراده يلعبون في الخارج. اللعب إلى جانبهم جعلني أفكر بأنني أريد أن ألعب وأنافس في دوري أجنبي. ثم جاءني عرض أرسنال. بالطبع كنت لا زلت لا أدري ما إذا كان يتعين علي الذهاب أم لا. تحدثت إلى عائلتي وأصدقائي وشعرت بأن قراري صائب بعد التحدث إليهم." حقق أسانو الكثير من الإنجازات في مسيرته في اليابان بعد أن اختير أفضل لاعب شاب موسم 2015، لكن عندما أظهر أرسنال اهتماماً بضمّه ظهر إسمه بوضوح على الساحة العالمية، وقال في هذا الصدد "أنا أطير من الفرح جرّاء ما يحصل لي! الألعاب الأوليمبية وأرسنال! لست واثقاً ما إذا كنت سألعب فعلياً مع أرسنال في الموسم القادم لكن ما هو أكيد أنني سأبذل قصارى جهدي." وأضاف: "شعاري هو بذل كامل جهودي لما ينتظرني من استحقاقات، وبالتالي أريد بذل الجهود في كل شيء أكان الأمر يتعلق بالألعاب الأوليمبية أو بالموسم الجديد. حتى بالنسبة إلى مسيرتي بعد الألعاب الأوليمبية، أريد أن أكون في ذروة مستواي في المنتخب الوطني." جاهز للقيادة كان عام 2016 استثنائياً بالنسبة إلى أسانو بكل ما للكمة من معنى. فبعد أن قدّم مستوى إيجابياً في صفوف سان فريتشي هيروشيما في كأس العالم للأندية اليابان2015 FIFA، تم استدعاؤه إلى صفوف المنتخب الوطني الأول بإشراف المدرب وحيد خليلوزيتش في مطلع العام الحالي، وقد نجح في قيادة منتخب تحت 23 سنة إلى إحراز بطولة آسيا التي أقيمت في قطر. وقد سجل أسانو هدفين في المباراة المثيرة ضد كوريا الجنوبية المنافس التقليدي لليابان ليمنح الفوز (3-2) واللقب القاري لفريقه. وبهذا الخصوص، يقول أسانو: "بعد استدعائي إلى صفوف المنتخب الوطني، أجد نفسي أحد القادة لمساعدة الفريق على تحقيق نتائج جيدة للفريق. من دون أن ألعب بطريقة جيدة في صفوف الفريق، لا أمل لي في اللعب على المستوى الأعلى. لا يجب حرق المراحل، سأحاول أن أقدم عروضاً جيدة هنا وأقوم بعمل جيد خلال البطولة ثم الإرتقاء إلى المستوى التالي." في النسخة الأخيرة من الألعاب الأوليمبية خسرت اليابان أمام كوريا الجنوبية 0-2 في المباراة على الميدالية البرونزية في كارديف، وقد اعتبر أسانو بأن تلك الخسارة جعلته أكثر تصميماً على صعود منصة التتويج في المرة التالية، وختم حديثه قائلاً "على الرغم من أننا لم نحرز أي ميدالية في دورة الألعاب الأوليمبية الأخيرة، فإن الفريق قدّم عروضاً جيدة خلال البطولة. لا شك بأن هذا الأمر يلهمني لتحقيق نتيجة أفضل هذه المرة." إذا نجح أسانو في تسجيل الأهداف في البرازيل وإحراز ميدالية لبلاده، ستكون عائلته بإنتظار أن يقوم من ريو بمكالمتها بالفيديو من أجل الإحتفال مع بطلها.

مشاركة :