الأمم المتقدمة التي تتطلع للمستقبل، يقع التعليم في المرتبة الأولى من اهتماماتها؛ من أجل تنمية مستدامة، ففي أروقة المدارس والجامعات تُعَدُّ الأجيال عدّة المستقبل. كل خطط التنمية في هذه المجتمعات تستهدف الإنسان صاحب القدرات والإمكانات مهما كانت، قلّت أو كثرت، قويت أو ضعفت، فالإنسان الموهوب من ذوي القدرات الفائقة أو نظيره من ذوي القدرات الخاصة المحدودة يبقى إنسانًا له حقوقه وعليه واجباته، ولكل دوره الذي يؤديه في هذه الحياة. في هذه الأيام يُقام المعرض والمنتدى الدولي للتعليم (تعليم 4)، والذي يتحدث عن التعليم الخاص وشعاره (أستطيع أن أنافس). ويعد هذا المنتدى أكبر حدث للتعليم في منطقة الشرق الأوسط، وهو حدث رسمي لوزارة التربية والتعليم يُقام كل عام في مركز الرياض الدولي للمعارض. الحديث عن التربية الخاصة ذي شجون، رغم أن البدايات كانت متأخرة في الاهتمام بهذه الفئة، إلا أننا دائمًا نقول: إن تبدأ متأخرًا خيرًا لك من ألا تبدأ، وهنا يأتي دور أصحاب الهمم، ومن بيدهم صناعة القرار بإدارات التربية لنُسابق الزمن، ونتحدَّى عجلة الأيّام، ونُسرع الخُطى مع وقوفنا على أرض صلبة، ونمشي بخُطى واثقة مُؤمنة بالقدرات والعزيمة والإصرار، نتعلّمها من ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنهم حقًّا ينطبق عليهم قول: (من سار على الدرب وصل). لكل منّا دوره ومسؤوليته، وهذه الفئة من المجتمع أثبتوا للجميع أنهم قادرون على المنافسة، واستثمار طاقاتهم وقدراتهم الكامنة التي اكتشفوها، وعملوا على تفعيلها. مازال الأمل في أن تحظى هذه الفئة بمزيد من الاهتمام والرعاية، نحن بحاجة إلى التغيير الجذري في نظرتنا لهم كأفراد مجتمع، وأيضًا مازالت هناك مطالبات بتهيئة بيئة تعليمية مناسبة مُجهّزة بأحدث التجهيزات، وتلبية كل متطلباتهم. في مدارسنا اليوم نرى بعض التغييرات في تصاميم المباني المدرسية، وتوفير مداخل مُخصَّصة لهم، وكذلك في دورات المياه، ولكن أين هي التجهيزات التقنية؟! مازال الأمر يحتاج إلى المزيد من الاهتمام. توقّفت عند الأرقام في معرض تعليم 4، فهي مُؤشِّر على نجاح هذه الفعالية على مدار أربع سنوات، فهناك أكثر من 60,000 زائر وأكثر من 200 عارض، وأكثر من 50 محاضرًا ومتحدثًا، و80 ورشة عمل، والأجمل أن عدد الشركات والمنظمات الدولية قد زاد، حيث تشارك 22 شركة لأول مرة. المعرض فرصة كبرى للاطلاع على الجديد والمتميز عالميًا في مجال التربية الخاصة، فهل يتم استثمار هذه الفعالية من قِبَل رجال الأعمال والقطاع الخاص -وأخص بالذكر البنوك- التي لم تُقدِّم المأمول والمطلوب منها في مجال الشراكة المجتمعية، والاستثمار في التعليم. النقلة النوعية التي نطمح إليها في تعليمنا تتطلب إحساسًا عاليًا بالمسؤولية على عاتقنا جميعًا من تربويين وتربويات، نبذل قصارى جهدنا من أجل مزيد من العطاء، بل والتميز فيه، والإبداع الخلَّاق من أجل الموهوبين وذوي الاحتياجات الخاصة على حد سواء. من يعمل معهم يعلم حقًا معنى فرحة الإنجاز حين يتحقَّق، والنظرة التي تبرق في أعينهم عند مشاركاتهم ووصولهم إلى تحقيق الهدف. تأمَّلوا إنجازات مؤسسة موهبة بالشراكة الفاعلة مع وزارة التربية والتعليم وطلابنا وطالباتنا، يُحقِّقون أعظم الإنجازات في مجال البحث العلمي والابتكار في الأولمبياد الوطني للإبداع، وأنا أخط هذه الكلمات وردني خبر إشادة مجلس الوزراء بهذا الجهد المبذول من طلابنا وطالباتنا، وكلنا ترقُّب وشوق للمعرض الختامي الذي سيقام في الرياض، حيث يلتقي مبدعو الوطن ومبدعاته ليتنافسوا في مجالات البحث العلمي، وما أجملها وما أروعها من منافسة. على الجانب الآخر ومن جانب ذوي القدرات الخاصة نرى تميّزاً ومنافسة في مجال الرياضة العالمية للاحتياجات الخاصة، حيث حقق الاتحاد السعودي لهذه الفئة مكانة عالمية على مستوى كافة الألعاب، ومن أهمها كأس العالم لكرة القدم عام 2010 في جنوب إفريقيا، وتلاها إنجازات أخرى عام 2011م في أثينا، حيث حصد لاعبو الأخضر السعودي 20 ميدالية متنوعة في السباحة وألعاب القوى والبوتشي والسلة وتنس الطاولة. نبض التميز والعطاء والإنجاز: زماننا هذا لا يعترف بالمحدودية في الفكر والعطاء، زمن لا يعرف إلا المتميزين، زمن لا يحترم إلا الأقوياء، ليست القوة في العضلات، وإنما في الفكر والإنتاج والإبداع، القوة أن تثبت للعالم أنك على قدر المسؤولية والمنافسة العالمية، وليست المحلية والإقليمية فقط.. فحدودنا العالم. Majdolena90@gmail.com Majdolena90@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :