سيهات معصومة المقرقش المنتج الغربي نجح مادياً وفشل في المضمون أوضح منتج ورسام الأفلام الكرتونية التربوية فاخر حسين حيدر النائب أن معظم أفلام الكارتون التي تعرضها القنوات الفضائية للأطفال المنتجة غربياً تحمل مفاهيم خطيرة تهدد الجانب النفسي والتربوي للأطفال العرب والمسلمين، وهي منتجات تجارية بحتة تستهدف الربح المادي، ولا تهتم كثيراً بالمضمون. وقال النائب لـ «الشرق» إن الفرق بين الإنتاج الغربي والمحلي هو اعتماد الإنتاج الغربي على التعامل مع العمل الفني؛ كمنتج تجاري، أما المحلي فنتعامل معه كمنتجٍ تربوي؛ لهذا فشل المنتج الغربي من ناحية ثراء الموضوع، ونجح من ناحية الثراء المادي في حين نجح المنتج المحلي من ناحية ثراء الموضوع وفشل في المجال المادي. أعمال مشتركة وذكر أن تجربة دول مجلس التعاون العربي ومعها العراق الأعوام الماضية من أجمل التجارب الرسمية لإنتاج الأعمال الفنية؛ لكن هذه التجربة تأثرت سلباً بأحداث الحرب العراقية الكويتية في تسعينيات القرن الماضي؛ لذلك أدعو المؤسسات ألا ترتبط تمويلاً أو إدارة بالجهات الرسمية للحكومات العربية، ويمكن تحقيقها لو توفر التمويل المستقل والتوزيع المستقل في مؤسسة مستقلة تؤمن بخصوصية الخطاب المُوجه لأطفالنا، عند ذلك يمكننا إنتاج أعمال صالحة للعرض المحلي والعالمي. أفلام العنف وزاد أن الأعمال التي تقدمها القنوات الفضائية الموجهة للأطفال بعضها مستورد؛ لذلك وجب فحصه جيداً قبل عرضه، والآخر محلي، أتمنى أن يتوفر عند منتجيه التوجه الصادق لبناء جيل قويم يرفض العنف والسلوك المنحرف ويدعو إلى احترام الإنسان وحب الوطن وطلب العلم، وهذا ما أنا أحاول القيام به بشكل شخصي وبسيط. وأضاف أن النقص الحاد في الأعمال الجادة والهادفة المنتجة في بلادنا العربية والحاجة الملحة إلى إنشاء مؤسسة رصينة تتبنى هذه الأعمال، هو ما دفعني لإنشاء مشروعي «الفاخر للرسوم المتحركة»، مشيراً إلى أنه يحاول جاهداً أن يجد معادلة وسط بين الاثنين، منتج غني بالأفكار، يمكن أن يحقق الربح المادي في الأسواق المحلية والعالمية. فضائيات متخصصة ولفت إلى أن الطفل متلقٍ جيد للأعمال المحلية، وهو بحاجة إلى فضائيات متخصصة بأعمال الرسوم المتحركة، مضيفاً أنه بدأ مشروعه هذا منذ عام 2003؛ فيقول أسست في البدء الاستوديو الخاص بي وأسميته «الفاخر للرسوم المتحركة» شاركني بعض الأصدقاء الفنانين، وأنتجت أول فيلم لي بعنوان «الصديقان». وواصل النائب: أغلب أعمالي موجهة للأطفال من عمر سبعة أعوام إلى 14 عاماً، معتمداً على أسلوب 3d الثلاثي الأبعاد في تنفيذ أعمالي. متمنياً أن يجد من يشاركه رؤيته ويسير بجانبه في هذه الواحة الجميلة التي أسماها «عالم الطفل الجميل»؛ ليقوم بواجبه تجاه الأطفال. الإنسانية والتقنية وعن نصوص الأعمال يقول: يوفر لي أصدقائي من المختصين بأدب الأطفال النصوص التي أحتاجها وبعض منها أكتبها بنفسي، أما الكادر الذي يقوم بالعمل معي؛ فأنا أدربه بنفسي بعد أن أختار من تتوفر فيه الصفات الإنسانية قبل التقنية، وهذا الأمر مهم جداً بالنسبة لي؛ لأن العامل في هذا المجال سيتعامل مع موضوع حساس جداً، ولفئة عمرية مهمة، وأنا أعتقد أن روح العاملين ستنعكس على العمل سلباً أو إيجاباً. عوائق المشروع وأضاف: أثناء التنفيذ أهتم أولاً بالموضوع الذي أعالجه والتقنيات المستخدمة في التنفيذ تأتي فيما بعد، موضحاً أن من أهم العوائق التي واجهته تتلخص في نقطتين هما التمويل والتوزيع؛ فكلفة شراء أبسط جهاز للرندر فارم يبلغ 640 ألف دولار، وهذا يعني أن مردودات الأعمال يجب أن تسد هذه المبالغ، وهنا يأتي دور التوزيع. وبيّن أنه يعمل حالياً على إنتاج المسلسل التعليمي «أمين وصديقه دولفين»؛ لتعريف الأطفال بعالم البحار والأحياء الموجودة فيه، وهناك كثير من الأفكار موضوعة على الورق تنتظر دورها للتنفيذ، منوهاً أنه أنتج عدة أفلام منها فيلم «الصديقان» ومسلسل «حكايات نمول»، وكان المسلسل التعليمي «ستوديو المسابقات» والمسلسل التربوي «حسن يا حسين» وعدة فواصل تربوية لصالح إحدى القنوات الفضائية. سيرة نجاح وفاخر حسين الذي بدأ مشواره في عالم الرسم منذ الخامسة من مواليد كربلاء ومن القومية الكردية خريج جامعة بغداد – كلية الفنون الجميلة باختصاص الرسم 1985، درس الرسم على يد عمالقة الفن كالأستاذ فائق حسن والأستاذ حافظ الدروبي والأستاذ وليد شيت وآخرين، وعمل رساماً للأطفال في دار ثقافة الأطفال – بغداد، إلى جانب رسم عديد من القصص والسيناريوهات والكتب في دار ثقافة الأطفال وأهمها وأبرزها كتاب «قصص القرآن الكريم» للدكتور أحمد الكبيسي والمكون من 360 قصة وطبع في تركيا – العام 2002، والسيناريوهات لصالح مجلة الفرات الصادرة عن مؤسسة شهيد المحرابين، وتنفيذ الرسومات لكتاب تربوي لصالح أمانة بغداد – الوعي البلدي بعنوان «من أجل نظافة مدينتك» العام 2008، ورسم الصور الشخصية لمقدمي البرامج في قناة الجزيرة للأطفال، وغيرها كثير.
مشاركة :