أفلام كرتون جديدة تحصن عقول الأطفال ضد الفكر المتطرف بقلم: أحمد جمال

  • 1/19/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أفلام كرتون جديدة تحصن عقول الأطفال ضد الفكر المتطرفتناقلت الكثير من التلفزيونات والمواقع الإلكترونية صور أطفال يشاركون في عمليات القتل والتفجير وكانت التنظيمات الإرهابية تراهن كثيرا على نجاحها في تجنيد هذه الفئة العمرية. ترسيخ الأفكار المتطرّفة في عقول الأطفال ثم استغلالهم كبوق دعاية أثار الكثير من الاستياء والمخاوف من خطورة ذلك على تماسك النسيج الأسري وشخصية الطفل الذي صار من السهل تحويله إلى مشروع إرهابي. ولمواجهة هذا المد المتطرف، أعلنت مشيخة الأزهر مؤخرا إطلاق أفلام كرتون للأطفال بهدف ترسيخ القيم الصحيحة والآراء الفقهية السليمة.العرب أحمد جمال [نُشر في 2018/01/19، العدد: 10874، ص(21)]المسلسل يستعرض قصة حياة واختراعات العلماء العرب القاهرة - تحاول مؤسسة الأزهر محو آثار الانتقادات الموجهة إليها في مسألة جمود تجديد الخطاب الديني وشرعت في وضع خطط بديلة تحاول من خلالها التحرك في مسألة مواجهة الفكر المتطرف عبر مخاطبة عقول الأطفال بأسلوب سلس يمرر المعلومة في شكل وصورة جذابين. إحدى هذه الخطوات كانت التحرّك باتجاه مواجهة التطرف، بدءا من الصغر. وهي تحركات تهدف إلى تحقيق أكثر من غرض في آن واحد، فهي تعدّ البداية الصحيحة لمواجهة انتشار أفكار التنظيمات الإرهابية وتغذيتها في عقول الصغار تحديدا داخل المدن والقرى الصغيرة ومحاولة لكسب ثقة الأطفال والبناء عليها بما يخدم الصورة الكلية للمؤسسة الدينية داخل المجتمع. وأعلنت المنظمة العالمية لخرّيجي الأزهر مؤخرا، إنتاج مسلسل كرتوني جديد للأطفال بعنوان "نور وبوابة التاريخ"، بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي، وهي إحدى الهيئات العلمية المختصة بالبحوث العلمية ورعاية الموهوبين، ومن المقرّر أن يتم عرضه على إحدى الفضائيات خلال شهر رمضان المقبل.العمل يستهدف تغطية الفراغ الثقافي الذي يعاني منه الأطفال الصغار وحتى سن الخامسة عشر ويشارك في القيام بشخصيات المسلسل عدد من الفنانين المصريين منهم سامح حسين وحنان سليمان ومروة عبدالمنعم، كما أن العمل يأخذ بعدا عربيا حتى يستطيع الوصول إلى أكبر قدر من الأطفال الذين يعانون تأثير الأفكار المتطرفة على عقولهم، وهو ما دفع القائمون على العمل بالاستعانة بالمطرب السوري طارق العربي لتلحين وغناء تتر المسلسل مع مجموعة من كورال الأطفال والموسيقي التصويرية. وقالت الدكتورة نهى عباس، مؤلفة العمل ورئيس تحرير مجلة نور للأطفال، إن العمل يستهدف تغطية الفراغ الثقافي الذي يعاني منه الأطفال الصغار وحتى سن الخامسة عشر، ويركز على النماذج الإسلامية والعربية في مجالات العلوم المختلفة، لترسيخ اتجاه في العقل الباطن للأطفال لأهمية العلم في تطوّر المجتمعات التي يتعايشون فيها. وتدور أحداث المسلسل في سياق درامي حول الشخصية الرئيسية في المسلسل “نور” وهي نفس شخصية المجلة، وتحكي قصة طفل نابه في العاشرة من عمره يهوى المغامرة والاكتشافات، يقرر والده أن يرسله لقضاء إجازة الصيف عند عمه العالم، في بيته المنعزل في إحدى المناطق النائية من واحات مصر. يتعرّف نور أثناء إقامته مع عمه العالم على اختراعاته المُبهرة وأهمها بوابة التاريخ التي يستطيع من خلالها السفر عبر الزمن. ومجلة نور، من المجلات المصرية المصوّرة للفتيات والفتيان من سن 8 حتى 18 سنة، تصدر شهريًا من المنظمة العالمية لخرّيجي الأزهر وتهدف إلى تقديم ثقافة تلائم هوية الطفل المصري وتحمل قيم الحق والخير والجمال المستمدة من جوهر الأديان السماوية، والتراحم وقبول الآخر ونبذ التعصّب والكراهية والعنف.الكرتون يركز على النماذج الإسلامية والعربية في مجالات العلوم، لتعليم الطفل أهمية العلم في تطور المجتمعات وأضافت عباس في تصريحات لـ”العرب”، أن المسلسل يعرض في كل حلقة مجموعة جديدة من الاختراعات التي يحكيها له عمه من خلال استعراض قصة حياة واختراعات أحد العلماء العرب، لافتة إلى أن الحلقات مقتبسة من مجموعة رسوم “كوميكس” تم تقديمها في حلقات متتالية بالمجلة، وتمّت إضافة بعض الشخصيات التي أثرت الحياة العلمية، منها العالمان الراحلان أحمد زويل ومصطفى مشرفة. وأوضحت أن قصة المسلسل تأتي ضمن خطة متكاملة لكسب ثقة الأطفال في ما تقدمه مؤسسة الأزهر من أفكار وسطية بعيدة عن الفكر المتطرّف للتنظيمات الإرهابية، قائلة “الجزء الثاني من المسلسل الذي نعكف على كتابته حاليا سيقدّم باللغة العامية ويستهدف غرس قيم مجتمعية تنبذ العنف والكراهية وتتبنّى الأفكار الإبداعية الجديدة، وستكون موجهة بشكل اجتماعي لجميع الأديان”. وتشير الأكاديمية المتخصصة في صحافة الأطفال إلى أنّ مواجهة الفكر المتطرّف من خلال وسائل الإعلام المكتوبة أو المرئية يركّز على زاوية تفنيد ما يتم الترويج له من أفكار والرد عليها من خلال قصص مصورة يعكف على كتابتها متخصّصون في صحافة الأطفال بالتعاون مع الأزهر للتعرّف على الآراء الفقهية السليمة بشأنها. ورغم أن تلك المسلسلات تحمل قيما جيدة ومفيدة، فهي مازالت تركّز على الماضي دون الحاضر، ولا تقدّم القيم السامية المختزلة في الرموز المقدّمة. وفي تجارب غربية كثيرة، اهتمت الدول الأوروبية بتقديم عمل فني متكامل للأطفال يحمل جذبا وتقنيات عالية، بالإضافة إلى قيم نبيلة غير مباشرة ترسخ داخل عقول الأطفال كأفكار مجتمعية صالحة، لكن الأزهر يعجز على تقديم عمل فني بديع إلى جانب تقديم القيم الإسلامية الصحيحة. ويعدّ مسلسل “نور وبوابة التاريخ” ثاني إنتاج يقدّمه الأزهر للأطفال، ففي العام 2016 قدّم أول مسلسل للرسوم المتحركة بعنوان “الأزهر”، والذي يحكي تاريخ بناء الجامع الأزهر منذ تأسيسه في العام 972 ميلادية في عهد القائد جوهر الصقلي، مرورا بدولة المماليك، وصولا إلى الدولة العثمانية، ثم حكم محمد علي، وحتى قيام ثورة 1919. ويخوض مسلسل “الأزهر” أيضا السباق الرمضاني القادم، للعام الثالث على التوالي، ويحتوى على سبعة أجزاء، وتمت ترجمته إلى لغات عدة بعد أن أبدت بعض الدول الإسلامية رغبتها في الحصول على حقوق بثه، بطولة إياد نصار وسوسن بدر.

مشاركة :