الفصائل المعارضة تسيطر على مواقع استراتيجية في حلب

  • 8/7/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

نجحت فصائل معارضة وإسلامية في السيطرة على مواقع استراتيجية جنوب مدينة حلب، وحققت تقدماً في هذه المعركة التي وصفت بـ «المصيرية»، من شأنه ان يفك الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري على احياء المدينة الشرقية بعدما تقدم مقاتلو المعارضة من المواقع العسكرية للنظام في «مدرسة المدفعية» من جهة بالتزامن مع تقدم مقاتلين آخرين من الأحياء المحاصرة في حي الراموسة شرق حلب. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس ان «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام ولواء القدس الفلسطيني والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط مخيم حندرات شمال حلب وفي أطراف مدينة حلب ومحيطها، إثر استمرار الهجوم العنيف من قبل الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين أوزبك وفصائل أخرى، على الكلية الفنية الجوية والأجزاء المتبقية من كتيبة المدفعية جنوب غربي مدينة حلب، حيث دارت اشتباكات عنيفة بينها وبين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، في المنطقة، وتترافق الاشتباكات مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، وتنفيذ طائرات حربية عشرات الغارات على الأماكن ذاتها». وفي جنوب غربي مدينة حلب، تواصلت المعارك العنيفة في منطقة الكليات العسكرية السبت وتشن قوات النظام هجوماً لاستعادة المواقع الاستراتيجية التي خسرتها لمصلحة الفصائل المقاتلة والاسلامية. وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «سيطرت فصائل مقاتلة وإسلامية ضمن تحالف جيش الفتح على كلية التسليح والجزء الاكبر من كلية المدفعية في جنوب غربي مدينة حلب»، مشيراً الى ان المعارك مستمرة وفي شكل عنيف بخاصة ان قوات النظام شنت هجوماً مضاداً. ونقل التلفزيون الرسمي ان الجيش السوري ارسل تعزيزات الى المنطقة، حيث تدور اشتباكات عنيفة كما ان «الطيران الحربي يعزل نارياً منطقة العمليات في محيط الكليات العسكرية». لكن وفق عبدالرحمن «وفي حال ثبتت الفصائل مواقعها ستتمكن من قطع آخر طرق الامداد الى احياء حلب الغربية نارياً وبالتالي محاصرتها». وبعد تثبيت مواقعها، من المفترض ان تواصل الفصائل تقدمها شرقاً باتجاه حي الراموسة المحاذي والذي من شأن السيطرة عليه ان يمكنهم من فتح طريق امداد نحو الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق وجنوب شرقي حلب من جهة، وقطع طريق الامداد بالكامل الى الاحياء الغربية. ويقود المعارك تحالف «جيش الفتح» وعلى رأسه «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) و «حركة أحرار الشام». وسارعت «جبهة فتح الشام» صباح السبت الى إعلان سيطرة عناصر المعارضة على كلية التسليح وكلية المدفعية وكتيبة التعيينات و «بدء اقتحام» الكلية الجوية الفنية. وتدور منذ الأحد معارك عنيفة جنوب غربي حلب بعدما أطلقت الفصائل هجمات عدة ضد مواقع قوات النظام، إلا أن الهجومين القويين شهدتهما منطقة الكليات العسكرية الجمعة والسبت. وأسفرت المعارك، وفق «المرصد»، منذ الأحد عن مقتل «أكثر من 500 مقاتل من الجانبين، غالبيتهم من الفصائل»، كما قتل حوالى «130 مدنياً» في مدينة حلب في قصف متبادل بين قوات النظام في الأحياء الغربية والفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية. ووفق عبدالرحمن، فإن غالبية القتلى المدنيين سقطوا في الاحياء الغربية جراء قذائف اطلقتها الفصائل المعارضة كان آخرهم سبعة قتلوا السبت في حي الحمدانية. وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلاً للقصف بين قسميها الشرقي حيث يعيش حوالى 250 الف شخص والغربي الذي يسكن فيه حوالى مليون شخص. وباتت الأحياء الشرقية محاصرة بالكامل منذ 17 تموز (يوليو). وأعرب سكان الأحياء الشرقية عن فرحتهم بعد سماعهم الأنباء الآتية من الجبهات. وقال مصطفى بريمو (26 سنة) من سكان حي بستان القصر لـ «فرانس برس»: «المساجد تقوم بالتكبير». ويضيف: «انا سعيد بهذا التقدم وسوف اقوم بذبح خروف وتوزيع لحمه على الفقراء في حال فتح الطريق». وبعكس ذلك، أعرب سكان الأحياء الغربية عن الخشية من حصار قد يطبق عليهم. وقال أحدهم وهو استاذ لغة عربية رفض الكشف عن اسمه «لدي ثقة كبيرة بالجيش السوري إلا أن المسلحين يهاجمون بأعداد كبيرة مع انتحاريين وهذا امر مخيف». وتابع: «بدأت الأسعار بالارتفاع (...) والسكان يتساءلون ما الذي من الممكن فعله والى اين يمكن الذهاب». وخلص الى القول: «نتابع الأخبار لحظة بلحظة ويدنا على قلبنا». واختصر رامي عبدالرحمن بدوره التطورات في منطقة حلب بالقول: «من يفوز بهذه المعركة سيفوز بحلب»، مضيفاً: «انها معركة تحديد مصير». وفي تسجيل صوتي الخميس وقبل اطلاق اول هجوم على الكليات الحربية، أكد زعيم «جبهة فتح الشام» ابو محمد الجولاني ان نتائج هذه المعركة «تتعدى... فتح الطريق عن المحاصرين فحسب، بل انها ستقلب موازين الصراع في الساحة الشامية (...) وترسم ملامح مرحلة جديدة لسير المعركة». في الجنوب، قال «المرصد»: «سقطت قذيفتا هاون على مناطق في محيط دمشق القديمة، ولم ترد أنباء عن إصابات، في حين قصفت قوات النظام مناطق في حي جوبر عند أطراف العاصمة»، لافتاً الى «قصف قوات النظام مناطق في مزارع مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية، من دون أنباء عن خسائر بشرية، كما نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في الطريق الواصل بين مدينة دوما وبلدة الشفونية ومناطق أخرى، في بلدات اوتايا وحوش الصالحين وحوش الضواهرة بالغوطة الشرقية، ما أدى الى سقوط جرحى، ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على المناطق ذاتها، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل الإسلامية من جهة أخرى في محيط بلدتي ميدعا وحوش الفارة بالغوطة الشرقية». في شمال غربي البلاد، قال «المرصد»: «تستمر الاشتباكات العنيفة في محاور عدة بمحيط قلعة شلف في ريف اللاذقية الشمالي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني من طرف آخر، كما قصفت طائرات مروحية بالبراميل المتفجرة مناطق في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي»، مشيراً الى ان طائرات حربية قصفت مناطق في مدينة بنش بريف إدلب الشرقي، من دون أنباء عن خسائر بشرية، في وقت سقط صاروخ يعتقد أنه بالستي على منطقة مشفى في بلدة سرمين بريف إدلب الشرقي، ما أدى الى خروجه عن الخدمة، وأضرار مادية في مكان القصف ومعلومات عن خسائر بشرية. واضاف ان الطيران السوري او الروسي شن 15 غارة على سراقب في ريف ادلب.

مشاركة :