تحشد فصائل المعارضة السورية المسلحة والجيش السوري قواتهما من أجل ما باتت تسمى معركة الحسم في حلب، لا سيما بعد تمكن مقاتلي المعارضة من فك الحصار عن الأحياء الشرقية للمدينة، ومحاصرة القوات الحكومية غربها. وقد واجه تحرك قوات المعارضة في الساعات القليلة الأخيرة صعوبات، بسبب كثافة القصف الجوي على المناطق التي تم طرد الجيش السوري منها، خاصة منطقة الكليات العسكرية. إلا أن ذلك لم يمنع فصائل المعارضة المسلحة من استقدام المئات من المقاتلين مع عتادهم إلى مدينة حلب وريفها، كما دفع الجيش السوري بعناصر من حزب الله ومسلحين إيرانيين إلى مناطق القتال، استعدادًا لمعركة مصيرية يسعى الطرفان من خلالها للسيطرة الكاملة على المدينة. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين، عن اشتباكات بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة في منطقة الدباغات بالراموسة بأطراف مدينة حلب، ترافقت مع قصف طائرات حربية على مناطق الاشتباك. وتسعى دمشق للسيطرة على حلب بالكامل، التي كانت كبرى المدن السورية قبل الحرب من حيث عدد السكان، وتنقسم الآن إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة وأخرى خاضعة لسيطرة المعارضة. وقد تغيرت المكاسب التي حققتها قوات المعارضة في مطلع الأسبوع ميزان القوة في حلب، بعد أن قال الرئيس السوري بشار الأسد إن حصار القوات الحكومية للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شرقي حلب منذ مطلع يوليو، هو تمهيد لاستعادة السيطرة على المدينة بالكامل. وتكمن أهمية السيطرة على حلب في أن موقعها الاستراتيجي بالقرب من الحدود التركية، بالإضافة إلى أهميتها الرمزية باعتبارها ثاني أكبر المدن السورية، وبالتالي فإن من يسيطر عليها يفوز بالحرب، كما يقول بعض المحللين. إلى ذلك، ذكرت وكالة فارس التابعة للحرس الثوري الإيراني أن قرابة 2000 مقاتل من تنظيم حركة النجباء العراقية قد وصلوا إلى مدينة حلب السورية للمشاركة في القتال ضد المعارضة، التي تستعد لمعركة تحرير كامل المدينة من قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية. كما ذكرت أن مجموعة من قوات النخبة التابعة لميليشيات حزب الله اللبناني المسماة قوات الرضوان وصلت إلى منطقة الحمدانية، غرب المدينة لدعم قوات الأسد وبهدف اقتحام منطقة الراموسة. وفي السياق ذاته، شدد أنس العبدة رئيس الائتلاف الوطني السوري في مؤتمر صحافي، أمس ، على أن ما تحقق في حلب معجزة حقيقية، قائلاً: النظام لم يستطع مواجهة الثوار لأنهم توحدوا وكانوا على قلب رجل واحد فحققوا معجزة. وأضاف أن أهل حلب الآن في حرب تحرير للأرض والإنسان، وهم يقاتلون احتلالات وغرباء وشذاذ آفاق يحاولون فرض الأسد على الشعب السوري بالقوة، مشدداً على أن النظام لن يستطيع الصمود أمام الثوار في حلب. إلى ذلك، نوه بالبيانات الصادرة عن المقاتلين في حلب، لاسيما لجهة التأكيد أن هناك فرصة أخيرة أمام الضباط المنضوين في قوات النظام السوري من أجل الانشقاق عن هذا الجيش المجرم بدلاً من أن يقتلوا شعبهم، كما نوه بتأكيد الثوار على أن أهل حلب بشرقها وغربها لن يظلموا. وشدد العبدة على أن السياسة التي كان ينتهجها النظام لجهة تفريغ حلب من أهلها توقفت بفضل جهد الثوار، وأكد أن الثوار كسروا الحصار وبدأت مرحلة جديدة هي مرحلة تحرير حلب، وهذه رسالة واضحة للمدنيين في حلب، مفادها أنه لم يعد هناك ما يخشوه. وعلى صعيد الموقف الدولي، قال: حتى الآن المجتمع الدولي متفرج على ما يجري في حلب، فإذا أراد هذا المجتمع أن يكون جاداً عليه أن يقوم بمسعى جدي تجاه المدن المحاصرة التي ترزح تحت القصف اليومي ومحاولات الاقتحام والنقص الحاد بالمواد الغذائية والطبية. من جهة أخرى، أشار إلى القلق الحقيقي حول ما يجري في سجن السويداء المركزي منذ يوم الجمعة 5 أغسطس. كما أكد أن روسيا شريك لنظام الأسد ضد السوريين. أما عن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لموسكو، فقال: ننظر بإيجابية لزيارة أردوغان إلى روسيا، وقد أكد لنا الطرف التركي أن موقفه تجاه الثورة السورية لم يتغير، وواثقون من موقف الرئيس التركي الحليف والصديق للثورة السورية. المصدر: سوريا – العربية.نت
مشاركة :