< ندرك قيمة الرياضة وأثرها القوي في صحة الجسد ومفعولها في ترويض عضلاته لتكون أكثر قوة وصحة، الرياضة بكل أنواعها مهمة جداً في صحة الإنسان وقدرته على إظهار قوة بنيته والقدرة على إظهار مهاراته وفنونه ومواهبه الرياضية التي تغذي هذا الجسد، وتطور عقليته الذهنية والإبداعية في التركيز والمغامرة والنشاط الذهني والعقلي والجسدي، ما ينعكس على صحته النفسية ليكون بعد ذلك متوازناً في كل العناصر الأساسية للإنسان. فرحتنا كانت غامرة بقرار مجلس الوزراء تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان في منصب نائب وكيل الرئيس للقسم النسائي بالمرتبة 15 بالهيئة العامة للرياضة، ما سيتيح فرصة شاملة لكل الراغبين في تطوير مواهبهم وإبداعاتهم الرياضية أسوة بالعالم، فلدينا فتيات أثبتوا ذلك بجدارة، منهم مشاركة (دلما ملحس) كأول سعودية تشارك في دورة العالمية للألعاب الأولمبية الأولى للشباب التي أقيمت في سنغافورة عام 2010م من فئة قفز الحواجز للفروسية، وأيضاً سبق أن شاركت كل من وجدان علي وسراج شهرخاني في منافسات الجودو، واليوم يشارك الوفد السعودي في دورة الألعاب الأولمبية 2016م، التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل، بأربع فتيات سعوديات (سارة العطار، سباق الماراثون)، (جود فهمي، جودو)، (كاريمان أبوالجدايل، سباق 100 متر)، (لبنى العمير، المبارزة). الرياضة مهمة جداً لفئة الشباب والفتيات في جميع المراحل العمرية، وبخاصة المراحل الحساسة التي تحتاج الاهتمام والمساندة في البحث عن هويتهم واستقرارهم النفسي. فهي مهمة في المراحل الدراسية الأولى، إذ يتعلم الابن والابنة النشاط الرياضي في المدرسة والمشاركة فيها، ليضيف إلى شخصيتهم الشيء الكثير من الثقة في النفس والقدرة على مشاركة الزملاء والقدرة على التعاون والتحدث منذ سن صغيرة، لذا نتمنى أن تكون الرياضة حاضرة في المرحلة الابتدائية لتعويدهم منذ الصغر، لتصبح سلوكاً وعادة، مما يفتح مجال إقامة النشاطات المشتركة مع المدارس الأخرى لتبادل المنفعة وتبادل الخبرة المختلفة من طريق المسابقات الداخلية، ومن ثم تطويرها وتعميمها على المراحل الدراسية المتقدمة، ما يفتح المجال لشبابنا وفتياتنا للمشاركة على مستوى العالم بإتقان وتمكن وثقة أكبر. جزء كبير من المجتمع لا يدرك أهمية الرياضة للجنسين في بناء جسم صحي ورشيق وقوي، ونحن نعاني من زيادة السمنة وعدم الحركة مما ينبئ بأمراض عدة وسيادة ثقافة الكسل والخمول، الرياضة في المدارس أو النوادي المتخصصة ستساعد في تقليص العديد من الظواهر السلبية، بل ستعكس ثقافة النشاط والحركة والمشاركة وثقافة الصحة البدنية لدى الأفراد والمجتمع، والمهم أنها ستكون في متناول الجميع وليست مقصورة على فئة معينة. كما أن للرياضة دوراً كبيراً في تحسن الجوانب الذاتية والنفسية للأبناء، لأنها تساعد في طرد أوقات فراغهم بما هو مفيد لهم جسدياً وعقلياً، لأنها تعلمهم مهارة التركيز والنشاط وعنصر الحركة وتشعرهم بقيمتهم الحقيقية، وبخاصة في سن «المراهقة» التي تبحث دائماً عن التقليد والمحاكاة وإثبات الوجود، وهنا استطعنا توظيف هذه القدرات والمواهب بشكل مدروس ومخطط من طريق إشراكهم في ممارسة الرياضة المحببة لهم، التي ستفتح باباً أوسع في تحسين العلاقة بين الطلاب والمدرسة، لتكون شيئاً مختلفاً عن النمط التقليدي القديم فقط دراسة وحفظ، بل سيكون هناك حافز لهم للحضور إلى المدرسة لأنهم يجدون أنفسهم مهمين ومنجزين ومشاركين، وساعات نهارهم مخططة ومدروسة، فلم يعد هناك وقت فراغ يخدعهم أو يقتلهم، وهذا يجعلهم يدركون قيمتهم الحقيقية كأفراد، ويساعد على الاعتماد على الذات في تعويدهم على التركيز وأخذ القرارات المناسبة التي تزيدهم صلابة وقوة وثقة وقدرة على اتخاذ الاختيارات المتعددة في الممارسة وفي نوعية الممارسة، فلا يستطيع أحد خارج دائرتهم أن يؤثر فيهم لأنهم تعودوا على التنظيم والتدريب وترتيب الأولويات وعملية المقارنة واتخاذ القرار، أيضاً مهم أن تتوافر مواد علمية رياضية في المدارس تشرح خصائص الجسم وتكوينه وماذا يحتاج، وما هي فائدة الرياضة للصحة الجسدية والعقلية والنفسية، وتوفير الأماكن المتخصصة والمهيأة لذلك على مستوى مناطق المملكة، حتماً سيعكس كل ذلك بوادر إيجابية مفعمة بالنشاط والحركة والانطلاقة لأبنائنا وبناتنا في إثبات وجودهم الفردي والمجتمعي والإنساني. Haifasafouq@
مشاركة :