وجه عدد من ذوي الإعاقة البصرية مطالب عدة لإنقاذ جمعية إبصار الخيرية، فيما حذر أمينها السابق محمد توفيق بلو من انهيارها نتيجة توقف الخدمات التي تقدمها لذوي الإعاقة البصرية للشهر الـ11 على التوالي، مطالباً بتدخل مركز التنمية الاجتماعية بجدة والتحقيق في ذلك الأمر. وجاءت مطالبات ذوي الاحتياجات الخاصة من ذوي الإعاقة البصرية الذين تحدثوا إلى «الرياض»، بإنقاذ الجمعية كونها نموذجاً رائداً لخدمات ضعف البصر، وإعادة التأهيل على مستوى منطقة الشرق الأوسط بشهادة الوكالة الدولية لمكافحة العمى المنبثقة منظمة الصحة العالمية، وجعل الاستشارات والخدمات للجهات المتخصصة وذوي الإعاقة البصرية تنحسر إلى درجة العدم. بلو: «المحسوبيات» هي السبب الرئيسي الذي أدى بالجمعية إلى ما آلت إليه فيما أعلن الأمين العام السابق للجمعية، عضو مجلس إدارة إبصار الحالي محمد توفيق بلو، عن لجوئه إلى مركز التنمية الاجتماعية في محافظة جدة من خلال توجيه خطاب يطلب فيه تصويب مسار جمعية إبصار الإداري وفق الأنظمة واللوائح المعمول بها في وزارة العمل والتنمية انقاذاً للجمعية، في ظل تجاهل إدارة الجمعية لملاحظاته ومقترحاته التي قدمها لمعالجة تردي وضع الجمعية. وأكد ضرورة الحد من استمرارية التدهور، والانحدار في ظل عدم وجود أي إجراءات تعالج الوضع، مشيراً إلى أنه توجه بخطاب آخر للمركز لإخلاء مسؤوليته من أي تبعات سلبية قد تصل إليها الجمعية، خصوصاً وأن مجلس إدارة الجمعية غيبه بشكل كامل عما يدور في أروقة المجلس، وأنشطة الجمعية رغم سريان عضويته في المجلس، إضافة إلى تعليق كافة مستحقاته المالية. ويرى بلو، أن السبب الرئيسي الذي أدى بالجمعية إلى ما آلت إليه هو تغليب «المحسوبيات» على المصلحة العامة للجمعية، والمعوقين بصرياً من خلال الإصرار على تعيين إحدى السيدات مديراً للجمعية رغم اعتراضه على تعيينها لعدم الصلاحية من واقع تجربة العمل معها لمدة عام. ولفت إلى مركز التنمية الاجتماعية بجدة طلب في خطاب بتاريخ 13/2/1317 عدم مباشرتها قبل موافقة وزارة العمل والتنمية على ذلك، مما حدا بالمجلس إلى أن يلتف على قرار الوزارة، وذلك بالإبقاء على تعيينها بمسمى مختلف «نائب الأمين العام المكلف»، مشيراً إلى أن الإدارة الحالية للجمعية تفتقر إلى الخبرة الفنية والمهنية لطبيعة نشاط الجمعية، وليس لديها الوقت الكافي لإدارة الأزمة التي تعصف بالجمعية. وكشف محمد توفيق بلو، أنه تلقى اتصالات عدة من ذوي الإعاقة البصرية، وأسرهم طلباً للمساعدة في الحصول على خدمات، أو استشارات بشأن التعامل مع حالة فقدان بصر مستجدة. وأكد أن عددا من المؤسسات، والجمعيات الناشئة تواصلت معه للحصول على استشارات في كيفية البت في النشاط، وأن تلك الاتصالات رسخت لديه قناعة ذاتية بتراجع المستوى العام لأداء الجمعية، وخدماتها، وإدارتها قد يؤدي بها إلى الانهيار. وأشار إلى أن ذلك التراجع سيؤثر على المعوقين بصرياً، مشيراً إلى أنه من أول المتضررين بصفته من ذوي الإعاقة البصرية، إضافة إلى أن شقيقته الكبرى التي تعاني نفس الإعاقة البصرية بحاجة إلى إعادة فحص ضعف بصر، ووصف معينات بصرية تلائم تطور حالتها البصرية، وبرنامج تدريب وإعادة تأهيل وظيفي. ولفت إلى أنهم سيضطرون إلى شراء مكبر يدوي «عشوائياً» من أميركا دون التأكد من مستوى الحالة البصرية في الوقت الراهن لتوقف عيادة فحص البصر، وعدم وجود عيادة ضعف بصر بديلة في جدة. وأنتقد «بلو» الوضع الذي آلت إليه الجمعية، وأبدى أسفه من إيقاف «حملة إبصار الوطنية للاكتشاف المبكر لعيوب الإبصار لدى الأطفال» بعد مغادرته للجمعية بحجة عدم توفر الموارد المالية الكافية لاستمراريتها، والتشكيك في جدواها رغم أن هذه الحملة سبق عالمي يحسب للمملكة، ويعتبر من أنجح البرامج التي نفذتها الجمعية في تاريخها على الإطلاق بكل المعايير من حيث عدد المستفيدين والمخرجات. وأضاف أنه كان من المفترض أن تواصل الحملة مسيرتها لتستهدف فحص (275) ألف طفل من طلاب رياض الأطفال والابتدائية في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي وعلاج الحالات المكتشفة وتأهيل (1250) معلم ومعلمة على طرق الاكتشاف المبكر لعيوب الإبصار، إلا أن القرار الذي أصدره مجلس الإدارة في اجتماعه الرابع لهذا العام قرر تعليق الأنشطة بما فيه ذلك البرنامج. من جانبه، شدد عدد من ذوي الإعاقة البصرية في محافظة جدة على استيائهم من تردي خدمات الجمعية، وتوقف العديد من البرامج التي كانوا يستفيدون منها مثل برنامج مكافحة العمى، التوجه والتحرك الآمن، التأهيل الوظيفي، وفحوصات ضعف البصر. وأكدوا في حديثهم إلى «الرياض»، أنه يجب مواكبة تطورات، ومستجدات ضعف البصر وإعادة التأهيل، ودعم حقوق ذوي الإعاقة البصرية في برامج التوظيف في شركات القطاع الخاص، إضافة إلى إعادة الأنشطة والفعاليات الاجتماعية، وبعض المساعدات الإنسانية التي كانوا يحصلون عليها. وتحدثت المستفيدة (م.أ) بقولها إن جميع الأنشطة التي تقدمها جمعية إبصار الخيرية توقفت خلال الفترة الماضية، سواء دورات تدريبية، أو غيرها من الخدمات الأخرى التي تقدم لذوي الاحتياجات الخاصة. وأشارت إلى أن جمعية ابصار تخدم المنطقة الغربية بكاملها، مطالبة بالنظر في المشكلات التي تعاني منها الجمعية، وإنقاذها بأي طريقة ممكن إعادة الأنشطة وخدماتها، لاسيما وان هناك اشخاصا كانوا يستفيدون منها بشكل يومي. وقال المستفيد محمد الشهري أن جميع الخدمات التي كانت تقدمها جمعية إبصار الخيرية توقفت تماماً، مطالباً بدعمها من جميع النواحي سواء كان مادياً، أو إدارياً لإعادة خدماتها لذوي الاحتياجات الخاصة. وأضاف أنه كان يرغب في تركيب عدسات لكنها فوجئ بالرفض من قبل الجمعية، مشيراً إلى أنه لا يعلم عن الأسباب التي أدت إلى ذلك رغم أن الجمعية كانت تقدم خدمات مميزة خلال الأعوام الماضية. وأشارت أم وائل القرشي إلى ابنها وائل يحتاج إلى عملية لعينه اليسرى حالياً لكنها توقفت بسبب المعاناة التي تواجهها جمعية إبصار، إضافة إلى بعض الإجراءات التي تحتاج إلى انهائها من جانب المستشفيات، مشيرة إلى أن كل الخدمات التي تقدمها الجمعية في السابق توقفت الآن، ولا تعلم ماهي الأسباب. وأوضحت أن ابنها أجرى عملية في عينه اليمين في وقت سابق، ولكن منذ فترة توقفت جميع الخدمات سواء أدوية، او خدمات أخرى كان يستفيد منها ذوو الاحتياجات الخاصة، مطالبة بإنقاذ الجمعية من المشكلات التي تواجهها سواء مادية، او غيرها لإعادة الخدمات كما كانت. من جهته، قال لـ»الرياض» نائب رئيس مجلس إدارة جمعية «إبصار» الخيرية م. عبدالعزيز حنفي، إن الخدمات لم تتوقف في الجمعية، مؤكداً أنها ما زالت مستمرة.
مشاركة :