بولت وفرايزر وفرح لكتابة التاريخ مجددا وغياب الروس يرخي بظلاله

  • 8/12/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تتجه الأنظار إلى العدائين الجامايكي الأسطورة أوساين بولت ومواطنته شيلي أن فرايزر برايس والبريطاني محمد فرح في منافسات ألعاب القوى بدورة الألعاب الاولمبية المقامة حتى 21 أغسطس الحالي في ريو دي جانيرو، وتبدو الولايات المتحدة مرشحة فوق العادة لحصد أكبر غلة من الميداليات في رياضة أم الألعاب التي تنطلق اليوم وذلك بسبب غياب غريمتها ومنافستها اللدود روسيا بعد فضيحة التنشط المنظم والممنهج للدولة الروسية والتي دفعت الاتحاد الدولي للعبة إلى استبعاد الاتحاد الروسي من الأولمبياد باستثناء رياضية الوثب الطويل داريا كليشينا التي تتدرب في الولايات المتحدة. بولت يرصد «الهاتريك» الثالث على التوالي يأمل «الإعصار» بولت في تحقيق ثلاثية تاريخية للمرة الثالثة على التوالي في دورة الألعاب الاولمبية وتكريس أسطورته بعدما دخل التاريخ من أوسع الأبواب في النسخة الأخيرة في لندن عندما بات أول عداء في التاريخ يحقق الثلاثية (100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م) في نسختين متتاليتين، وأحرز بولت ذهبيات سباقات 100 و200 و4 مرات 100م في ألعاب بكين 2008 ولندن 2012، وفرض بولت نفسه نجما فوق العادة في الأعوام الثماني الأخيرة وسيطر على جميع الألقاب العالمية والأولمبية في سباقات 100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م، ولم يفلت منه سوى اللقب العالمي في سباق 100 م في مونديال 2011 في دايغو بسبب «الانطلاقة الخاطئة» الشهيرة. وقال «ملك» المسافات القصيرة «حلمي الأكبر في ريو أن أحرز 3 ذهبيات مجددا. لقد كان تركيزي على هذا الهدف»، مضيفا: «إذا حققت الثلاثية مرة ثالثة، سأقترب من الأسطورتين الملاكم الراحل محمد علي ولاعب كرة السلة مايكل جوردان. أريد أن أركض أسرع، تحقيق إنجازات كبرى وأحافظ على ألقابي، أريد أن أكون أحد أهم الرياضيين في التاريخ» ولم يخض بولت الذي سيبلغ الثلاثين في اليوم الختامي من الألعاب الاولمبية، سباقات كثيرة هذا الموسم ولم يحجز تأهله إلى الأولمبياد في التجارب الجامايكية في كينغستون الشهر الماضي إذ غاب بعد نصف نهائي سباق 100 م بسبب إصابة في فخذه الأيسر، وانتقل بولت إلى أوروبا لتلقي العلاج في عيادة الطبيب الشهير هانز فيليم مولر فولفهارت، ونشر صورة له منتصف الشهر الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد مشاركته في التدريبات، قبل أن يتم اختياره من طرف الاتحاد الجامايكي للدفاع عن ألقابه الثلاثة. وعاد بولت إلى المضمار وحقق 19.89 ثانية في سباق 200 م في لقاء لندن قبل دورة ريو، وهو السباق الذي أكد سابقا أنه يأمل في النزول فيه تحت حاجز الـ 19 ثانية، وهذا سيكون إنجازا كبيرا جدا لعداء يحمل أصلا رقمه القياسي وقدره 19.19 ثانية كما يحمل الرقم القياسي لسباق 100 م وقدره 9.58 ث وهو صامد منذ آب/أغسطس 2009، إضافة إلى الرقم القياسي في التتابع وقدره 36.84 ثانية سجله مع منتخب بلاده في أولمبياد لندن 2012، ويبدأ بولت حملته في 13 آب/أغسطس مع تصفيات سباق 100 م، ولكن أفضل توقيت له هذا العام هو 9.88 ثوان، وهو الرابع بعد البطل الأولمبي السابق الأمريكي جاستن غاتلين صاحب أسرع زمن (9.80 ث) ومواطنه ترايفون بروميل (9.86 ث) والفرنسي جيمي فيكو (9.86 ث)، صحيح أن بولت لم يتألق كثيرا هذا الموسم وأنه سيواجه منافسة شرسة من غاتلين على الخصوص، لكنه يبقى المرشح الأبرز للحفاظ على لقبه، في بطولة العالم الأخيرة في بكين، كرر هذا الإنجاز أيضا، بعد موسم عادي. هاتريك أيضا لفرايزر برايس وستكون الجامايكية شيلي - آن فرايزر - برايس على موعد مع التاريخ من خلال إحراز اللقب الأولمبي الثالث على التوالي في سباق 100 م، بدورها، عانت فريزر-برايس، من إصابة في إصبع قدمها أغلب فترات الموسم، وهي ستواجه منافسة قوية للحفاظ على اللقب، وستجد صاحبة 10.93 ثانية هذا الموسم أمامها 7 عداءات حققن توقيتا أفضل منها بينهن مواطنتها إيلين طومسون (10.70 ث) والهولندية دافني شيبرز (10.83 ث) والأمريكية توري باويي (10.78 ث)، ولكن التجارب السابقة أكدت أنه على الرغم من أن العديد من الأبطال يفرضون أنفسهم بقوة في المواعيد الكبرى ومنها الأولمبية، وذلك رغم فشلهم في تحقيق نتائج جيدة في الموسم. ومن المتوقع أن تشتد المنافسة في سباق 400 م للرجال والسيدات، ويملك الجنوب إفريقي وايد فإن نيكيرك بطل العالم المؤهلات لتحطيم الرقم القياسي العالمي (43.18 ث) المسجل باسم الأسطورة مايكل جونسون منذ عام 1999 في بطولة العالم بإشبيلية الإسبانية، لكن من المرجح أن يواجه منافسة كبيرة من الأمريكي لاشون ميريت وحامل اللقب الأولمبي جيمس كيراني من غرينادا، وتخوض الأمريكية اليسون فيليكس سباق 400 م الذي تملك فيه ثاني أفضل توقيت هذا العام بزمن 49.68 ث خلف الباهاماسية شوناي ميلر (49.55 ث). وكانت فيليكس، بطلة سباق 200 م في لندن، تأمل في تحقيق ثنائية نادرة في ريو (200 م و400 م)، بيد أنها فشلت في حجز بطاقتها إلى نهائيات 200 م في التجارب الأمريكية. فرح للاحتفاظ بثنائية 5 و10 آلاف م بدوره سيحاول العداء البريطاني محمد فرح تكريس أسطورته في الألعاب الأولمبية من خلال دفاعه عن الثنائية التاريخية التي نالها قبل 4 سنوات على أرضه عندما توج بذهبيتي 5 آلاف و10 آلاف م، ووحده الفنلندي لاس فايرين حقق الثنائيتين في أولمبيادي 1972 و1976، وسيكون من الصعب هزم الصومالي الأصل الذي حقق الثنائية في 3 بطولات كبرى متتالية هي الألعاب الاولمبية في لندن 2012 وبطولة العالم عامي 2013 في موسكو و2016 في بكين. برشم وغزال ومخلوفي وإيغيدير والغريبي أمل العرب ويعقد العرب آمالا كبيرة على رياضة أم الألعاب لحصد أكبر عدد من الميداليات في غلتهم الأولمبية مثلما درجت العادة في الأولمبياد الأخيرة، وسيكون الثنائي القطري معتز برشم والسوري مجد الدين غزال في مقدمة المرشحين لكسب ميدالية في مسابقة الوثب العالي، وكان برشم ظفر ببرونزية المسابقة في أولمبياد لندن، وسيحاول تحسين معدن غلته في ريو بالنظر إلى الخبرة الكبيرة التي اكتسبها في الأعوام الأخيرة، لكن مدير المنتخبات القطرية لألعاب القوى خليفة عبدالملك أكد أن «ظروف منافسات ألعاب القوى تجعل من الصعب التوقع بالنتائج وقد يكون هناك مرشح لكن لا يوفق في مسعاه»، مشيرًا إلى أن الآمال «لا تعقد على معتز برشم فقط لأن هناك أكثر من لاعب يطمح للمنافسة بقوة والوصول إلى الأدوار النهائية مثل أشرف الصيفي وفيمي سيون (أوغونودي)». وتبدو سوريا مع «غزالها» أقرب من أي وقت مضى إلى حصد ميدالية أولمبية رابعة بعد ذهبية غادة شعاع في السباعية في أتلانتا 1996، وفضية جوزف عطية في المصارعة اليونانية-الرومانية في لوس أنجليس 1984، وبرونزية الملاكم ناصر الشامي في ثينا 2004، وعاش غزال موسما رائعا فسجل في لقاء بكين الدولي في 18 ايار/مايو المركز الأول رقم قياسيا شخصيا هو 2.36 م، ونجح في 15 تموز/يوليو في لقاء موناكو الدولي المرحلة التاسعة من الدوري الماسي، في تسجيل 2.34 م فاحتل المركز الثالث خلف الإيطالي جانماركو تامبيري (2,39 م) والأوكراني بوغدان بوندارنكو (2.37م) وأمام برشم (2.31 م) والبريطاني روبرت غرابارز (2.31 م أيضا). وحقق غزال سادس أفضل رقم هذه السنة بعد برشم وتامبيري وبوندارنكو والكندي ديريك دروين وتوماس دونالد من الباهاماس، ويسعى الجزائري توفيق مخلوفي إلى تكرار إنجازه في لندن 2012 عندما سرق الأضواء بتتويجه بذهبية سباق 800 م، فيما يطمح المغربي عبدالعاطي إيغيدير إلى إحراز ميدالية أفضل من برونزية 1500 م في لندن، وتعول تونس على حبيبة الغريبي التي ترغب في حصد الذهب الاولمبي لتأكيد أحقيتها به في الأولمبياد الأخير في لندن عندما حلت ثانية خلف الروسية يوليا زاريبوفا قبل تجريد الأخيرة من لقبيها في الاولمبياد وبطولة العالم في دايغو 2011، وكانت الغريبي حلت ثانية في هذين السباقين وقالت اثر تلقيها الخبر بأنها تشعر بـ«التأثر والفخر» في أن معا لاستعادة ميداليتيها، ولا تخرج آمال البحرينيين عن ألعاب القوى، وقال الأمين العام للجنة الأولمبية البحرينية عبدالرحمن عسكر: «نعول كثيرا على ألعاب القوى في تحقيق إنجاز أولمبي يفوق ما تحقق في أولمبياد لندن 2012 حين حصلت العداءة مريم يوسف جمال على الميدالية الفضية في سباق 1500 م، وهي أول ميدالية أولمبية باسم البحرين».

مشاركة :