أعلن فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، عن قرب تحرير مدينة سرت من قبضة عناصر تنظيم داعش، بعدما أعلنت القوات الموالية لحكومته أنها سيطرت على مركز ضخم للمؤتمرات في وسط المدينة، لتستولي بذلك على قاعدة رمزية استخدمها التنظيم لعقد اجتماعاته وكان يرفع رايته عليها. وقال السراج في مقابلة مع وكالة (آكي) الإيطالية إن «قواتنا سيطرت والحمد لله على مراكز قيادة تنظيم داعش في وسط سرت، وبات تحرير المدينة بالكامل قريبا جدا.. لقد حقق أبناؤنا الضباط والجنود انتصارات كبرى على تنظيم داعش في مدينة سرت، وأصبح التنظيم الإرهابي محاصرا في مساحات ضيقة»، لافتا النظر إلى أن حكومته أنشأت غرف عمليات عسكرية بهدف محاصرة التنظيم وغلق كافة المنافذ أمامه. وتابع السراج موضحا أن «التنظيم تحصن في أماكن ليست بعيدة عن تجمعات سكنية، وهو ما أبطأ الهجوم حرصا على سلامة المدنيين، وتجنبا لخسائر في صفوف قواتنا إذا ما اقتحمت تلك التحصينات»، مشيرا إلى أن الغارات الجوية التي تشنها طائرات أميركية بناء على طلب حكومته لن تتجاوز مدينة سرت، واعتبر أن الوضع الأمني في العاصمة طرابلس قد تحسن كثيرًا، وقال في هذا الصدد «لقد قطعنا شوطا كبيرًا في إحياء وتفعيل الأجهزة الأمنية، وها هي الوزارات تعمل من مقارها وسط المدينة، والحياة عادية في طرابلس إلى حد كبير. وقد تحدث تجاوزات أمنية لكنها قليلة إذا ما أخذنا في الاعتبار انتشار السلاح الذي أعددنا برامج لجمعه، ونأمل أن يتحقق ذلك في وقت قريب». من جهته، نفى وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أي تواجد عسكري إيطالي في الأراضي الليبية، وقال في تصريحات له أمس «ليس لدينا بعثات عسكرية في ليبيا»، مشيرا إلى أن المسألة تتطلب في بادئ الأمر ترخيصا من برلمان بلاده في حال إقرار حكومة بلاده إرسال جنود إلى ليبيا. فيما كشفت مصادر إيطالية النقاب عن تواجد بضع عشرات من القوات الخاصة الإيطالية في ليبيا لجمع المعلومات، وتقديم «دعم» غير قتالي للقوات المدعومة من طرف الحكومة، ومساعدة حلفاء آخرين موجودين في ليبيا، مثل القوات الخاصة البريطانية أو الأميركية. وبحسب مصادر مطلعة فقد قدمت الحكومة الإيطالية الأسبوع الماضي وثيقة إلى لجنة الرقابة على أجهزة المخابرات في البرلمان توضح مهمة القوات الخاصة في ليبيا. فيما ذكرت صحيفة «لا ريبوبليكا» أن الإيطاليين يدربون الليبيين على نزع الألغام الأرضية في سرت، لكن مكتبي وزير الدفاع ورئيس الوزراء امتنعا عن التعليق. واعترفت القوات الموالية للسراج بسقوط طائرة حربية تابعة لها، حيث أعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات «البنيان المرصوص» عن وصول جثامين الطيارين عقب سقوط طائرتهما خلال الإغارة على مواقع لتنظيم لـ«داعش»، الذي تبنى مسؤوليته عن إسقاط الطائرة. ومع ذلك، واصلت القوات الموالية لحكومة السراج تقدمها، حيث قال رضا عيسى، المتحدث باسم المكتب الإعلامي لها، إنها سيطرت بشكل كامل على مجمع واجادوجو للمؤتمرات وتقدمت لمسافة تجاوزت المجمع. وأظهرت صور نشرتها صفحة المكتب الإعلامي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مقاتلين مع شاحنات صغيرة مسلحة، ودبابة يتحركون هنا وهناك، بالقرب من مركز المؤتمرات الذي ظهرت عليه آثار القصف، علما بأن المبنى الضخم يعد معلما رئيسيا في سرت، مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي، واستخدمه التنظيم بعد استيلائه على المدينة العام الماضي في عقد اجتماعات. وبحسب بيانات صدرت عن القيادة الأميركية في أفريقيا فإن طائرات من دون طيار وطائرات مقاتلة أميركية نفذت منذ مطلع الشهر الجاري 29 ضربة جوية. وعلاوة على الضربات الجوية الأميركية تعمل الكتائب الليبية في مصراتة وسرت مع فرق صغيرة من القوات الخاصة الغربية، التي قدمت معلومات المخابرات، ودعما لوجستيا فضلا عن المشورة. وستمثل السيطرة على مجمع واجادوجو للمؤتمرات، بالإضافة إلى مستشفى ومبان جامعية، أكبر تقدم للقوات الليبية، وذلك بعد عشرة أيام من بدء الولايات المتحدة ضربات جوية في سرت، قال المقاتلون إنها سهلت تقدمهم في مواجهة المتشددين المحاصرين بوسط المدينة. وستشكل خسارة سرت انتكاسة كبيرة لـ«داعش»، الذي يواجه ضغوطا بالفعل في سوريا والعراق. وستمثل تعزيزا لحكومة السراج التي تكافح لبسط سلطتها وتواجه مقاومة من فصائل مسلحة منافسة. وبدأت القوات الموالية لحكومة السراج حملتها على سرت في مايو (أيار) الماضي. لكن تباطأ تقدم القوات مع اقترابها من وسط المدينة، حيث تكبدت القوات التي تقودها كتائب من مدينة مصراتة خسائر كبيرة بسبب القناصة والألغام التي زرعها المتشددون. إلى ذلك، أعلن العقيد المسماري الناطق العسكري باسم الجيش الليبي، الذي يقوده الفريق خليفة حفتر شرق البلاد، أن قوات الجيش لا تنوي الدخول إلى ميناء الزويتينة النفطي، مشيرا إلى أن هذه القوات ستواصل تمركزها في مداخل ومخارج المنطقة لحماية مقدرات الشعب الليبي. لكنه أوضح أن «القوات ستتقدم إذا لزم الأمر»، لافتا النظر إلى أن قيادة الجيش أعطت فرصة للمساعي الحميدة لتجنيب المنطقة القتال. وأوضح المسماري أن التنظيمات الإرهابية باتت في مساحة بسيطة جدًا في محور قنفودة غرب مدينة بنغازي، موضحا أن ما يعيق تقدم الجيش هناك هو المفخخات، وأن غرفة عمليات بنغازي تستكمل استعداداتها لإتمام المعركة، مشيرا إلى وصول تعزيزات عسكرية إلى المحور الغربي، معتبرا أن المعركة الفاصلـة في مدينة درنة قريبة جدًا. من جهته، أعلن رضا العوكلي، وزير الصحة في حكومة الثني الانتقالية، إيقاف عمل اللجنة الطبية الاستشارية للعلاج في الخارج، وذلك لعدم توفر نفقات العلاج. وأرجع سبب إيقاف عمل اللجنة إلى رفض المفوض بمهام نائب رئيس المجلس الرئاسي فتحي المجبري، إعطاء الموافقة لمحافظ مصرف ليبيا المركزي في طرابلس، الصديق الكبير، لدفع الأموال بحجة عدم اعترافه بالحكومة. التعليقات
مشاركة :