يمر دونالد ترامب بمرحلة من الشكوك مع تراجع نسبة التأييد له في الحملة الوطنية للانتخابات الرئاسية الأميركية، بعد تحقيق فوز كاسح على منافسيه الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية لنيل ترشيح الحزب، وإزاء التقدم الكبير الذي تحققه منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون عليه في استطلاعات الرأي. وقال ترامب، في كلمة ألقاها أمام قساوسة أمس الأول، «غالبا ما أمازح بالقول إنه حتى لو كنتم مرضى، ولو كان تشخيص حالتكم هو أسوأ تشخيص يمكن أن يصدر عن طبيب، وكنتم في الفراش ولا تعرفون إن كنتم ستنجون، فعليكم رغم ذلك أن تنهضوا في 8 نوفمبر وتذهبوا للإدلاء بأصواتكم». ولم يعد ترامب يخفي شكوكه بشأن نتيجة الانتخابات الرئاسية، كما أن فريقه لا يدري كيف يمكنه تعديل نهج الحملة الذي قاده إلى الانتصار في الانتخابات التمهيدية، للتماشي مع انتقال الحملة إلى المستوى الوطني. ومنذ أن أصبح المرشح الرسمي لحزبه بات يلقي في بعض الأحيان وبناء على إصرار مستشاريه، خطابات تنطوي على مضمون ويتبع فيها النص المكتوب، لكنه لايزال يرتكب بصورة شبه يومية هفوات واستفزازات وتجاوزات سواء مقصودة أو غير مقصودة، حول جملة من المواضيع مثل روسيا والأسلحة وتنظيم داعش، أو حتى هجومه على والدي جندي أميركي مسلم قتل بالمعركة في العراق. وتستند حملة ترامب، الذي تراجع عن تهكمه على الرئيس باراك أوباما وكلينتون ووصفهما بأنهما أسسا «داعش»، إلى أربع ركائز باتت معروفة من الجميع، هي: بناء جدار على الحدود مع المكسيك، الحد من الهجرة، القضاء على تنظيم «داعش»، واعادة الوظائف الصناعية التي انتقلت الى الخارج. في المقابل، وضع فريق هيلاري كلينتون استراتيجية مفصلة لتعزيز قاعدتها بين الناخبين السود والمتحدرين من اميركا اللاتينية، واستعادة ثقة العمال البيض في ولايات أساسية مثل بنسلفانيا واوهايو، يمكن أن تحسم نتيجة الانتخابات. كما تعتمد الحملة الانتخابية على الإعلام والتواصل مع الناخبين عبر الإعلانات. وأنفق الفريق الديمقراطي حوالي 93 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية، مقابل 11 مليونا فقط من جانب فريق ترامب. ولم تنفق لجنة الحملة الرسمية للمرشح الجمهوري حتى الآن أي مبالغ على الإعلانات التلفزيونية، وهي ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. ولايزال ترامب يتصرف كأنه يتوجه إلى جمهور الانتخابات التمهيدية الذي لا يتعدى 31 مليون ناخب، في حين أن حوالي 130 مليون اميركي صوتوا في الانتخابات الرئاسية عام 2012. ونشرت كلينتون أمس الأول تصريحا بعائداتها المالية لعام 2015، منتقدة ترامب الذي يرفض التزام هذا التقليد. وأعلن بيل وهيلاري كلينتون ان عائداتهما لعام 2015 بلغت 10.6 ملايين دولار، وانهما دفعا 3.6 ملايين دولار من الضرائب الاتحادية. ونشر بيل وهيلاري كل عائداتهما المالية طوال حياتهما السياسية منذ العام 1977.
مشاركة :