أعلن نيكولاس مادورو الرئيس الفنزويلي أمس عن زيادة الحد الأدنى للأجور 50 في المائة ابتداء من أول أيلول (سبتمبر) وسط معدل تضخم مرتفع أضعف بشدة القوة الإنفاقية في فنزويلا عضو "أوبك" التي تعاني أزمات. وبحسب "رويترز"، فإن الحد الأدنى للأجر الشهري سيرتفع إلى 22577 بوليفارا نحو 35 دولارا بناء على السعر الأقل لسعرين رسميين للصرف ولكن نحو 23 دولارا بسعر السوق السوداء، وسيرتفع الحد الأدنى إلى 65056 بوليفارا مع إضافة بطاقات للطعام. وقال مادورو خلال بث تلفزيوني إن هذه ثالث مرة يرتفع فيها الحد الأدنى للأجور هذا العام، ويرى منتقدون أن الزيادات المتكررة في الأجور غير كافية تماما لتعويض التضخم الذي وصل إلى 181 في المائة في 2015، ويعد هذا المعدل "المخيف" بين الأعلى عالمياً، فيما تراجع الناتج المحلي الإجمالي 5.7 في المائة للعام الثاني على التوالي. ولم ينشر البنك المركزي أحدث أرقام التضخم وهو ما يقول زعماء المعارضة إنه يُقصد من ذلك إخفاء بيانات اقتصادية محرجة، ويقول مادورو إن حكومته ضحية"حرب اقتصادية" يقودها خصومه السياسيون. وكان الرئيس الفنزويلي قد مدد منتصف تموز (يوليو) حالة "الطوارئ الاقتصادية" لمدة شهرين التي دخلت حيز التنفيذ في منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي، فيما تعاني فنزويلا البلد النفطي أزمة اقتصادية وسياسية، ونص المرسوم الرئاسي الذي وقعه مادورو على أن حالة الاستثناء والطوارئ الاقتصادية ستمدد ستين يوماً بسبب ظروف استثنائية تؤثر في الاقتصاد الوطني. وأصدر مادورو مرسوما في 14 كانون الثاني (يناير) قضى بإرساء حالة "طوارئ اقتصادية" جرى تمديدها مرتين منذ ذلك الوقت، وتمنح "الطوارئ الاقتصادية" الحكومة إمكان مصادرة ممتلكات القطاع الخاص لضمان الحصول على السلع الأولية، وهو ما تعتبر المعارضة أنه يمهد الطريق لعمليات مصادرة جديدة. وتشهد فنزويلا التي كانت في السابق أحد بلدان أمريكا الجنوبية الغنية المنتجة للنفط نظرا إلى امتلاكها أحد أكبر الاحتياطيات في العالم، أزمة خطيرة مع انخفاض أسعار النفط الخام التي تؤمن 96 في المائة من عائداتها بالعملة الأجنبية. من جهة أخرى، أعلن مادورو أن إيولوخيو ديل بينو وزير النفط الفنزويلي سيبدأ جولة تشمل دولا أعضاء في "أوبك" وخارجها في إطار محاولة للتوصل إلى توافق بين الدول المنتجة للنفط على استراتيجية لتعزيز أسعار النفط الخام. وتسعى منذ أشهر فنزويلا التي تواجه ضائقة مالية إلى حشد منتجي النفط نحو التوصل لاتفاق للحد من الإنتاج كوسيلة للسيطرة على وفرة من المعروض العالمي من النفط، ولكن كبار مصدري النفط يركزون على ما يبدو على الحفاظ على حصتهم في السوق بشكل أكبر من تركيزهم على زيادة الأسعار. وقال مادور في بث تلفزيوني: "غدا سيغادر في جولة تشمل دول أوبك وغير أوبك" ولم يحدد مادورو الدول التي سيزورها ديل بينو، وأضاف أن 70 دولارا للبرميل سيكون "عادلا بشكل معقول" ووصفه بأنه هدف ضروري ويمكن تحقيقه بسهولة، مشيرة إلى أن ديلسي رودريجيز وزيرة الخارجية سترافق ديل بينو خلال الجولة. وذكرت روسيا أكبر منتج للنفط في العالم أنها لا ترى أي أساس لإجراء محادثات جديدة بشأن تجميد إنتاج النفط ولكنها قالت إنها مستعدة لإجراء مفاوضات، ومنذ هبوط أسعار النفط في 2014 حاولت فنزويلا مرارا التوسط للتوصل لاتفاقيات لتجميد إنتاج النفط وتقليص وفرة في المعروض لكن دون تحقيق نجاح يُذكر. وأظهرت بيانات وزارة النفط الفنزويلية أن متوسط إنتاج فنزويلا من النفط الخام في تموز (يوليو) بلغ 2.54 مليون برميل يوميا، ولم تقدم الوزارة أرقاما للمقارنة للأشهر السابقة، لكن الرقم يمثل زيادة قدرها 7 في المائة عن المستوى الذي ذكرته منظمة "أوبك" في حزيران (يونيو) البالغ 2.36 مليون برميل يوميا ما يوقف اتجاها نزوليا. ومنذ آواخر العام الماضي هبط إنتاج النفط الفنزويلي 11 في المائة وفقا لأرقام نشرت في التقارير الشهرية لأوبك وهو ما يفاقم الأزمة الاقتصادية في بلد يعتمد على النفط في كل إيراداته تقريبا من النقد الأجنبي. وتواجه كراكاس التي تحصل على كل عملتها الأجنبية تقريبا من النفط أزمة اقتصادية أدت إلى نقص مزمن في الغذاء والدواء، ويعتقد مادورو أن حكومته ضحية "حرب اقتصادية" يقودها خصوم سياسيون بمساعدة واشنطن.
مشاركة :