برسم كاريكاتيرى :اتهام الأردني «ناهض حتر» بالإساءة للذات الإلهية

  • 8/14/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سى ان ان عربى :أثارت قضية اتهام كاتب أردني، بالتطاول على الذات الإلهية، ردود أفعال واسعة داخل الشارع الأردني، عقب توجيه صادر من رئيس الوزراء الأردني،الدكتور هاني الملقي، الى وزير الداخلية سلامة حماد، بالتحقق بما نسب الى الكاتب ناهض حتر حول نشره مادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تمس الذات الالهية..وطلب رئيس الحكومة، سرعة استدعاء الكاتب من خلال الحاكم الاداري، واتخاذ المقتضى القانوني بحقه. وأكد “الملقي”  أنه لن يسمح بتجاوز الخطوط الحمراء للمقدسات ، وأن القوانين ستطبق بحزم على كل من يقوم بمثل هذه الممارسات الطارئة على المجتمع الأردني ، المتديّن والمحافظ ، والمدافع دوما عن حرمة الدين والمقدسات، علما بأن حرية التعبير مصانة للجميع لكن ضمن المحددات الدستورية والقانونية. وكان الكاتب الصحفي، ناهض حتر، نشر رسماً مسيئاً لله عز وجل على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وذلك من خلال مشاركته رابط لمنشور مسيء للذات الالهية، مما أثار غضب الشارع الأردني، وتقدم عدد من المحامين،  بينهم المحامي محمد زياد أبو غنيمة، ببلاغات  رسمية ضد ناهض حتر، تتهمه بإثارة  النعرات الدينية ، والنيل من الوحدة الوطنية، وتعكير صفو العلاقات بين أبناء الوطن. ومن جانبه، نفى “حتر” الإساءة للذات الإلهية .. قائلا إن كتاباتي دليل واضح على ذلك، أما الكاريكاتير المشار إليه في الاتهام الباطل ضدي، فهو يسخر من الإرهابيين وتصوّرهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروّجوه الإرهابيون.. وأوضح “حتر ”  أنه لا ولن يقبل من أحد التطاول أو الإساءة للذات الإلهية، وهناك فهم خاطئ للرسم المنشور،   وقد أكدت على أن الذين غضبوا من هذا الرسم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي؛ وهؤلاء موضع احترامي وتقديري، وهناك “إخوانجية داعشيون” يحملون الخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية. وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون. وهناك من يربط  بين توجيه تهمة الإساءة للذات الإلهية للكاتب ناهض حتر، وبين مواقفه السياسية والفكرية المعلنة، ككاتب يساري، يعتبر عراب الحركة الوطنية الأردنية في العقد الأول من القرن الحالي، وسجن مرات عديدة أطولها في الأعوام77 و79 و96 وتعرض لمحاولة اغتيال سنة 98 أدت به إلى اجراء سلسلة من العمليات الجراحية، وأضطر لمغادرة الأردن  لأسباب أمنية إلى لبنان سنة 98، ثم عاد إلى عمان مؤخرا . وناهض حتر، الموقوف عن الكتابة في الصحافة الأردنية منذ شهر سبتمبر/ أيلول 2008. تربطه علاقات وطيدة بالنظام السوري، وعلى المستوى الشخصي مع الرئيس بشار الأسد، ومع زعيم “حزب الله” حسن نصر الله ، ويعد من الكتاب المناهضين للتطبيع مع إسرائيل، وسبق أن تقدم باستقالته من رابطة الكتاب الأردنيين، في شهر سبتمبر/ أيلول 2015 إثر كشف قناة الجزيرة مبكرا لفوز قائمة بكامل المقاعد، معلنة خسارة قائمة “مؤيدي بشار الأسد”، مما اعتبره ناهض حتر، سيناريو مسبق الصنع،  لمصلحة الدوحة، في زمن أصبحت فيه أغلبية المثقفين، “خدما للبترودولار، يزيّنون ‘ داعش’ و’ النصرة’ و’ جيش الإسلام’ الخ، برداء ‘ ثورة’ مزعومة” ، بحسب تعبيره المصاحب لاستقالته من رابطة الكتاب، آملا أن يفتتح سلسلة استقالات للذين ما زالوا يملكون ضمائرهم، من رابطة الكتّاب الأردنيين. الكاتب الأردني، حاصل على ماحستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر، وله عدة اسهامات فكرية في نقد الإسلام السياسي، والفكر القومي والتجربة الماركسية العربية، واسهامه الأساسي في دراسة التكوين الاجتماعي الأردني، ولذلك اتهم من قبل بتأجيج فتنة الانشقاق بين أبناء الوطن الواحد  من الأردنيين والفلسطينيين.

مشاركة :