رغم التحديات الاقتصادية التي تعاني منها الدول النفطية ورغم اللجوء لرفع الأسعار في بعض تلك الدول لمواجهة تلك التحديات والتخلي عن الاعتماد على النفط كمورد أساسي لها ، ورغم الأحداث السياسية والاضطرابات التي تحدث في الدول المجاورة جراء التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لتلك الدول ، فإن التفاؤل موجود لدى السعوديين بشأن مستقبلهم الاقتصادي . هذه النتيجة أكدها استطلاع للرأي حديث أجرته منظمة ( غالوب ) العالمية المتخصصة في الإحصاءات والاستشارات ونشرت نتائجه بالأمس صحيفة عكاظ أفاد بارتفاع نسب التفاؤل بشكل ملحوظ لدى السعوديين بين عامي 2015م و 2016م بشأن مستقبلهم الاقتصادي وعصر ما بعد النفط ، إذ نجد 48% من السكان في السعودية يصفون حياتهم بالمزدهرة مقارنة بـ 35% فقط العام الماضي ، أما على صعيد نظرة السكان في السعودية لسوق العمل المحلية والاقتصاد الوطني بشكل عام نجد أن العام الماضي كان هناك 64% يرون أن الوقت غير مناسب للحصول على عمل في حين أن هذا العام هناك فقط 59% يرون أن الوقت الحالي غير مناسب للحصول على وظيفة . وقد خلص التقرير إلى أنه رغم جميع التحديات الاقتصادية الموجودة الآن في السعودية ورغم أن الاستطلاع أشار إلى أن نظرة السكان الإيجابية للإقتصاد الوطني قد تراجعت من 79% في عام 2015م إلى 67% في العام الحالي إلا أن التقرير يشير إلى أن جزءاً كبيراً من السعوديين متفائلون بالمستقبل رغم وجود هواجس لديهم على المدى القريب ، ومع ذلك فإن تقرير غالوب أشار بأن الارتفاع بهذه النسب في عام واحد أمر نادر ولكنه أحال أسباب ذلك الارتفاع إلى إطلاق مشروع رؤية 2030 ومارافقه من حملة إعلامية قوية ومؤثرة إضافة إلى برنامج التحول 2020 والذي أطلق مؤخراً مما ساهم في ترك أثر إيجابي ورفع مستوى التفاؤل بشأن الظروف الاقتصادية المستقبلية . السعوديون اليوم لايملكون إلا التفاؤل فهو أحد العناصر الرئيسية التي يجب أن نتسلح بها في مواجهة التحديات التي تواجهنا اليوم إذ إن جلد الذات والنقد السلبي المتواصل والتقليل من الجهود وإبراز مواطن الخلل والضعف والتشهير ونشر السلبيات والتشكيك في التقارير والنتائج كل ذلك لايساهم في رفع مستوى التفاؤل بل على العكس سيساهم في إشاعة ثقافة الإحباط والخمول والسلبية وقلة الإنتاجية . نعم نحن اليوم لانملك إلا التفاؤل خصوصاً بعد أن أصبح لدينا رؤية واضحة وبرنامج تحول مدعوم بالأرقام وخطة تنفيذ مرتبطة بأهداف عملية وجهاز متابعة ومراقبة ومحاسبة وأخيراً أجهزة حكومية تعمل على تطوير وتحسين الأداء الحكومي . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :