شاركت مجموعة من الشباب المبدع مع بعض الأدباء والكتاب في حلقة قراءة ناقشت رواية «قطط أنستغرام» للزميلة الروائية باسمة العنزي، في سياق أنشطة مهرجان «صيفي ثقافي 11»، والتي تعاون فيها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مع مبادرة «الجليس»، وتضمنت الحلقة النقاشية الكثير من الإضاءات على الرواية، برؤى مختلفة ومتنوعة. وأدار الجلسة النقاشية مشاري العبيد من أسرة ونادي الخان، مشيرا إلى أن المبادرة جاءت من أجل تعزيز عادة القراءة بين أفراد المجتمع. وفيما ألقى العبيد الضوء على نادي الخان - أحد نوادي الجليس - تحدث عبدالمحسن الشمالي عن مشروع «الجليس» الذي تأسس العام 2011، وهو عبارة عن أندية للقراءة يضم كل ناد رئيس وعشرة أعضاء، وآلية عمل هذه النوادي اختيار كتاب وتناوله بالنقاش، سواء كتاب فكري أو ثقافي أو أدبي أو سياسي أو أي كتاب كان، وبالتالي تحول المشروع في 2015 إلى مبادرة. وعرض الشمالي أرقاما متميزة لمشاركات «الجليس» في معارض الكتب وغيرها، وعدد الأندية التي تبلغ 30 ناديا، و318 عضو و115 لقاء خلال 8 أشهر، وخمسة ورش متنوعة، وأن العمل في «الجليس» تطوعي بهدف نشر ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع. وتحدث عبدالعزيز مال الله عن نادي الخان الذي حقق فيه حلم حياته بفضل ما يتضمنه من أنشطة للقراءة وتجمعات للشباب، مؤكدا أن فكرته متميزة كونه يحلل الروايات، وأنه استمر لخمسة مواسم متتالية، وأقام أنشطة عديدة ودورات متنوعة منها دورة اللغة العربية وقدم مشاري العبيد بطاقة تعريفية لباسمة العنزي الكاتبة والروائية الكويتية، والتي لها زاوية أسبوعية ثقافية في صحيفة «الراي» تحت عنوان «لغة الأشياء»، ولها مجموعات قصصية هي: «الأشياء» و«حياة صغيرة خالية من الأحداث» ومجموعة قصصية «يغلق الباب على ضجر». ونشرت العنزي قصصها في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية. وحصلت على الكثير من الجوائز مثل: جائزة الدولة التشجيعية للقصة القصيرة للعام 2007 عن مجموعتها «حياة صغيرة خالية من الأحداث». كما اختيرت مجموعتها «يغلق الباب على ضجر» ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد، وحصدت جائزة الدولة التشجيعية في القصة القصيرة عام 2013 عن مجموعتها «يغلق الباب على ضجر» العام 2011، وفازت روايتها «حذاء أسود على الرصيف» بجائزة الشارقة للإبداع العربي 2013. وشاركت العنزي في لجان التحكيم للعديد من الجوائز الأدبية المحلية. وأوضح الشمالي أن رواية «قطط أنستغرام» تتحدث عن الكسب غير المشروع وانعزال البعض بأفكاره، وقال: «الرواية وضعت المجتمع على طاولة التشريح بعين صادقة»، ومن ثم فتح الباب لكي يقول القراء آراءهم في الرواية. وبدأ النقاش بتحليل نقدي قدمه عضو ملتقى «مدارات» الكاتب صالح النبهان حول رواية «قطط إنستغرام»، موضحا أن البعض قد يتبع مقولة «الفن للفن»، والبعض الآخر يتبع مقولة «الفن للحياة، وأن بعض الكتاب يكون أمينا في طرحه من خلال تبني إحدى المقولتين، ومن وجهة نظر النبهان أن ذلك الأسلوب خاطئ، لأن من المفروض على الكاتب أن يمزج بين المقولتين وهذا ما قامت به العنزي في روايتها، حينما أحدثت توازنا بين المقولتين، ونوه النبهان إلى أن العنزي ابتكرت حيلة لتمرير ما تريد تمريره في روايتها، والحيلة هي في«قطط أنستغرام»، وأوضح النبهان أن الرواية تتميز بتعدد السرد لولا نشوة الكتابة، كما تحدث عن السارد العليم الذي لا يحق له في الرواية أن يصدر رأيا، وأوضح النبهان إلى أن تعدد الأصوات في الرواية يثريها. والطالب في جامعة الكويت «أدب ونقد» حسين الفيلكاوي، كان له رأيه في الرواية، من خلال رموزها وصياغة الشخصيات، وأبعاد كل شخصية، والقضايا التي ركزت عليها المؤلفة، وقال: «لاحظنا في الرواية ذكرت لغة الاقتصاد ولغة البشر كأن لكل شيء لغته الخاصة». وعرج على مسألة الإسقاطات، مؤكدا أن العنزي كانت جريئة في طرحها. وأوضح أن «للشخوص الجانبية في الرواية إضافاتها، فقد تحرك واحدة من هذه الشخصيات حدثا باكمله». ومن نادي الخان تحدث عبدالله العليان عن لغة الرواية التي تتميز بالسهولة، وأن وجود الكثير من الشخصيات الثانوية في العمل زاد من ثرائه، إلى جانب تعدد الأصوات والاهتمام بالجانب النفسي لكل شخصية في الرواية، مشيرا إلى أنه أحس بأن الصوت كان واحدا في الرواية، كما أن اللغة ثابتة، وكان الراوي العليم واضحا. ويرى العليان أن أغلب الشخصيات ثابتة من البداية للنهاية، وأن المشاعر لم تتغير، فالمؤلفة كانت تريد توصيل رسالة من خلال القضايا المطروحة في العمل، وأوضح أن المكان كان حاضرا، وطبيعة الشخصيات تدل على الكويت، وقال: «العمل اهتم بالموضوع أكثر من المكان». وناصر البراعصي أوضح انه لم يكن على معرفة كافية بالروائية باسمة العنزي، ولكنه بعد قراءة روايتها- محور الحلقة النقاشية- لم يحس بالملل لأن اللغة عذبة، ولم يكن هناك مشهدية بقدر الحوارات، ومن وجهة نظره أن في الرواية شخصيات علقت في ذهنه وأخرى لم تضف شيئا له. وتطرق حمد المطر إلى الجديد الذي طرحته الرواية مثل مواقع التواصل الاجتماعي، بينما كانت بعض المواضيع- من وجهة نظره- مكررة، وأن الرواية كشفت وجه الفساد. وجاء رأي عبدالمحسن الشمالي مختلفا، حيث أشار إلى محاولات قفزه بين الفصول للتعرف على الشخوص. وقال: «الرواية لم تضف لي شيئا كقارئ، فربما تكون قد كتبت لأكاديميين»، مشيداً بلغة الرواية وجرأة مؤلفتها في طرح القضايا الاجتماعية.
مشاركة :