أوبر: فكرة كبرت وامتدت | سالم بن أحمد سحاب

  • 8/16/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم تعد فكرة (أوبر) جديدة، فقد مضت عليها سنوات كبرت خلالها، وكبر معها منافسون آخرون لها. وهي فعلاً فكرة رائدة صائبة. ولعلّ مجتمعنا الذكوري هو أشد المجتمعات حاجة لها، كونها تغني الأنثى المحتاجة إلى (تاكسي) عن الخروج إلى الشارع العام الذي قد يبعد عن دارها عشرات الأمتار، فتتعرض لمعاكسات السفهاء وعروض مرضى القلوب. الأمر الآخر هو احتياج فئة كبيرة من المواطنين للعمل الشريف النظيف في هذا الميدان الواسع، خاصة إن كان له من فراغ الوقت نصيب كبير، فيمضيه في عمل نافع يدر عليه مالاً ينفقه على نفسه وأسرته، بدلاً من سهرات فارغة وشللية محبطة أو تسكع في أسواق وميادين التواصل الاجتماعي، وأغلبها ضارة، بل وآثمة. ومن أوبر الذي نقل فكرة التاكسي المعروفة إلى التاكسي الشخصي، إلى فكرة أكثر تطوراً تنقل فكرة العربة المستأجرة من شركة رسمية إلى فكرة العربة المستأجرة من شخص هو مالك لها عبر تطبيق جديد اسمه Getaround ،الفكرة تتلخص في استئجار فرد لسيارة يملكها فرد آخر عبر هذا التطبيق. ولأن كثيراً من الناس يستطيعون الاستغناء عن سياراتهم لأوقات محدودة، ربما ساعة أو ساعتين أو أقل أو أكثر. ولأن كثيراً من الناس في المقابل تكفيهم الساعة والساعتان وليس اليوم كله كما تشترط شركات تأجير السيارات المعتادة، فإن المعروض فعلاً يقابله طلب، عرض محدود وطلب محدود وأجر معقول. هذا النموذج الجديد (وكما هو متوقع) انطلق قبل شهور قليلة في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في المدن المزدحمة الكبيرة. وهو يعمل بنفس مبدأ (أوبر)، إذ المركبة الأقرب إلى موقع صاحب الحاجة هي الأولى بتقديم الخدمة، فيستلمها المستأجر ويعيدها إلى الموقع نفسه دون الحاجة حتى لمعرفة صاحبها، إذ يتم كل ذلك (حتى فتح أبواب السيارة وإغلاقها) عبر التطبيق الإلكتروني المودع في الجوال. إنها آفاق واسعة من التطبيقات الرائعة التي لا حدود لها. لكن يظل السؤال عن مدى جاهزية بعض المجتمعات لبعض التطبيقات، ومنها هذا المشار إليه!! ثمة شروط حضارية مهمة لا بد من تمتع المجتمع بها لنجاح أفكار حضارية من هذه الشاكلة. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :