أحياناً أشعر أن لدى بعض القطاعات الحكومية فوائض نقدية هائلة في بند المشاريع، ولذا فهي تحاول التخلص منها قبل فوات الأوان الذي تحدده وزارة المالية غالباً في نهاية شهر نوفمبر. طبعاً الخفايا كثيرة، لكن مثلي يحكم على الظاهر، الذي ربما كان رأس جبل الجليد. خذوا مثلاً هذه التي أسموها (عيون القطط)، والتي تُستخدم عادة في الغرب على نطاق ضيق، وفي مناطق مرورية حساسة ذات طبيعة تستوجب (بعثرة الفلوس) عليها. ولأني أسكن جدة فهي المثال الحي الذي أعيشه وألاحظه ولا أتوقع في المدن الأخرى عنه اختلافاً كثيراً. وقبل حوالي شهر أو يزيد استيقظ مستخدمو نفق طريق الملك عبدالله على خطوط صفراء مزدوجة من (عيون القطط) تمتد من بداية كل مدخل إلى النفق إلى المخرج الذي يليه مباشرة. وحسب فهمي البسيط، فإن الخط الأصفر المزدوج يعني (حرمانية) قطعه إطلاقاً، يعني يا (سائق بليد) المفترض منك أن تدخل إلى النفق من أحد مداخله لتخرج منه مباشرة عند المخرج الذي يليه... تماماً كالذي يدخل داراً عامرة من الباب الأمامي ثم يتجه مباشرة إلى الباب الخلفي.. (برا.. برا... برا) !! هذا إن كان الخط من دهان (بويه)، فكيف إذا كان من (عيون قطط) صفراء فاقع لونها.. عندها تتحول (الحرمانية) إلى جريمة لا تُغتفر. السؤال: هل هم مهندسو الأمانة الذين راودتهم هذه الفكرة (العبيطة) التي تجبر الداخل إلى النفق على الخروج منه مباشرة لأن قطع الخط حرام؟! أم هم مهندسو إدارة المرور الموقرة؟ وكيف سمح المرور بهكذا (تهاويل) لا معنى لها؟ أم أن صاحب الفكرة يظن أن كل من دخل النفق (مسطول) لا بد من تنبيهه وتحذيره و(تقطيع) عجلات مركبته!! وعلى فكرة فهذا الخط الأصفر المزدوج يعني كذلك (حرمانية) قطعه لمن كان داخل النفق وأراد الخروج منه عبر المخرج المزين بعيون القطط!! يعني المتاح باختصار هو دخول ثم خروج فوري إذا أردنا تطبيق نظام المرور المتعارف عليه في كل الدنيا! أم أن القضية كلها (تضييع فلوس) أو (مجاملة مقاول) لعله يستفيد ولا يفيد!! أحياناً نردد :(الطاسة في بعض الإدارات ضايعة)، لكن الحقيقة هي (الفلوس ضايعة)!! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain