إذا كان الشاعر الكبير محمود درويش يقول في رائعته الشعرية «عازف الغيتار المتجول»: «يا صديقي أيها الغيتار... خذني للبلاد النائمة»، فإن أخطبوط الغيتار الفنان حسن جمعة كانت له طريقة مغايرة نفَّذها في مسرح عبدالحسين عبدالرضا مساء أمس الأول، عندما حلّق بجمهوره في الطبقات العليا من عالم الموسيقى، مطوفاً بكل بلدان العالم التي «لا تنام»، بل تظل في حالة دهشة مع صوت الغيتار وموسيقى الفلامنغو الساحرة. الفنان الكويتي حسن جمعة، الملقب بـ «أخطبوط الغيتار»، تألّق على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، ضمن أنشطة مهرجان «صيفي ثقافي11»، الذي انطلقت فعالياته في الثامن من أغسطس الجاري، ويستمر حتى 20 من الشهر ذاته، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. شهد الحفل حضوراً جماهيرياً غفيراً، يتقدمه قيادات المجلس الوطني، ومدير المهرجان سعود المسعود، إلى جانب الوكيل المساعد لشؤون الإذاعة الشيخ فهد المبارك، وباقة كبيرة من عشاق الموسيقى. الجمهور جاء إلى الأمسية متأهباً للتفاعل الإيجابي، وهو ما ظهر منذ اللحظة الأولى التي شرع فيها الفنان جمعة في احتضان غيتاره، وما كادت أنامله تلامس الأوتار، حتى تعالت الهتافات ممتزجةً بدوي صافرات الإعجاب، لتهز أركان أركان المسرح، معلنةً بدء رحلة التحليق في الطبقات الموسيقية العليا! قدم عاشق الغيتار، في مستهل وصلته الموسيقية، عزفاً منفرداً لمقطوعة بعنوان «ترانتس كويتي»، وهي من تأليفه، قبل أن يلتحق به بقية أعضاء فرقته على خشبة المسرح من عازفي آلات «الغيتار بيز، الإيقاعات، الكوله، الكمان والكاخون»، لتقدم الفرقة 7 مقطوعات موسيقية تنوعت ما بين موسيقى الرومبا والراب والفلامنغو، وتباينت بين الألحان البطيئة والهادئة حيناً، والسريعة الصاخبة في أحيان أخرى. وشدا جمعة بعدد من الأغاني الشهيرة على غرار «لو باقي ليلة» لعبدالرب ادريس، «والقلوب الساهية» لنوال الكويتية، فضلاً عن أدائه لأغنية «ارفعي البوشية» للفنان الراحل محمود الكويتي. ويعد الفنان حسن جمعة أحد أفضل عازفي الغيتار الشباب في الكويت، كما يتميز خصوصاً بتقديمه موسيقى الفلامنغو الإسبانية ممزوجةً بالموسيقى العربية والأجنبية في إبداع موسيقي شهي، بمصاحبة أعضاء فريقه الذين يكملون معه اللوحة الموسيقية المحلقة عالياً.
مشاركة :