«ثلاثي شيكاغو والأصدقاء» أشعلوها عزفاً وغناءً من على خشبة عبدالحسين عبدالرضا. هذا ما حدث مساء أول من أمس، خلال الحفل الأوبرالي الذي أحيته فرقة الأوركسترا الأميركية «ثلاثي شيكاغو والأصدقاء»، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. ففي ليلة حضرت فيها مؤلفات ومعزوفات كبار الموسيقيين الأميركيين من أمثال بوب ديلان وكوينسي جونز وفرانك زابا وفيليب جلاس وغيرهم من مشاهير الموسيقى في الولايات المتحدة، قضى الجمهور الكويتي ليلة موسيقية استثنائية، على أنغام عازفة البيانو سوسن شاو، وعازف الكمان وقائد الفرقة إليوت غولوب، وعازف الفيولا مارلو جونستون وعازفة الفلوت لورا اليزابيث هام، إلى جانب المغنية الأوبرالية سونا غوذير. وشهد الحفل حضوراً جماهيرياً محدوداً من عشاق الموسيقى، فضلاً عن حضور عدد من أبناء الجالية الأميركية في البلاد، وعلى رأسهم الملحق الثقافي الأميركي الدكتورة زينيا باغانيني، في حين غاب عن المشهد قياديو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. استهلت الأمسية الملحق الثقافي الأميركي الدكتورة زينيا باغانيني، معبرة عن غبطتها بإقامة الحفل، الذي نظمته سفارة بلادها بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مشيرة إلى أن الحفل يأتي من باب التبادل الثقافي بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية، ضمن الاتفاقيات الثنائية المشتركة التي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين. واستحضرت باغنيني خلال كلمتها في الحفل مقولة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري يقول فيها: «لا يهم إن كنت تعيش في مدينة كبيرة أو في قرية نائية أو قصر أو كوخ، فلدى الموسيقى والغناء والرقص والأفلام القدرة على إدهاش حواسك وتوسيع آفاق أحلامك والتأثير في روحك». بعد ذلك، تألق أعضاء الفرقة الموسيقية بالعزف الانفرادي حيناً والجماعي في كثير من الأحيان، ليصدح الصوت الأوبرالي الجهور لعازفة الساكسفون والمغنية سونا غوذير، التي يعد صوتها في حد ذاته موسيقى تفيض ألحاناً أوركسترالية تداعب الحواس وتعزف على شغاف القلوب، إلى جانب براعتها في أداء بعض اللوحات التمثيلية، لتثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنها مطربة أوبرالية من طراز فريد، حيث تنقلت في طبقات صوتها عبر السلم الموسيقي كفراشة الربيع التي تمتص رحيق الزهور واحدة تلو الأخرى. وبالرغم من قلة الجمهور، إلا أن ذلك لم يقلل من التفاعل الجماهيري الكبير، حيث دوّت صافرات الاعجاب واشتعلت الأكف تصفيقاً مع كل معزوفة موسيقية وأغنية أوبرالية. كما تخلل الحفل، مبارزة موسيقية بين عازفة الفولوت وعازفة البيانو أفضت الى صناعة قطعة موسيقية رفيعة المستوى، تمايلت لها الرؤوس إعجاباً وضربت بقوة على أوتار المشاعر. يُذكر أن «ثلاثي شيكاغو والأصدقاء» هي فرقة الموسيقى الكلاسيكية التي منحت وساما من قبل وزارة الخارجية الأميركية، عن التميز المستمر في تعزيز الديبلوماسية الثقافية والتفاهم المتبادل من خلال الموسيقى. وهي الفرقة الأميركية المعترف بها كسفير ثقافي للحفلات الموسيقية في المناطق النائية من العالم. ويرأس هذه المجموعة واحد من عازفي الكمان الأكثر تميزا في شيكاغو، وهو المايسترو إليوت غولوب الذي أسس الفرقة منذ عقدين من الزمن، والذي كشف في تصريح لـ«الراي» عن ان الفرقة شاركت في العديد من المهرجانات والمحافل الدولية، كما تعتزم خلال الفترة المقبلة القيام بجولة فنية إلى بلدان متعددة مثل فيتنام وإثيوبيا وغيرهما.
مشاركة :