تواصلت المعارك في جبهات تعز المختلفة، في إطار المرحلة الأولى من عملية تحرير المحافظة وفك الحصار عنها، حيث عززت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالمقاومة وقوات التحالف، انتصاراتها في المحافظة بتحرير منطقة صالة وجبل المكلكل الاستراتيجي، الذي يطل على مديرية صالة، وكل المواقع العسكرية للميليشيات في جبل السلال والقصر الجمهوري، وجميع المواقع التي كانت الميليشيات تقصف منها المدن والأحياء السكنية بمدينة تعز على مدى الشهور الماضية، فيما شهدت المتون في الجوف معارك عنيفة مع الميليشيات، في حين تعرضت مناطق في البيضاء والضالع لقصف عشوائي من قبل الانقلابيين، وفي وقت ساد فيه الهدوء جبهات صنعاء، تواصلت الغارات على صعدة. وفي التفاصيل، تواصلت المواجهات وعمليات التأمين للمواقع التي تمت السيطرة عليها، أول من أمس، من قبل قوات الجيش والمقاومة في جبهات تعز المختلفة، فيما لقي ثلاثة من قيادات الميليشيات في المدينة مصرعهم، خلال العمليات الأخيرة، التي تأتي في إطار المرحلة الأولى من عملية فك حصار وتحرير تعز من الميليشيات. وتمكنت قوات الجيش والمقاومة من فرض حصار خانق على الميليشيات في «جبل الوعش» شمال المدينة، وطهروا عمارة «الصومعة»، وتبة مجاورة لها، والتي تشرف على وادي الزنوج شمال المدينة أيضاً. كما سيطروا على مدرسة أبوعبيدة، ومحطة الكهرباء والعمارة المجاورة لها، في جبهة عصيفرة شمال المدينة. في الأثناء، ذكرت مصادر في المقاومة أن قيادات الحوثي عبدالسلام محمد اليوسفي، والمكنى «أبوكوثر»، و«أبوتراب» و«أبوكهلان»، قتلوا في معارك تعز الأخيرة على أيدي المقاومة، مشيرة إلى أن «أبوتراب» هو المشرف العام والمسؤول عن التغذية للميليشيات الحوثية في تعز، فيما أكدت المصادر فرار عدد كبير من قيادات الميليشيات مع عائلاتهم من تعز باتجاه محافظتي الحديدة وإب، فيما تم أسر عدد منهم. وتمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة على أحد أهم المواقع العسكرية التابعة للميليشيات في شرق المدينة، حيث أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني، العميد سمير الحاج، أن الجيش والمقاومة سيطرا على معسكر «المكلكل»، ذي الموقع الاستراتيجي الذي كان يتمركز فيه الحوثيون، في الجبهة الشرقية لمدينة تعز. وجاء تحرير المكلكل المطل على منطقة صالة، بعد تقدم الشرعية في منطقة صالة والحسنات وتبة الصالحين ومنزل اللواء مهدي مقولة، المقرب من المخلوع صالح، في المنطقة، إضافة إلى السيطرة على عدد من التباب الصغيرة في المنطقة. وأكدت مصادر محلية في المنطقة أن قوات الجيش والمقاومة، باتت تحاصر قصر صالة التاريخي للحكم. كما تمكنت الشرعية من تأمين طريق الشقب الموادم في صبر، وتطهيره من الميليشيات بالكامل، والذي يربط منطقة صالة بالصبر من الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة. وفي وقت سابق لتحرير المكلكل، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من تأمين مناطق حدائق الصالح والمقهاية، وتبة الذئاب، وبيت السعودي، والتبة السوداء، وتبة الخزان، وتبة كامل، وصولاً إلى منطقة المقبابة وجبل هان، وكذلك منفذ غراب، والتباب المطلة عليه وشارع الثلاثين والخمسين، وأجزاء كبيرة من شارع الستين شمال غرب، وكذلك حي بازرعة بالكامل، وصولاً إلى بوابة معسكر التشريفات، وأحياء البنك المركزي ومحيط القصر الجمهوري وحسنات في شرق المدينة. كما تقدمت قوات الجيش والمقاومة في منطقة الأحكوم جنوب المدينة، وسط فرار لعناصر الميليشيات من المنطقة، وحررت التبة الخضراء وتبة الماورات في الأكبوش، وسط معارك عنيفة، وصل على إثرها مقاتلو الجيش للقرب من منطقة الخزان، فيما تمكنت من فتح طريق الأقروض - منة خدير بعد تطهير منطقة الخلل من الميليشيات. وكانت مصادر في المقاومة والجيش، تحدثت عن مقتل أكثر من 40 عنصراً من الميليشيات في تعز. وتقدمت قوات الجيش والمقاومة باتجاه شارع الستين ومفرق شرعب شمال غرب المدينة، بهدف تأمين جميع المناطق المحيطة بمنفذ غراب، ومحيط مقر اللواء 35 مدرع، ومواصلة التقدم باتجاه الربيعي، والالتحام مع جبهة الضباب من اتجاه مدارات، وجبل الهان بعد تطهيرهم منطقة المدرجات في شارع الخمسين، رغم التعزيزات التي دفعت بها الميليشيات باتجاه تقاطع شارعي الخمسين والستين، والمكونة من خمس عربات عسكرية عليها مدافع رشاشة، وعدد من المسلحين. وكانت قيادات الجيش والمقاومة والسلطة المحلية، في تعز، عقدت اجتماعاً مطولاً، ناقشت فيه آخر التطورات في ضوء الانتصارات الأخيرة، وبدء المرحلة الثانية من العمليات العسكرية والأمنية في جبهات المدينة، بالتوجه شرقاً نحو الحوبان، ومنه إلى دمنة خدير على طريق تعز – عدن باتجاه الجنوب، بالتزامن مع تواصل العمليات باتجاه تأمين طريق تعز – المخاء المتجهة نحو الحديدة غرباً. وفي الضالع، لقي ثلاثة من عناصر الميليشيات مصرعهم، وجرح ستة آخرون في مواجهات اندلعت بين الجيش والمقاومة من جهة، والميليشيات من جهة أخرى في جبهة حمك بقعطبة شمال غرب المحافظة، تركزت في جبل كابوب بعد محاولة الميليشيات التقدم باتجاه مواقع الجيش والمقاومة، وتم التصدي لها. وفي إب وسط اليمن، أقدمت ميليشيات الانقلاب على اقتحام منطقة الخضيرة بمديرية الجعاشن بعشرات العربات العسكرية، وقامت باختطاف سبعة من سكان المنطقة وحرق منزلين، وقامت بترويع النساء والأطفال بطريقة وحشية، فيما عُثر على مدير مستشفى البعداني بالمدينة مقتولاً بداخل غرفته الخاصة، الواقعة في إطار مبنى المستشفى، وسط ظروف وملابسات غامضة. وفي البيضاء، أقدمت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية على إغلاق المساجد في المحافظة، ورفع شعارات الجماعة عليها. وفي مديرية الصومعة، قصفت المقاومة مواقع الميليشيات في منطقة عوين، رداً على قيام الميليشيات بقصف مناطق في آل حميقان بمديرية الزاهر، وفتح جبهات قتال جديدة في الوهبية على الحدود مع مأرب. وكانت جبهات نهم، شمال العاصمة صنعاء، شهدت هدوءاً نسبياً بين الجانبين، في ظل استمرار عمليات الحشد والاستعداد من الطرفين، في حين شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع الميليشيات، مستهدفة تعزيزاتهم المتجهة من صنعاء إلى نهم، ودمرت شاحنتي أسلحة في محيط مديرية أرحب. وفي الجوف، تواصلت المعارك بين الجانبين في شرق مديرية المتون غرب المحافظة، تركزت في محيط منطقة مزوية، فيما شهدت مناطق وادي ملحان ومنطقة وقز القريبة من الساقية في المصلوب معارك طاحنة بين الجانبين، بينما شنت مقاتلات التحالف غارة جوية على تعزيزات للميليشيات في المصلوب. وفي مأرب، شنت قوات الجيش والمقاومة هجوماً على مواقع الميليشيات في محيط هيلان، بهدف التقدم باتجاه المنطقة وتطهيرها، وصولاً إلى تخوم ريف العاصمة من جهة صرواح. وفي صعدة، واصلت مقاتلات التحالف استهدافها لمواقع وتجمعات الميليشيات، واستهدفت مناطق متفرقة بمديرية باقم، وتجمعاً في آل الصيفي بمديرية سحار، وآخر في منطقة الدمنة بمديرية باقم.
مشاركة :