ترتقي الأمم والشعوب بارتقاء مثقفيها وبعطائهم الثقافي، ونتاج المبدعين هو من أهم الركائز للارتقاء بأبنائها على الصعيد العلمي والأدبي والفني، ومن هذا المنطلق يأتي دور توثيق واستعراض المميزين من مؤلفي وكتاب وشعراء الخليج العربي، وأهم المحطات التي مروا بها خلال مسيرة حياتهم الحافلة بالإنجازات. وخير ما نبدأ به، قامة وطنية على مستوى مملكة البحرين وأحد فرسان صهوة الشعر في رحباها، وهو المرحوم الشاعر عبدالرحمن محمد رفيع، مفتتحةً معارج سيرته الرائدة بنبذة عن حياته، ومعرجةً على محطات تجليات مسيرته الحياتية وابداعات سيرته الشعرية، ومستعرضةً نتاجه الأدبي ومؤلفاته التي تعد ذخراً جميلاً في ذاكرة الزمان، وحضن إلهام عبقرية روعة المكان. رفيع هو شاعر من مواليد العاصمة المنامة ولد في سنة 1936م. تلقى تعليمه في مدارس البحرين الحكومية حتى أنهى المرحلة الثانوية، واتجه إلى مصر ليدرس الحقوق في جامعة القاهرة، إلا أنه لم يتمكن من إكمال دراسته لظروف خاصة، إذ عاد إلى البحرين بعد أن درس ثلاث سنوات في كلية الحقوق، حيث عمل شاعرنا بعد عودته من مصر في سلك التدريس لعدد من السنوات، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في وزارة الدولة للشئون القانونية، ليلتحق فيما بعد بوزارة الثقافة إلى أن تقاعد. يعد الشاعر عبدالرحمن محمد رفيع من بين الشعراء المعروفين على مستوى الخليج والعالم العربي حيث ينظم الشعر بالفصحى والعامية ويتميز شعره العامي بأسلوبه الفكاهي والنقدي وكانت تقام له الأمسيات الشعرية في الدول العربية ودول مجلس التعاون حيث يحضر أمسياته جميع فئات المجتمع على اختلاف مستوياتهم الثقافية والتعليمية. وقد أغنى شاعرنا الساحة الثقافية المحلية والعربية بالعديد من دواوينه التي طبع بعضها أكثر من مرة، ومن أهم مؤلفاته؛ أغاني البحار الأربعة، أوال المحبة، سوالف دنيا، دار العز، قصائد شعبية، الدوران حول البعيد، يسألني، ديوان الشعر الشعبي، ديوان بحر وعيون، يقولون، أولها كلمات، وأولها ضحك الورد. يؤمن رفيع بأن الشعر الشعبي يمتاز بأنه يخاطب جميع الفئات ويشبهه بـالخبز الساخن لافتاً إلى أنه يمتاز عن الشعر الفصيح بمخاطبته الشريحة الأوسع. ونستذكر من كتابات رفيع الرائعة في الشعر الشعبي هذه الأبيات؛ يدتي أمي العودة.. طيبة من نسوان لول اقعديت مرة معاها قلت لها سولفي عن أول ابي جمن سالفة منج تذكرين أيامج أول اضحكت مني وقالت هذي شي ياولدي كمل لا تذكرني بزمان ليته بس شوية طول في الحلقة القادمة من هذه السلسلة التي تتناول موجزًا لسير المؤلفين البحرينيين والخليجيين سنقدم مؤلِفاً مميزاً عُرف بتعلقه بالبحث العلمي والعلماء وبشغفه أيضاً للأدب والثقافة، هو من مواليد الشارقة، ولد سنة 1939. حاصل على دكتوراه في الجغرافيا السياسية من المملكة المتحدة وله الكثير من المؤلفات ومن أهمها؛ حديث الذاكرة، و رسالة إلى أهل المسرح.
مشاركة :