خبر قيام لجنة الصداقة البرلمانية السعودية الأمريكية بزيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية لتوضيح مواقف المملكة تجاه المستجدات في القضايا الإقليمية والدولية من خلال الالتقاء بأعضاء الكونجرس وعدد من المؤسسات الهامة التي تضطلع بصياغة السياسات الأمريكية الدولية، هذا الخبر يأتي في وقت حساس ومرحلة خاصة في العلاقات السعودية الأمريكية، إذ ليس خافيا أنها شهدت في الفترة الأخيرة قدرا من التوتر والاضطراب بسبب عدم ثبات الموقف الأمريكي والتردد في اتخاذ مواقف معقولة ومنطقية تجاه القضايا الساخنة في الساحة العربية، وأيضا المقايضات التي قامت بها أمريكا متغافلة عن أهمية علاقات تأريخية ومصالح مشتركة عميقة التأثير في مسارات البلدين. وقد تحدثنا من قبل عن أهمية التحرك الإعلامي السعودي لتوضيح ما قد يكرسه الإعلام وكتابه المؤثرون في أمريكا وغيرها من الدول الكبرى المؤثرة في السياسات العالمية، وطالبنا الإعلام بكل أدواته وأشكاله ومستوياته، وإعلام المؤسسات السعودية التي لها علاقة بالسياسات الخارجية، وتمنينا أن تضع الدولة آلية لتفعيل إعلام قادر على الحوار مع العقليات الغربية وصناع القرار، ينطلق من فهم لتفكير تلك المجتمعات ومنطقها في التعاطي مع المجتمعات الخارجية، ويشترك فيه كل القادرين من كتاب وأكاديميين مهتمين بالشأن السياسي كما تفعل كثير من الدول. كما أشرنا إلى أن المملكة تواجه منذ فترة ما يشبه الحملة المنظمة في بعض وسائل الإعلام الأمريكية اشترك فيها إعلاميون وكتاب معروفون ومؤثرون، وقد استمرت الحملة فترة غير قصيرة ولا شك أنها قد أقنعت من أقنعت بما أرادت إيصاله، بينما لم نقم بأي جهد إعلامي يذكر لمواجهة تلك الحملة وتفنيد مفردات خطابها، علما بأن سياسة الصمت لم تعد مجدية في هذا الوقت وضررها أكثر من نفعها. وبمناسبة الحديث عن العلاقات بين المملكة وأمريكا فقد أعلن عن زيارة الرئيس أوباما للمملكة في مارس القادم وهي زيارة في غاية الأهمية للأسباب المشار إليها آنفا، يجب أن نستثمرها بأقصى ما يمكن في الالتقاء بأكبر عدد من الإعلاميين المرافقين لفتح حوارات توضح الحقائق وتزيل سوء الفهم لبعض ما يحدث في الداخل السعودي ومواقف وسياسات المملكة تجاه الاضطرابات التي تعصف بما حولها.
مشاركة :