عشية بدء تدريبات عسكرية كورية جنوبية - أميركية اليوم، حذرت سيول من أن بيونغيانغ قد تغتال منشقين، بعد فرار مسؤولين كوريين شماليين الى الجنوب. ولفت مسؤول في وزارة التوحيد الكورية الجنوبية الى أن خطط القتل قد تستهدف منشقين أو ناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان في كوريا الجنوبية، وتابع: «نظراً الى طباع (الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونغ أون، الوضع خطر. مُرجّح أن تجري كوريا الشمالية محاولات لمنع انشقاقات أخرى أو أي اضطرابات في الداخل». وكانت سيول أعلنت الأسبوع الماضي أن تاي يونغ-هو، نائب السفير الكوري الشمالي لدى بريطانيا، لجأ اليها مع عائلته، بسبب «قرفه» من نظام بيونغيانغ و «إعجابه بالنظام الحرّ والديموقراطي في كوريا الجنوبية ومخاوفه على مستقبل عائلته». ووصفت بيونغيانغ تاي بأنه شخص «حقير»، واتهمته باختلاس أموال عامة واغتصاب قاصر والتجسس لحساب كوريا الجنوبية، معتبرة أنه فرّ «خوفاً من أن ينال عقاباً قانونياً على جرائمه». وانتقدت لندن لسماحها لـ «حثالة بشرية» بالفرار الى كوريا الجنوبية، معتبرة أن الأخيرة جلبته الى أراضيها لاستغلاله في حملتها المعادية للدولة الستالينية. ويُعتقد بأن تاي عمل في السفارة الكورية الشمالية في لندن لعشر سنين. ويقول محللون انه ينتمي الى عائلة عريقة ويقيم علاقات قوية مع النخبة الحاكمة، معتبرين أن فراره يشكّل رمزاً لانشقاق عدد من أفضل وألمع الشخصيات الكورية الشمالية. وأجّجت سيول غضب بيونغيانغ، إذ أعلنت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية الإفراج عن 12 عاملاً، بينهم 11 نادلة، عملوا في مطعم يقدّم طعاماً كورياً شمالياً في الصين، ووصلوا الى كوريا الجنوبية في نيسان (ابريل) الماضي، ما جعلهم أضخم مجموعة تنشق عن كوريا الشمالية منذ سنوات. وأشارت الوزارة الى أن هؤلاء المنشقين باتوا يستطيعون «العيش في المجتمع»، بعدما أكمل جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي تحقيقاته في قضيتهم. لكن بيونغيانغ اعتبرت أن الجهاز خطفهم، ورأى ناطق باسم لجنة طوارئ شُكِّلت لـ «إنقاذهم» في إعلان سيول «مؤامرة لئيمة» هدفها «التغطية على الحقيقة وراء خطف المجموعة». وأضاف: «إخفاؤهم عن أعين العامّة، لما قالوا انه لأسباب تتعلّق بسلامتهم، يظهر أن إعلان الحكومة الدمية هو محض تلفيق. سنواصل النضال حتى إنقاذهم وإعادتهم». ومنذ نهاية الحرب الكورية (1950-1953)، فرّ حوالى 30 الف كوري شمالي الى الجنوب.
مشاركة :