جمعية الحمير الكويتية - مقالات

  • 8/24/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في مطلع الثلاثينات من العام الماضي تأسست في مصر جمعية الحمير لهدفين أولهما إعادة الاعتبار للحمار الذي لا يذكر اسمه إلا على سبيل الشتيمة، وثانيهما رعاية حقوقه المهدورة من أقليات تقوم باستغلاله رغم كون الحمير أكثرية. سرعان ما استقطبت الأقلية التي أسست الجمعية كثيراً من المثقفين من الكُتاب والفنانين والممثلين كتوفيق الحكيم وزكي طليمات ونادية لطفي. ومن الحضارة الفرعونية انتقلت الجمعية إلى حضارتي بابل والشام بتأسيس جمعيات مماثلة في سورية والعراق، وكأن الاهتمام بالحمير ورعاية مصالحها هو عمل حضاري بحت، لاحظوا أن من يقوم به هم النخب الثقافية، بينما النخب الاقتصادية منشغلة برعاية الكلاب والقطط كل حسب ميوله وجميعهم في نهاية الأمر يهتمون بحيوانات. يبدو أن اهتمام البشر بالحيوانات خصوصاً فصيلة الحمير منها لم يلقَ رضا الحكومات التي عارضت واعترضت على تأسيس الجمعية وإشهارها ما دفع بمواليها وفداويتها بشن حرب من الاتهام لمعارضي الحكومة موالي الحمير الذين زاد عددهم واتسع نشاطهم فمنهم من اتهمهم بالماسونية ومنهم من اتهمهم بالصهيونية وكان أقل اتهام هو منافاة عادات وتقاليد المجتمع رغم أن شعارهم كان التعايش السلمي. ومثلما كان يزداد الحمير (في مصر تم توثيق زيادة الحمير إلى ثلاثة أضعاف من نصف المليون حمار وقت تأسيس الجمعية حتى نحو ثلاثة ملايين حمار حالياً)، فازداد الأعضاء حتى وصلوا نحو ثلاثين ألفاً وتنوعت ألقابهم من جحش وحمار صغير وحمار كبير وصاحب الحدوة وتعددت أنشطتهم حتى وصلت للأعياد فأصبح للحمير عيدان، عيد الضرب وعيد النهيق، يقومون في الأول بضرب أنفسهم حتى يشعروا بألم الحمار وفي الثاني ينهقون مثله. ومع اقتراب عشرينات القرن الحالي وفي عصر العولمة وانتقال الحضارات وتبادل الثقافات باتت الحاجة ماسة لإعلان جمعية مماثلة في الكويت لوجود أنشطة كثيرة مماثلة وعدد حمير موازٍ تعرض للظلم والغبن والنسيان لانشغال المترفين بالقطط والكلاب رغم أن الحمير أولى «وجحا أولى بلحم ثوره». reemalmee@

مشاركة :