المخطط الإيراني الذي ينفذه الحوثيون، وحليفهم المخلوع؛ لتصفية مشايخ، وزعماء القبائل؛ بهدف إدخال الدولة في دوامة الفوضى، وتأجيج المطالبات بالثأر، والذي سيؤدي إلى تفكك النسيج الاجتماعي، هو ما أكّد عليه رئيس التحالف القبلي لأبناء محافظة صعدة - الشيخ- يحيى مقيت - قبل أيام-؛ فالتوظيف السياسي للدين لا يخدم سوى مشروع تمزيق، وتفتيت اليمن، بعد أن كان يمثِّل نموذجًا مشرفاً في التعايش بين أطياف المجتمع. هدم مكونات الدولة اليمنية من خلال الصراعات الأثنية، والمذهبية، والطائفية، وتحويل الصراع الاجتماعي، خطوة نحو صراع مذهبي طائفي؛ هدفه تقسيم اليمن، واستهداف بنية الوحدة اليمنية على المستويين - المادي والاجتماعي-، - إضافة- إلى إذكاء نار الفتنة، والتطاحن الداخلي. وتلك رغبة إيرانية؛ من أجل إخماد نفوذ كل القوى، وخلق حالة دائمة من عدم الاستقرار، والعمل على تفكيك الدولة اليمنية عبر إيجاد، وتقوية ميليشيات يكون سلاحها خارج إطار الدولة، التي تتوغل فيها وفق اعتباراتها الإستراتيجية. من جانب آخر، فإن مخططات تفكيك النسيج الاجتماعي، وإثارة الفتن، وتصدير إيران لما اعتادت عليه من التحريض لجماعات التنظيمات الإرهابية، وتمكينهم من السيطرة على مقدرات الدولة، ومصائر المواطنين، ومصادرة حرياتهم، والنفخ في النزعات الانفصالية؛ هدفه ألا تبقى دولة مركزية في اليمن، وذلك من خلال خلق فجوة أمنية كبيرة، يتيح للعصابات الحوثية الانقضاض على ما تبقى من معالم الدولة، وتنفيذ مشاريعهم الخاصة من خلال أذرعها العسكرية المسلحة، أو من خلال المنابر الإعلامية المشبوهة، أو من خلال مؤسساتها الموازية لسلطة الدولة، أو من خلال خلق، وتكوين عصابات؛ لإذكاء النعرات الطائفية، ونشر الفوضى، وعدم الاستقرار. ما تفعله إيران - اليوم- هو انتهاك صارخ، وفاضح للقانون الدولي، والإنساني. وما تفعله على أرض الواقع يعتبر داعماً أساساً للإرهاب في العالم؛ ولأن إيران لا تمتلك مشروعاً وطنياً مشتركاً تقدّمه لليمن - ولو بحدوده الدنيا-، وربما لا تؤمن به أصلاً، فإن الاستمرار في منهج متخبط -كما سبق-، سيعزِّز من عوامل استمرار الصراع، واستمرار الحرب الداخلية، وستفضي -في نهاية المطاف- إلى انهيار اليمن، وذلك عن طريق تحقيق الأهداف السوسيولوجية، والتي تمثِّل هدفاً في تغير التركيبة الديموغرافية لليمن.
مشاركة :