Image copyright Reuters Image caption تحذر منظمات حقوقية من استهداف أقليات دينية وعرقية بعينها تنظر أعلى محكمة إدارية فرنسية، الخميس 25 أغسطس/ آب، في طلبات جمعيات حقوقية ضد قرار حظر عدة مدن فرنسية ارتداء "البوركيني"، مع تزايد توقيف النساء المسلمات بتهمة تهديد قيم العلمانية وارتداء زي غير مناسب. وفي حادثة مشابهة، تم تغريم سيدة مسلمة كانت برفقة أولادها على أحد الشواطئ، بتهمة ارتداء زي غير مناسب. وقالت السيدة إنها كانت برفقة أسرتها ولم تكن تعتزم السباحة كما أنها لم تكن ترتدي البوركيني، عندما اقترب منها رجال شرطة يطالبونها بتغيير كيفية ارتدائها لملابسها أو مغادرة الشاطئ. وأثارت تلك الحادثة وأخريات مشابهات صدمة وغضبا على مواقع التواصل الاجتماعي. إذ يرى البعض أن تلك الممارسات تستهدف أقلية بعينها وتعمل على تقسيم المجتمع الفرنسي على أسس عرقية ودينية. كما شبهها البعض الآخر بممارسات تنظيمات متشددة تجبر النساء على ارتداء ملابس بعينها. وحظرت خمس عشرة مدينة فرنسية ارتداء البوركيني، كان أخرها "نيس"، إذ نشرت سلطاتها، الأسبوع الماضي، بيانا قالت فيه إن المدينة تمنع ارتداء "ملابس تظهر بشكل واضح التمسك بدين معين، في وقت تتعرض فيه فرنسا ودور عبادة بها لهجمات إرهابية". ويثير قرار حظر البوركيني جدلا سياسيا داخل فرنسا. إذ أعرب رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، عن تأييده لقرارات الحظر قائلا إن البوركيني يمثل "استعباد المرأة". وفي السياق ذاته، قال الرئيس الفرنسي السابق والذي أعلن عن نيته الترشح لانتخابات الرئاسة 2017، نيكولا ساركوزي، إن ارتداء البوركيني "عمل سياسي، وقد يدعم التطرف، ويسبب الاستفزاز". في المقابل، رأت وزيرة التعليم، نجاة فالو بالقاسم - بالرغم من عدم تأييدها الشخصي لارتداء البوركيني - أن "الدوافع وراء حظره سياسية، وتفتح المجال أمام المشاعر العنصرية". ويستنكر سياسيون فرنسيون إيقاف المسلمات على الشواطئ لارتدائهن الحجاب، قائلين إن هذا التوقيف يعد استهزاء بالعلمانية الفرنسية، ومحذرين من تحول الأمر إلى استهداف الإسلام والمسلمين بغية تحقيق مكاسب سياسية بحتة. وفي حين ترحب حركات يمينية بحظر البوركيني وترى أنه يتعارض مع العلمانية الفرنسية، تحذر منظمات حقوقية من تحول الأمر إلى استهداف أقليات دينية وعرقية بعينها. ويخشى متابعون من أن تزيد الإجراءات الفرنسية الأخيرة عزلة الأقليات المسلمة، كما يحذرون من استثمارها من قبل جماعات متشددة تهدف إلى تأجيج مشاعر العداء ضد فرنسا. وفرنسا على موعد مع استحقاق انتخابي رئاسي مقرر في أبريل/ أيار 2017، وآخر برلماني في يونيو/ حزيران من العام ذاته. وتعرضت فرنسا لعدة هجمات إرهابية – من قبل متشددين ينتمون لما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية" - تسببت في مقتل المئات من مواطنيها. برأيكم، هل يمثل البوركيني تهديدا لقيم العلمانية واستفزازا للفرنسيين؟ هل ارتدت فرنسا عن روح العلمانية والتعددية؟ وكيف ترون من يقول إن المسلمين ضحية صراعات سياسية تهدف تحقيق مكاسب انتخابية؟
مشاركة :