لن ننسى أنه منذ انطلاق الثورة السورية اكتفت الدول المتحالفة على أرضها اليوم بالوقوف متفرجة وغض الطرف عما يحدث من مذابح واغتيالات وانتهاكات لم تشهد البشرية لها مثيلاً، وبين صراعي السلطة والطائفية تكالبت آلة الدمار الشامل ودكت المدن فوق رؤوس المستضعفين حتى استحالت خرابًا. الصمت ثم التحرك.. كانت الأحداث بمثابة الغنيمة الكبرى والصيد الثمين الذي أدى إلى تهافت دول التحالف ومحاربة الإرهاب على حد زعمهم.. فما الذي يحدث!!؟؟. وما المميز في الأسد ونظامه حتى تتهافت عليه كل من أمريكا وروسيا والصين وأوروبا ثم إيران ومليشياتها!!؟؟. أدى دخول روسيا كحليف رئيس لنظام الأسد إلى تصعيد الأحداث وخلط الأوراق، فتصدرالمشهد برمته.. وغابت سوريا والشعب السوري ولم يبق سوى صفير الموت، واحتضار من الوريد إلى الوريد. إن كان المبرر الأكيد لكل هذا الاستقواء الشنيع هو محاربة الإرهاب.. كيف يُفسر قلب الموازين.. ليتساوى هذا مع ذاك، وينال المواطن حظه من الإبادة والتهجير ما يفوق الوصف. إن تناقض مواقف قوى التحالف اليوم مع الوضع في سوريا يعد مؤشرًا خطيرًا على أن الحل بات مرهونًا للصدفة وحدها، وأن حربًا كهذه لن تنتهي بين ليلة وضحاها، ولنا في تاريخنا الحديث أنموذجان سلطا الضوء على ما لدول التحالف من دور خفي في تفتيت كل ما يمت للإسلام بصلة، والذي أسفرعن احتلال مبطن باسم محاربة الإرهاب.. الأنموذج الأول.. أفغانستان، الاحتلال الأمريكي في أفغانستان أفرز عن تنظيم القاعدة وطالبان، وخرجت من عباءة تنظيم القاعدة تنظيمات وجماعات إرهابية جديدة. الأنموذج الآخر.. العراق، التفتيت بعينه وعلى حقيقته.. احتلال أمريكي إيراني «طائفي».. يضاف إلى الأنموذجين السابقين ثلاثة أخرى... سوريا.. ليبيا.. اليمن، حيث كان الوضع أشد وبالاً وفتكًا، فقد تكبكبت التنظيمات الإرهابية جماعات وإفرادًا من كل حدب وصوب، وكانت المحصلة.. تنظيم داعش، والتدخل الإيراني وميليشياته في الشأن الداخلي لسوريا ودول المنطقة العربية. وبعد كل ذلك ولكل ما يحدث في سوريا.. لصالح من كان كل ذاك الصراع الدامي!؟. هل كان في صالحها أم في صالح شعبها أم في صالح دول الجوار في المنطقة العربية!؟. أم أن سباقات التسلح على أرضها خلطت الحابل بالنابل.. بين أجندات القوى حقوق الشعوب!؟. aybkf1@yahoo.com
مشاركة :